خطوات الغائب
صلاح أحمد عليوة
مصر/ هونج كونج
لم يكن في ارتجافةِ نهري
كثيرٌ من الشعرِ
أو ربما
لم يكن في ضلوعي
ضياءٌ
يجردُ تلك الأقاليم
من عتمةٍ
تمنحُ الوردَ و القمحَ
لونَ الرمادْ
لم يكن غير حزنٍ عريقٍ
تحدّرَ في عتبات القرى
و عويلِ الأساطيرِ
في شجر السفحِ
و الأمنياتِ
التي تتكشف أمواجُها
عن سدىً أو قتادْ
لم يكن غير تلويحةِ الشمسِ
من برجها
و المرايا التي لا ترى نفسها
و التعاويذ
في جبهة الصبحِ
طاعنة في السوادْ
و ما كان منى
سوى أن رأيت ملامحهُ تنزوي
عند حد المياهِ
و تنسابُ شيئا
فشيئا
على لحظةٍ
لن تعادْ
و ها هو تحت حقول النجومِ
أمرره في خيالي
لأعرفَ ملمسَ لفتتهِ
في نسيم المنافي
و أُرجعه مثلما كان غضا
على طرقِ الصيفِ
يسعى و يسعى
و لكنه لا يُرى
عند باب الرجوع
و لا من زجاجِ البعادْ
و ألمحه حين يأتي
عل مهلٍ
كي يقلّب في صفحاتي
و يبحثَ عن نغمات ملامحهِ
في كلامي
أو يعلّق صورته
في سقوفِ السهادْ