طرْقٌ على أبواب بغداد

ابن الفرات العراقي

طرْقٌ على أبواب بغداد

ابن الفرات العراقي

[email protected]

بـغـداد  تـشكو ضعفها iiوهزالَها
وغـدا  الخراب انيس كل iiربوعها
قـادت  خـطـاها للمهالك iiعصبة
ولـقـد تـغير ماء دجلة .والتظت
ايـن ابتسامتها التي سرق iiالضحى
وجـدائـل  كـم تـسـتحم iiتدللا
ومـلاعب  هجر الصحاب iiدروبها
ذبـلـت  مفاتنها .وقد طمس البلى
تـمـشـي  مـثـقلة ً.تنوء iiكليلة
تـعـبى  وترتعش الخطى iiمشلولة
اطـفـا الـغزاة بهاءها وطغى بها
هـجـرت  حمائمها ضلال iiنخيلها
خـفـتـت كنائسها وغادر جرسها
ثـكـلـى  تـكلَّلُ بالسواد iiديارها
كـانـت تـفـيض ليونة iiوطراوة
ونمت  بها سود الخطوب وامرعت
ومـشـت بـها للفوضوية iiعصبة
فـطـغى بها حقد المغول ii..جهامه
الله  يـا وطـنـي الذي شكموا iiله
اهلي خصومي .والعروبة من iiبنت
*               *              ii*
بـغـداد .ضـيعت الجراح iiفتونها
حـتى بها الويلات صارت iiموطنا
مـا زالـت السكين .يسكن iiنصلها
عـاد الـتتار وعاد (هولاكو ) iiلها
وانـيـن شـعـبي شهقة iiمحروقة
والـذكـريات .شريط حزن iiطافر
بـغـداد، يـاخيل الجراح توهجي
اطـفـالـنا فوق الدروب iiتناثرت
جـسـد  هـنا .رأس هناك iiمهشم
كـتـف هـنا .وهناك وجه غارق
عُـنُـق  ٌ.ويبحث عن بقايا iiربطة
مِـزَعٌ وارصـفـة الشوارع شهقة
بـغداد  يا ناري التي احترقت iiبها
بـغـداد  يـا جـثثا تصيح iiلربها
ولـهـيـب مـجـزرة .بكل iiثنية
بـلـدي  يُـدَمر .اخوتي ii،وجرائم
*               *              ii*
بـغـداد  سـفـر فواجع iiومواجع
كـفـن ومـوت وانـتهاك iiمحارم
ضـمـوه  .لـطـفا باركوه iiبقبلة
زمن الرصافة والهوى عنها iiانزوى
لـم تَـبـقَ لـذات بـها iiوصبابة
يـا جـثـة .كانت وعراها iiالقضا
بـغـداد مـا بخلت بخير iiكنوزها
تـبـقـى  برغم العاديات iiعصية
بـغـداد  يا وجعا يحاصر iiمهجتي
كـانـت  الـى دنيا العروبة iiكعبة
فـدمي  بدجلة راح يخضب iiجرفه
والـيـوم  .تـدمى تستجير اسيرة
امـسـت  لـتـجار البغاء iiقرينة
وا ربُّ صـيـحة حرة ما iiلامست
لـم  تـنـطفيءْ كشموسنا iiبسمائنا
بـغداد ما انقطعت بها طُرُقُ iiالعلى
ابـنـاؤها  الصيد الكماة اذا iiدجت
لا  يـقـطـعون وما تجهم روعها
بـغـداد احـمـلها بكل iiجوارحي
مـا كدت القي عن سطوري iiنزفها
بـغـداد تـسـكنني قصيدة شاعر
قـد  عـشت بين ربوعها iiمتجلببا
مـا  غـبت عنها او بعدت مهجَّرا
ابـدا تـظـل بـخاطري iiتحتلني
شـوق  يمزق مضجعي ii.يجتاحني
انـا  مـثـقل بالهم يقطن iiاضلعي
انـا  طـائـر للجمر احمل iiهيكلا
بـاتـت مـن الارزاء بين iiمشافر
جـدّوا  لـنـصرتها فبغداد iiالهوى
واسـعـوا لـفـكِّ قيودها iiوتالبوا
بـغـداد  ينبت في نواحيها iiالردى
رغـم الـماسي لم يزل عبق الشذا
لـم  تـسعفوها .فاقراوا في iiمحنة
هجرت  عصافير الصباح iiرياضها
لا  لـسـت انسى تربة نشات iiبها
أتـراه يـنـسى النازحون iiبلادهم
لا  تـقـلقي بغداد .سوف iiتُوَحَّدي
فـلـقـد غـرسـنا للفدا iiاجسادنا
فـالـشـعـب ان رام الحياة بعزة
فـي  كـل يوم سوف يولد iiفارس
وارى الـعـدوَّ يجرُّ خيبة ما iiجنى
فـخـذي مـكانك انّ ارضك iiجنة
لا بـدّ يـنـحـسر الدجى iiفتهياي
قـتلاك  ضوء في دروب iiدياجري
شـدي فـارضـك لـلغزاة iiمقابر
خـطـي .فعيناك العصور iiجميعها
لـن تـسـتفيق حضارة دون iiالفدا
وزحـوفـنا،  ستظل تجتاح المدى
لـن يوقف الطغيان صوت iiمجاهد
بـغـداد  ما خلقت لتذبح (نعجة ii)
تـشـكـو  وانـتم تسمعون انينها
مـرت سـنـون خـمسة iiمحشوة
شـر  الـسـياسة ان تُقادَ iiحكومة
بـنـيت على قتل الشعوب ونزفها
شـرٌّ  ،ولا شورى تسوس iiامورهم
فـالشعب  في وادٍ يصيح من iiالعيا
فـتـكسرت  بين الضلوع iiجموحة
يـبـقـى  يكابر .والجراح تنوشه
لـولا  تـفـرقـنا .وطول iiخلافنا
طـمـع الغريب فنال منا ما ابتغى
الـهـازئـين .من العروبة iiباسمنا
فـالارض بـيـعت يا اعز iiجنائن
بـغـداد  فـيها المرجفون تحكموا
مـلـكوا ضفاف الشاطئين iiفسيدوا
كـانـت الـى دنيا العروبة iiجذوة
مـلـك  الـعبيد امورها iiوتحكموا
لا  تـقـنـطي .بغداد فجرك iiقادم
*               *              ii*
يا  ابن العراق .وما اقول iiقصائدي
ولـكـي  اهـزَّ بها الشعور iiمؤلبا
فـالـنـصر منا قد دنا ويرف iiفي
ضـاع الـعـراق وقد تعدد iiاوجها
*               *              ii*
بـغـداد  رغـم الاحتلال iiستبتدي
لا لـن تـظـل سـبية في iiعريها
لـن  تُـسْـتَرَقَّ ولن يدوم iiهوانها
شـمـاء تـحـرس للعرين ليوثها
كـم حـاولـوا اذلالـهـا iiوتفننوا
بـغـداد يـا تاج البلاد وما iiحوت
سـتـعـود من عدم وعنها iiينجلي
شـدي  الجراح وضمدي iiاوجاعها
حـفـروا  قـبورهمُ .وكل جريمة
وبـرغـم كـل العاديات وما iiاتت
وسـيـدرك الـغازون لا iiتتعجلوا
سـنكون كالبركان ..يجتاح iiالذرى
وتـظـل  تخفق في السها iiاعلامنا
تـبـقـى مـنارا للشعوب iiوكعبة
تـشـتـاق نفسي قبلما يفد iiالردى
عـمـري  يـمـرّ بعبئه iiوهمومه
هـذي القصائد .قد نسجت iiحروفها
بـغـداد  يا وجع الجراح iiتنوشني
ان الـعـروبـة حين اسجد iiقبلتي
سـيـظـل  لحم قصيدتي iiانقاضه
بـغـداد  جـرحي ما يزال iiبنزفه
شـدي  سـنـمطرهم بالف iiمدرع
نـحـن البداية فوق اكتاف iiالذرى
فـالـخـيل تقتحم الوغى iiارسانها
جـيـل مـن الاوجاع ينبت iiثورة
انـي لاحـمـل نزع روحي iiطلقة








































































































































اكـل  الـدمـار شـبابها iiوجمالَها
والموت  يحكي في الشوارع iiحالَها
ومـن  الـشـجا كالوا لها iiمكيالَها
فـيـهـا العوادي ،واستباح iiدَلالَها
مـنـهـا مـفاتنه .وشال iiخصالَها
شـعـثـاء  امـست رثة iiاسمالَها
قـفـراء تـنـطـر لوعة iiجُوَّالَها
فـيـهـا بـشـاشتها وشدَّ iiحبالها
حـمـلـت عـلى عكازة iiاوجالها
والـداء رغـمـا قـد اباح iiكمالها
مـوت  وشـدت زمـرة iiاقـفالها
وغـدت الـى درب الـفناء iiمآلها
وبـكـى الاذان مـنائرا يُدعى iiلها
قـاد الـجـناة الى المنون iiرجالها
سرق اللصوص مع الصباح غلالها
بـضـفافها  .واستاصلت iiاوصالها
(جـنـكـيز ) اولم للردى iiاطفالها
عـمَّ الـبـلاد سـهـولها iiوجبالها
اهـلـوه  بـسمته ..ورغما iiغالها
قـبـري  .واهـدت للغزاة iiدِلالها
*               *              ii*
وشـكـت  الـى احـبابها iiاذلالها
ودمـا  بـغـابـات الردى iiسيالها
بـيـن الـضلوع .وللشبيبة iiطالها
بـلـد  الـنخيل الى البوار iiاحالها
فـي  نـهـر دجلة احرقت انهالها
عـقـدت  عـلى اشلائنا iiترحالها
غـضـبا.. وتندب للوعى iiرئبالها
كـتـلا  ..وتـلثم .رهبة ii.مغتالها
ويـد  وسـاق تـشـتـكي iiقتّالها
صـاغـت  له كفّ المغول iiوبالها
عَلِقت  .وينطر في الدروب iiعيالها
حـرى  .تـصيح وتشتكي iiاهمالها
مـدنـي  .وبيتي.. قطعوا iiانسالها
ظـمـأى  .وتـعقد بالسما تجوالها
صـوت تجرع ضربة .من نالها ii؟
لا  تـنـتـهـي .وبنا يزيد iiنكالها
*               *              ii*
ومـقـابـر  .ضـمت بها انجالها
هـشـمـت .وَأوْقَدَ بالحطام وبالها
لا تـجـرحـوه ..دعوا بنا iiايغالها
مـا  زاد الا فـي الـحشا iiاشعالها
الا الـشـجـا فيها نضى iiسربالها
وشـكـت لنا يا بؤسها iiاضمحلالها
هـرقـت الـى كل الأُلى iiافضالها
سـتُـجـذُّ  ايـدٍ تـبتغي iiاعلالها
غـالـوا على شط الغروب iiهلالها
والـكـل  يـطلب ودها iiووصالها
وديـار اهـلـي اعـلـنوا iiانفالها
مـا صـاح من احد لها ومشى iiلها
وبـهـا  الـرعاع تسيدوا iiاعمالها
اذنـا  ، وهـزت عـاقدين iiحِيالها
سـتـظـل  تـدفع للردى iiاشبالها
او  قـد جـفـا ابـنـاؤها شلالها
سـود  الخطوب وزاحمت iiاطوالها
عـنـها  الوصال وينكرون iiخيالها
واصـدُّ عـنـها ما فترت iiنصالها
حـتـى  عـقـدت لغارة iiاهوالها
يـالـي مـن الوجع المرير iiويالها
حـبـي  ،والـثـم ظامئا iiسلسالها
الا  وحـيـت مـقـلـتي iiتمثالها
لا،  لا تـبـارحـني واسكن iiبالها
ويـزيـد بـي فـي نـايها بلبالها
عـطـشا. وينثر في العيون iiقذالها
لـلـمـوت  .انسج درعها iiوذُبالها
ومـخـالـب  .نـهشت لها آمالها
فـي  مـحـنة .زاد البلى iiامحالها
وتـوحـدوا  . وتـقحموا ..اثقالها
فـاعـجـب لـفاتنة دحت iiنشّالها
بـضـفـافـها .نسجت له منوالها
عـنـهـا السلام .واوقفوا iiاشعالها
وجـفـت اراجـيح الندى iiادغالها
روحـي  .واُنكر صبرها iiونضالها
واعـزّ مـا فـيـها ترى iiاطلالها
وغـدا  سـنـزحم ثائرين iiمجالها
لـنـصدَّ  عن هذي الربى ضُلاّلها
لا بـد مـن جـيل يخوض iiقتالها
وتـعـدُّ  بـغـداد الـعلى iiخيالها
ويـشـد  مـن خور علاه iiرحالها
شـمـسـت بكل الطامعين iiرمالها
لـرسـالـة  ..وتـعجلي iiارسالها
تـبـقـى وقد شهد الملا استبسالها
بـصـهيل  مجدك حطمت اغلالها
وسـطـور  عـزك للخلود iiمقالها
والـحـرب سعّرت الكبار iiسجالها
تـرد  الـوغى وتشبها قسطالها ii*
وبـروحـه  كـرم الوفا ابدى iiلها
وتـبـيـع في سوق البغا iiخلخالها
يـا  امـة أمِـن الـعـدوّ صِيالها
الـمـا ..ونـطحن بالشباب iiنبالها
وتـجـر  صوب المهلكات iiعيالها
حـتـى  تـرى بـمماتنا iiاسقلالها
نـسج  الضلال كما ترى iiاضلالها
والـحـاكـمـون وطوّلت iiاغفالها
هـذي  النصال وللحتوف حبى لها
وتـصـير  تاجا منه صاغ iiجلالها
مـا ادركـت مـنا الشعوب iiمنالها
ومـشـى يـهدّم للحضيض iiقِلالها
ولـهـم تـؤيـد جـرمها iiوفعالها
فـاسـال فمن عنها يجي سؤالها ii؟
وبـهـا الـعداة استحكمت iiاعوالها
فـيـهـا الخراب ..فودعته زلالها
والـظـلـم راح مـحاولا iiابطالها
فـيـهـا  وسـافوا للبلى مفضالها
وغـدا سـنـنـسف بالعدا اجبالها
*               *              ii*
الا  لاوقـظ فـي الـنفوس iiمِلالها
ارض  الـجنوب وكي اثير iiشمالها
آفـاقـنـا .ومـحـطـما iiاغلالها
وتـعـددت  اديـانـه ..اشـكالها
*               *              ii*
شـوطـا جـديدا ..فاشهدوا اقبالها
سـنزيح  عن خضر الربى iiانكالها
والـمـوت  كابوس غدا ii.غربالها
سـتـدك في غبش السرى iiارتالها
فـي  غزوها ..وتعمدوا اذعالها ii*
سـكـن الـبلى اطرافها وبكى iiلها
غـلـس الظلام ،وقد دحت iiافيالها
لا بـدَّ تـحـمـل لـلردى iiنُزّالها
يـومـا ستشهد ..والسما تندى iiلها
سـتـعـود تـلـبس للقاء iiعقالها
-  والله عـون الصابرين- iiفعالها
نـسـقـي  بكاسات الردى iiدجالها
حـتـى وان عـقدوا لنا iiاستكمالها
وتـظـل تـغـسل بالندى أصالها
مـن  ان تـغـي لـلـقـا موّالها
جـرّت  عـلـي طـحونة iiاذيالها
ولـهـا فـؤادي عـاشقا غنى iiلها
ذكـراك .انـي ارتـجـي iiابلالها
واشـد فـي حـبل الرجاء iiحبالها
فـوق الـرصـيف مهشما محتالها
يـهـب الـشعور حرائقا يدنى لها
ونـعـود  نـزرع بالرجال iiتلالها
نـحـن النهاية .فاسحقوا من iiنالها
لـبـسـت رؤوس الخائنين iiنعالها
ويـجـالـدون  بـعـزمة iiآجالها
وبـهـا  اصوغ الى الطغاة iiزوالها