يا أُختَ تدمر
في الذكرى الثانية لمجزرة سجن صيدنايا
الباحث / محمد عبد الكريم النعيمي - المدينة المنورة
[email protected]
إلى أرواح شهداء مجزرة
سجن صيدنايا التي صعدت إلى بارئها في صبيحة يوم السبت 2/رجب/1429ه الموافق
5/تموز/2008م، والتي بلغت (250) روحاً طاهرة، مدافعةً عن قرآن ربها الذي امتهنه
السجَّانون الكَفَرَةُ وداسوه، لِتُعِيدَ إلى الأذهان ذكرى مجزرةِ سجن تدمر
الصحراوي سنة 1980م، والتي راح ضحيتها (1140شهيداً) من خيرة الشباب المسلم، ولتثبتَ
جُبنَ وعمالةَ وحقارةَ وخُبْثَ الحكومة الطائفية الباطنية في سوريا، التي تستعرض
قوتها وجبروتها على المسجونين العُزَّلِ من شرفاء الوطن، فيما يرتع العدوُّ
الصهيونيُّ على أرض الجولان السورية دون أن تُطلَقَ عليه رصاصةٌ واحدة.
يـا أُخـتَ تَدمُرَ تِيهِي في الدُّنا تِيهِي
كَـمْ ذَا تُـسـالُ دِماءٌ أَغْرَقَتْ وَطَناً
هَـذِي قـلائـدُ بُـلْقٌ سَارَ سائِرُها
يَـبـكِي الكتابَ عَزِيزاً عَزَّ ناصِرُهُ
يَـبـكِـي الـبلادَ يَسُومُ أُناسَها قِرْدٌ
قَـدْ أَوْقَدَ الشَّامَ - يا لَلشَّامِ - مُحْتَطِباً
قد جَاسَ فيها بأَعلاجِ المَجُوسِ ضُحىً
هَـلاَّ فَـتـىً من بني الجَرَّاحِ قَامَ لَهُ
صَـبـراً رُبى الشامِ إنَّ النَّارَ مُخْمَدَةٌ
حَـاشَـاكِ أنْ تُخْدَعي بالعِلْجِ مُنتَفِشاً
يَـومـاً سَـتَنتَفِضُ الأَصقاعُ مُعْلِنَةً
وَتَـسـتَـمِدُّ الهُدَى مِنْ وَحْيِ مُنْزَلِهاهـذا ثَـرَاكِ دَمُ الأَبـرارِ يَـرْوِيـهِ
جَـلاَّدُهُ حَـكَـمٌ وَالـخَصْمُ قاضِيهِ!
مِـنْ شـاعِـرٍ عَبَراتُ الثُّكْلِ تُشْجِيهِ
يَـبـكـي شَباباً قَضَى غابَتْ بَوَاكِيهِ
خَـسْـفـاً وَبَـطْشاً بها شُلَّتْ أَيادِيهِ
مِـنْ نَـارِ فَـارِسَ وَاشتدَّتْ عواديهِ
لَـمَّـا اطـمـأنَّ بِسَيفِ اللهِ مُؤْوِيهِ
بِـصَـارِمٍ عَـضْـبٍ لـلهِ يُردِيهِ؟!
بِـكَـوْثَـرِ المُصطَفَى وَاللهُ مُجْرِيهِ
يُـخـفي مِنَ الغَدْرِ مَا الأَفعَالُ تُفْشِيهِ
مَـوْتَ الطُّغاةِ وَتُعطِي القَوْسَ بارِيهِ
وَيَـنـقَضِي عَهْدُ الخَنا نَبْذاً وَتَطْوِيهِ