رسالة إلى أبي تمام
01تشرين22014
د. عبد الرزاق حسين
د. عبد الرزاق حسين
عقدت مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين دورتها الرابعة عشرة " دورة أبي تمام الطائي " في مدينة مراكش بالمغرب ، فكانت هذه القصيدة.
أَنَبْعَ الشِّعْرِ نبعُكَ قدْ أَوانٍ مِنْ صفاءِ المُزْنِ أَنْقى أَوانٍ مِنْ بديعِ القولِ صارتْ وَوِرْدًا للعطاشِ بكلِّ أرْضٍ فشعرُكَ قدْ سَبا عَقْلي وَقَلْبي أَنبعَ الشِّعرِ نبعُكَ قدْ سَباني أبا تمَّامٍ الأيَّامُ تروي وتُنْشِدُها بأَصواتِ العذارى رياضُ قَصيدِكُمْ للطَّيْرِ مَغْنى كقَطْرِ الطلِّ في الأَعوادِ يجري رفعتَ السيفَ فوق الشِّعْرِ لكنْ - بِعَمُّورِيَّةَ انتصفتْ سيوفٌ بصدقِ السيفِ إِنْباءً وحَدًّا فسارَ القولُ منكَ مسيرَ دهرٍ إذا صدقتْ مقولةُ صدقِ سيفٍ فذاكَ السيفُ للإيمانِ حدٌّ حقيقةُ صِدْقِها في ذبحِ أهلي وحدُّ حَديدِها ماضٍ بذبحي تُلَمَّعُ في العُروضِ بها نُباهي ونرفعُها على أكتافِ ذُلٍّ على رفِّ المتاحفِ قدْ تراها وأحيانًا نُقَطِّعُ كعْكِ عرسٍ فما عادتْ سيوفُكَ يا حبيبٌ فسيفُ زمانكم إِنْ قالَ صدْقًا فلا سيفٌ يُفيدَ ولا غَناءٌ فقد ذهبَ الرِّجالُ وجاءَ خِلْفٌ | سَقانيمِنَ الماءِ المصفَّى في الأواني وعذبُ شرابها فوقَ البيانِ سبيلَ مُوَلَّهٍ يَهْوى المعاني وساقيةً تسيرُ هيَ السَّواني وأَنْساني مُغازلةَ الحِسانِ وفاضَ مع الزَّمانِ على الزمانِ قصائدَكَ الحِسانَ لها أغاني تُنَغِّمُها بأوْتارِ المثاني وعذبُ نشيدِها ثمرٌ دَوانِ فتورِقُ كلُّ أغصانِ الجِنانِ بِشِعْرِكَ غرَّدَ السَّيْفُ اليَماني على القولِ المزركشِ والبيانِ وليسَ بغيره طلبُ الطِّعانِ بصدقِ الحدِّ حدِّ الهندواني بمعتصمٍ فهلْ نحظى بثانِ؟ وحدُّ سُيوفِنا طلبُ الأمانِ وخِلْبُ حَديثِها في رفْعِ شأني وعندَ عدوِّنا تشكو تُعاني نُزيِّنُها بزهرِ الأُقحوانِ وَنَعْرِضُها بأَسْواقِ الهوانِ مُرَصَّعةً بِدُرٍّ أَوْ جُمانِ لذاكَ تُعَدُّ مِنْ جنْسِ الأواني كسيفِ زمانِنا الخرَعِ الجبانِ فسيفُ زمانِنا كذبًا يُعاني بِتُرْسٍ أَوْ بِرُمْحٍ أَوْ عِنانِ أَضاعَ الحقَّ واتَّبَعَ الغواني |