صدى الأنفاس
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
وحـدي يـنـاديني الصدى ويتمتمُ
وعـْدٌ كـتـبـنـاهُ بـدفـترِ ليلِنا
وعـلـى شـفاهِ الياسمينِ تقافزَتْ
أتـرى غداً ، وبنا دمشقُ ستحتفي
فـيـتـيـهُ مِجدافي بلجِّ خواطري
ورؤى النسيمِ على خُطوطِ جداولي
والـذكرياتُ روَتْ لحونَِ مواجعي
أنـا قـد أتيتُ على جناحِ قصائدي
فـالـلـيـل خبَّأني بثوبِ ستورِه
وحدي وصمتي واحتراقُ مشاعري
شـعـري ترانيمُ الجمالِ أصوُغها
مـا كـلَّ حسّي أو شعرتُ بوهنِه
وأنا التقطْتُ من النجومِ فضاءَها
طـيـرٌ شدى للحبِّ عشْت مغرداً
وسـكـونُ ليلي عند شرفةِ غربتي
ويـلـفـّنـي فـيها السكونُ بثوبِه
وحـدي وخـطواتي تسوحُ لوحدِها
وطـريـقُ عمري ملتوٍ سكرَت به
صـمـتي كأعماقي غريبٌ صمتُه
شـفـةٌ تـؤرّجحُها سوانحُ أحْرفي
ودمـي يذوبُ على سطورِ دفاتري
ويـسـيـلُ شـطآنا يغازلُ جرفَه
الـلـيـل أغـنـيتي وأندى لفظةٍ
يـا لـيـل يا لوني أنا ثغرُ الأسى
كـونٌ هَمى والشعرُ نهراً قد جرى
أنـا حـالـمٌ بـل شاعرٌ في حلمِه
أهب الحروف جوارحي فتفيض بي
شـعري شعوري رسمُه قد صغتُهوأنـا وأنـفـاسـي بوعدك نحلم ُ
وحـروفُـه بـشذى البنفسجِ تُختمُ
دقـّاتـُه .ولـه تـفـتّـحَ بُـرْعمُ
وتـقـودُنـا خـطواتـُنا وَتعظِّمُ؟
والـطير في غصْنِ الغيابِ يـُتمتمُ
نـشـوانَ يـهتفُ وحـْيُه ويدمْدِمُ
فـزهـا بـأنـفـاسِ الترنّمِ مِرقمُ
فـيـهـا لألـوان الـغرائب أكتمُ
وإلـيـك فـزَّ مـن الأضالعِ مُغنمُ
وجـراحُ روحـي وَحْـدهـا تتكلّمُ
غُـرراً . بـأعـراسِ الحياة تُهوّمِ
فـأنـا احـتـراقاتٌ وشعريَ مُلهمُ
ولـكـلِّ فـاتـنـةٍ شـكت أتألّمُ
وإلـى جـمالِ الكونِ رحْتُ أترْجِمُ
تـجـتـاحُ أعـمـاقي وينثرُها فمُ
وإلـيَّ فـي أحلى الخواطرِ تـُنظمُ
فـي درب وجـدي للمتاهة ترسمُ
قـدمـي وذكـرى حـلـوةٍ تتنعّمُ
شـيءٌ مـن الـمـاضي به يتكلمُ
ولـهـا مـسـاراتُ الـتولّهِ تلهِمُ
سـحْـراً . بـألـفِ قصيدةٍ يتنعّمُ
مـوْجـي بـه عبقُ البنفسَجِ يُسْجَمُ
تـوحـي بـهـا لـغةٌ ولفظٌ أرْخمُ
وبـكـل لـوْنٍ لـلـعذابِ يترجِمُ
دفـقاً على بمحبرتي حروفاً تحلـُمُ
يـحـيـا . وإنّـي لـلهوى أترنّمُ
وجـدي وإحـسـاسـي بها يتنغّمُ
عـقـداً تـبـاهي للغواني (مَريمُ)