هواجس رباعية

د. شفيق ربابعة

قسم العلاقات العامة والإعلان

كلية الإعلام / جامعة اليرموك

[email protected]

عذرا عذرا لا، يا وطني

أحببتكَ حبَّ  المتجّني

سامحْ واغفرْ سوءَ الظنّ

ذي دقاتِ القلب وفيّه

***************

أنا لم أرضع إلا حُبّكْ

لم أتطلع إلاّ صوبَكْ

أحلى طعمِ الدُّنيا قُربكْ

يا من تسكنُ في جفنيّه

***************

شرياني ينبضُ  يا وطني

عافاك اللهُ من المِحن

وليرعَ حِماك من الفتن

وذراك على الأعداء عصيّه

***************

الدهر صباحٌ و مساءُ

وبه مدحٌ وهجاءُ

صدقٌ، مكرٌ، ودٌ، داءُ

إلاّ عين العشق نديّه

أحداثُ اليوم تمزّقني

تؤلمني وطني، تعجبني

ما عدتَ كلحنٍ يطربني

يا من كنتَ السيمفونيّه

***************

شجرُ الأرز تبدّل شوكا

صار الصِّدْقُ بأرضكَ إفْكا

صوتُ الحقِِّ تبدىّ شِرْكا

وتغشتنا المحسوبيّهْ

***************

لغةُ الضاد بدتْ لي جوفا

قد لا أعرف فيها صرفا

فُرضتْ لغةُ العلم الأوفى

واستمتعنا بالعُجْميّه

***************

تاريخُك وطني كالطلسم

بلغاتٍ دُرّس لم يُفهم

هل ترضى جيلك كالأبكم ؟

أم ذاك لضعف العربيّه؟

***************

بعض معاني العيب تداعت

دربُ الشرّ بأرضك شاعت

خيرُ دروس الماضي ضاعت

إلاّ درسَ القبليّه

***************

حرٌ صارت أحوالي

أمّي عزفت موالي

أختي لبست بنطالي

وأبي عَشِق الربعيّه

***************

مات الرمح وعزّى سيفي

وسرى فينا داءُ الزَّيف

وتناسى العُرْبُ  كرمَ الضيف

وتشدّقنا  بالمدنيّه

***************

كم نفسي للمجد اشتاقتْ

وديارُ الأهل علينا ضاقتْ

ورحابُ الغرْب لنا راقتْ

وتخَاذلْنا في الأممية

***************

قد صار نتاجُك لا يكفي

أمسى خلّي يبغي حتفي

وأخي أمسى  كالمتشفّي

ويداعبني بالقوميّه

***************

قد كان الأهل حماةَ الثغرِ

وغدا الزهد سبيل النصرِ

والغدرُ ازداد, فهلا تدري؟

وتسلّحنا بالتبعيّه

***************

خبرني ما طعمُ الوجد؟

أوجز لي أسباب الحقد

فمتى نصحو, قم للمجد

وتطير غبار الرجعيّه

***************

غرناطةُ مثلُكَ قد غُزيتْ

"غَرينادا" بالأمس ابتليتْ

وحقوق الأهل نراها نُسيتْ

علناً باسْم الانسانية

***************

رقصُ الديسكو حتى الفجر

ننسى معنى الحبِّ العذري

عنه رغبنا, حاشا شعري

ثمّ نُتاجر بالوطنية

***************

أنت الماضي أحلى ذكرى

فيك الآيات غدت كبرى

فانا والله بكمُ أدرى

مسرى، مهوى البشريّهْ

***************

قد صرتُ طريدا لا أهدأْ

وتزعزع في قومي المبدأْ

وتراجعنا, فمتى نبدأْ ؟

أين دعاة القوميَّه؟

***************

كنا أسعدْ  كنا أحمد

واليوم كلانا مستوردْ

"زوزو" , "فيفي" وجه أمردْ

شَبَهٌ حتى الصَّدريّه

***************

نأتي طوعي لل"همبرغرْ"

نشرب وسكي ثم "هننغرْ"

نُمضي الليل سُكارى نَسهرْ

كيْ نلحق ركب "الهبيّه"

***************

كنّا قبلُ الشعبَ الأمثلْ

أجيالٌ صارتْ تُستبدلْ

وسماتك ما عادت تُقبلْ

وأصالتنا هي منسيّه

***************

الحرّ تشرّدَ في وطني

ويسابق زحفا للمدن

ويسِفُُّ ترابا من وَهن

ليضاهي أُممَاً غربيّه

***************

أأجاري دوما من يغضبْ؟

وأداري حينا من يعتبْ!

ما يجري بحرٌ لم ينضبْ

ماذا تعني المحسوبيّه؟

***************

قد صار الأهل ألِداءَ

أمسوا في البارد أعداءَ

وغدت أرضي بيداءَ

لصراعات فئويَّه

***************

عفوا  قد كنا أحبابا

واليوم غدونا أغرابا

في البيت الواحد أعرابا

نتقاتل باسم الحريه

***************

ما في الدنيا أرض مثلكْ

رُسُلُ الباري هم من نَسلكْ

أهل التقوى دوما أهلُكْ

هم فرسانُ العربيّه

***************

سأقول لمن يأتي بعدي

وطني يا رمزا للمجد

وبكم تبدو سُبُلُ السعد

بلْ جنّة خُلدٍ ريحانيَه

***************

لا ارضٌ غيرُكِ تعجبني

لا وطنٌ مثلُك يفتنُني

وسأنسج من ودي كفني

وأظّل عَشيق الكوفيّه

***************

لن أقبل دونك أوطانا

وسأنفضُ عنك الأحزانا

سأحقّر دوما من خانا

ولتسطعْ شمسُ الحريه