نُتُوءَاتٌ عَلَى كَفِّ الزَّمَن

نُتُوءَاتٌ عَلَى كَفِّ الزَّمَن

صقر أبو عيدة

[email protected]

لَمْ نَدْرِ أَنَّ قُلُوبَنَا مَخْمُومَةٌ..

قَدْ لا تَرَى إِلا حَبِيبَاً في الْعُيونِ..

وَلَمْ يَكُنْ في بَالِنَا غَيرُ الفِلاحَةِ وَالسُّكُونِ..

وَنَسْتَهِلُّ بِرَكْعَتَينِ فَنَسْتقِي طِيبَ الْخِصَالِ نَدَىً وَحُبَّاً لِلْوَرَى

وَالْقِنْوُ في نَخَلاتِنَا قَدْ لانَ لِلضَّيفِ الّذِي جَاءَ اكْتِسَابَاً لِلْقِرَى

نُهْدِي لَهُ مِنْ يَاسَمِينِ حُقُولِنَا مَا فَاحَ وَرْدَاً مِنْ رِيَاضِ الأَنْبِيَاءْ

*****

لَكِنْ ضُيُوفُ جُدُودِنَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا غَدَاءً وَامْتَطَوا أَسْيَافَهُمْ

وَاسْتَبْدَلُوا قِثَّاءَهُمْ طَرْدَ الْعَصَافِيرِ الّتي غَنَّتْ لَهُمْ

كَرَمَ الضِّيَافَةِ..

أَغْلَقُوا الْنَّغَمَ الّذِي قَدْ يَشْحَذُ الأَصْوَاتَ مِنْ حَنَكِ الأُفُولِ..

وَلَمْ يَرَوا في طِفْلِنَا غَيرَ الْمُغَادِرِ لِلْمَوَانِئِ وَالرَّحِيلِ..

مِنَ الْْهَوَاءِ وَمَنْ تَغَنَّى في الْجَلِيلِ..

لِبُرْتُقَالٍ لَونُهُ يَغْفُو بِيَافَا، وَالْخَلِيل..

تَحِنُّ إلى أَعْنَابِهَا وَالْقُدْسُ تُسْرَجُ مِنْ دِمَاءْ

*****

لَبِسَتْ مَفَاتِنَهَا الْبِلادُ وَشَمَّرَتْ لِلشَّمْسِ أَطْرَافَ النَّهَارِ..

وَهَيَّأَتْ لِلْحَمْلِ أَسْبَابَ الْمَخَاضِ فَعَطَّرَتْ طُرُقَ الدِّيَارِ..

ورَصَّعَتْ في ثَغْرِهَا زغْرُودَةً قَدْ خَبَّأَتْهَا..

يَومَ كَانَتْ تَرْتَدِي ثَوبَ الْحِدَادِ بِلَونِ تِينَاتٍ تُعَرِّسُ لَيلَهَا شَوقَاً..

إلى شُرُفَاتِ صُبْحٍ كَانَ يَبْغِي يَمْسَحُ الْغَبَرَاتِ مِنْ شَفَةِ الْهَوَاءْ

*****

ثُمَّ انْتَظَرْنَا زَهْرَةً قَدْ أَثْقَلَتْ بِرَصَاصِهَا

وَتَحَضَّرَتْ لِلدَّفْنِ قَبْلَ مَخَاضِهَا

دُنْيَا مِنَ الأَصْقَاعِ جَاءَتْ كَي تَرَى إِمْلاصَهَا

عِجْلاً يَخُورُ وَسَامِرِيٌّ قَادَ في الأَوْطَانِ رَبْطَ عِقَاصِهَا

في عَقْدِ سِلْمٍ يَمْرُطُ الزَّيتُونَ مِنْ أَحْدَاقِهِ

وَتَسَّوَرَ الأَعْنَاقَ يَأْمُرُ لا مِسَاسَ وَلا سَوَاءْ

*****

وَالطَّيرُ تُصْبِحُ في خِمَاصٍ ثُمَّ تُمْسِي في خِمَاصٍ..

وَالْخَفَافِيشُ ارْتَقَتْ وَتَلَبَّسَتْ أَضْوَاءَ عهْرٍ..

تَنْزِعُ الأَنْفَاسَ مِنْ غُرَفِ الْفُؤَادِ..

وَمِنْ جُذُورِ الْوُدِّ في عُنُقِ الْبِلادِ..

وَلَمْ يُخَبِّئْ كَيدُهَا حِقْدَاً تَفَلَّقَ بَينَ نَارٍ وَاجْتِوَاءْ

*****

رَبَطُوا وُجُوهَ نِعَالِهِمْ بِحِبَالِ جُوعٍ جَدَّلُوا خِيطَانَهَا

مِنْ سُنْبُلاتِ الْخُبْزِ..

وَابْتَدَأَ الْعَزَاءْ