أبو اليقين بلالُ
01تشرين22014
مصطفى عكرمة
مصطفى عكرمة
* من ديوان معارج – دار عبيكان - الرياض
أرجَ النّديُّ غداة قيل وازّينت لجلالِ موكب ذكرِه فلعلّها منه تفوزُ بنظرةٍ أنِسَتْ بموكبه النفوسُ تُظلُّها أوَما عليه انهلّ مُزنُ عقيدةٍ وعليه صبّت نورَها شمسُ الهدى لا تعجبنّ فذاك موكب ذكرِ من حسبُ اليقينِ، وحسبُ كلِّ عقيدةٍ * * * أأبا اليقينِ وأنت فيه لم تزلْ ما بدلت خطراتِ ذكرِك أدهرٌ سوّاك ربُّك للثبات على الأذى لمّا لمحتَ سنا الرسول محمّدٍ وعشقتَ كلَّ كريهةٍ في حبّهِ أحَدٌ ثلاثةُ أحرفٍ أُلهمِتَها الله أسكنَ في فؤادك سرَّها ما ضرّ أنك عبدُ طاغِ ظالمٍ وبأن جسمك رغم كلِّ هزاله كَلّوا من التعذيب رغم عتوِّهم أحَدٌ ثلاثةُ أحرفٍ أعلنتَها كنتَ الضعيفَ مُجوَّعاً ومُكبَّلاً أحدٌ بها ناديتَ تصفع كبرَهم أحدٌ.. نعمْ أحدٌ ويعنو عندها أحدٌ.. نعمْ أحدٌ، ويهرب ظالمٌ أحدٌ.. نعمْ أحدٌ وأين كمثلِها لم يعرف التاريخ يوماً مثلَها في العالمين دويُّها متجدّدٌ أحدٌ ثلاثةُ أحرفٍ لكنما فيها تجسَّد منهج الله الذي هي إرث كل الأنبياء، وعلمُهم لا فرس، لا رومان، لا أحباشَ لا تقوى الإله وما سواها نسبةٌ هي شرعة لله جلّ جلالُه لا يستقر الكون إلا إن علتْ المهتدون على الزمان حماتها إن لم تكن تُفدى بكل نفيسةٍ وبلال لولا عاشها بيقينه كم عاش عبداً قبلها، وبها غدا أشراف مكة كم تمنّوا أنهم أوَما علا البيتَ الحرامَ، ويا له المؤمنون جميعهم برحابه هي مِنَّةٌ لله مفردةُ السنا هي من غلال مقاله (أحَدٌ) فهل فاهنأ بلال بجنةٍ تمشي بها أوَما مضيتَ إلى الجهاد مهرولاً تعلي بقول الحق صوتاً عالياً لا لم تحِدْ عنه، ولم تجبن، ولا وتكرُّ أمضى ما تكون مجاهداً حتى قضيتَ على الثغور مجاهداً وارتاح جسمُك في دمشقَ لحكمةٍ فلسوف يقتحم الوغى منها غداً ويزيل إسرائيلَ رغم عتوِّها * * * يا أيها العبدُ العجيبُ هزالُه وإذا أكلتَ فكسرةً، أو تمرةً وإذا الأكابر في النديّ تفاخروا وَلَنحنُ مليارُ امرئٍ، وكنوزُنا نحيا على الذل الذي ما مثلُه يقتادنا الطاغي الذليل بغمزةٍ ولنحن أدرى أننا لفنائنا عدُّ الرمالِ، وزادَ عنها عَدُّنا الفقر يقتلنا، وتجري أنهراً ماذا أحدِّثُ يا بلال، وأمتي ونقول إنا مسلمون، ودِينُنا نُهْدي إلى جزارنا أعناقَنا وإذا دعا الشيطانُ تلقى أننا هيهات أن تلقى هناك كبأسنا نمضي ونرجع فائزين بقتلهم وَلَوَ انّ قتلانا أُعدُّوا للوغى أو كان فينا مِنْ يقينك نفحةٌ فاعذْر فديتُك سيدي إن لم تكن أنا من خِصِيِّ زمانِ أفتكِ ظالمٍ حَسْبُ الأنامِ له عبيداً كلَّهم يفني ملايين العفاة، ويدّعي هم عُزَّلٌ وهو المدمِّرُ عالماً يدعو إلى سلمٍ يزيد عتوَّه والسلم إن يسلم به حكامنا وليمرح الأعداءُ في أوطاننا ولْتَفْنَ أمتُنا، ويكفينا غداً فاعذرْ فُدِيْتَ أبا اليقين إذا استحى قومٌ شَرَوْا إذلالَهم بكنوزهم فأعِرْ بني قومي ثلاثة أحرفٍ وعسى تؤوب إلى الهداية أمتي * * * في الشام نومك دعوةٌ لجهادنا | بلالُوهمى الثناءُ، ورُجَّتِ حُورٌ سباها من رؤاه جلالُ بين الزحام بنيْلها تختالُ من فيض أشهى النُّعْمَيات ظلالُ فامتد يُرضي الناظرين جمالُ! فإذا المباهجُ ما لهنّ مثالُ عزّت به الأقوالُ، والأفعالُ إن مرَّ رَكبٌ كان فيه بلالُ * * * فرداً تُباركُ ذكرَه الأجيالُ كلّا، ولا عُرِفتْ لها أبدالُ مثلاً به تتجسدُ الأمثالُ عَذُبَتْ لديك بنصره الأهوالُ ما دام فيه لمن قلاه نَكالُ وبها إلى مولاك كان وصالُ فهي النعيم، وما سواهُ خبالُ منه عليك حقودُه تنهالُ من صبره أبلى الطغاةَ هزالُ وصمدتَ تهزأُ ما اعتراك كَلالُ للفاتكين وكلُّهم صوَّالُ وعليك منهم شُدّت الأغلالُ فاصّاغروا فإذا الطغاة نِمالُ من هم إذا ذكر الرجالُ رجالُ منها لتهرب بعدَه أرتالُ قولٌ يظل لوقعه الإجلالُ! قولاً لديه تصغر الأقوالُ وبه لطغيان الطغاة زوالُ هي في الثبات على اليقين جبالُ فيه لكل العالمين كمالُ وأعزّ ما تتوارث الأجيالُ جَدٌّ، ولا عمٌّ، ولا أخوالُ والمتقون وما سواهم آلُ إن لم تُقَمْ صال الطغاةُ، وجالوا فإذا نأت فالداء فيه عضالُ لو لاهمو عمّ الأنام ضلالُ ولعزِّها كم ترخص الآجالُ! لطواه عنا النّسْيُ، والإهمالُ حراً تمجِّد ذكرَه الأجيالُ! لو مسَّ موطئ رجله قد نالوا! شرفاً على الأيام ليس يُطالُ! وعلا بمفرده عليه بلالُ إلا لذاك العبد ليس تنالُ عُرِفت كأدنى ما جناه غلالُ! فرحاً وحولك حورُها تختالُ كهلاً وقد بليت بك الأوصالُ! ولنصره كم كان منك نضالُ! قد صدّ سيفَك في الجهاد محالُ ودويُّ صوتك في العدوّ نِبالُ إمّا ذُكِرتَ تطأطئ الأبطالُ فيها لأصحاب العقول مجالُ جيشٌ به تتحققُ الآمالُ ليقرَّ عيناً في ثراه بلالُ * * * وإذا لبستَ فثوبُك الأسمالُ وكأنما إن سرتَ أنت خيالُ فلأنت أوّلُ من له الإجلالُ لا العَدُّ يُحْصيها، ولا الأثقالُ ذلٌّ كأنَّا يا بلال سِخالُ طوعاً، ونخجل أن يكون سؤالُ نمضي بغمزته ولا نحْتالُ ولدى الفعال فنحن نحن رمالُ منا لنفع عدوّنا الأموالُ ما مثلُ حالتِها تدنّتْ حالُ؟ دينُ السّلام فلا يليق قتالُ وإذا تَقَبّلها له الأفضالُ في قتل أهلينا لنا استبسالُ بأساً فليس لنا هناك مثالُ! هيهات منا تَسْلَمُ الأطفالُ لأصاب كِبْرَ عدوِّنا الزلزالُ لمضى وملءَ الثوبِ منه بَلالُ مني بذكرك تحسن الأقوالُ متغطرسٍ بجنونه يختالُ وأقلُّ فعلته بنا الأنكالُ أن العفاة الأبرياء وبالُ ويقول نحن الأسْد وهو غزالُ ولديه كلُّ العالمين بغالُ فلْيُلغَ ما جاءت به الأنفالُ ما دام ينعم للعروش البالُ إن ظل للكرسيِّ منه ظلالُ منك المقال، وما عساه يُقالُ! فالفخرُ في أن يُعبد الإذلالُ فعسى بها الذل المقيمُ يُزالُ لنقول للأجيال عاد بلالُ * * * وبغيره لن يهزم الدجّالُ | الأبطالُ