جددي التوبةَ وابكي من جديد
جددي التوبةَ وابكي من جديد
فريد شوقي
جددي التوبة َ وابكي من جديد
واغسلي العار َ بشريان ِ الوريد
وانشري الثوب َ! فقد مات... الشهيد !!
ماتت العزة فينا والكرامة
لم نعد نعرف ما يوم القيامة
جددي التوبة : صلي... ثم صومي
سمي باسم الله ما بين الخصوم ِ
واعبدي الشيطان َ من رب ٍ رجيم ِ
ليس لله ِ وجود في القطيف
انه قول السكارى ..!! يا لطيف
كلما قال المؤذن للملا ..الله أكبر
نفض الشر ُ نعاليه وأدبر
أين أدبر ؟ في قلوب الناس حتى يتحضر
ليصلي في قلوب المؤمنين
ويناجي الشر حزنا ً بالأنين
قف لنبكي صاحبي أهلا ً كراما
في القطيف ِ الغر قد صاروا رماما
قد أطالوا مكثهم عاما فعاما
فوق جمر ٍ من جحيم وعذاب
كلما جاءوا لواد ٍ وجدوا الماء سراب
ظهر المخفي .....ُ يا قاضي السفينة !
لم تعد تقفل أبواب المدينة
لم يعد للشرع فيها أي زينة
يعبدون الله ما هذا التخلف
أي تخلف ... انه حقا ً تخلف
سترك الوجه غريب وعجيب
ليس للغيرة في الدنيا حبيب
لبعيد ٍ كان أو جار ٍ قريب
أنها الأيام ُ ما أقسى الحضارة
هدمت بيتا ً ولم تبني عمارة
أين كنا.. كيف أصبحنا رمادا ً ؟
قلب الوضع وقد زدنا فسادا
وانتشينا الخمر ظلما ً وعنادا
انه الفقر..... وأفيون الشعوب
ليس فيه الفقر عيب ُ ُ بل عيوب !
أزف الموعد ُ: توبي يا حياتي ؟
واعبدي الرحمن من قبل الممات ِ
كل آت ٍ يا أبنتي والله آت ٍ
قد أطلت اللوم أمي : اتركيني
لم يكن للموت بعث ُ ُ صدقيني ؟
يا قطيف النخل يا حلم الطفولة
لم أعد أهوى لعب دور البطولة
قد تولى كل شيء يا عذولة
وعرفت اليوم أني مثل جدي
سوف أمضي بجراحات ٍ وجهد
وستبكي أبنتي بعدي طويلا ً
وتناجي القبر شجوا ً وعويلا ً
كاسمها تنعى وقد تدعى هديلا ً
مما تبكي انه الدهر الخؤون
كل ما قد كان فيه سيكون
سيعود الكفر ُ من بعد الرسالة
وسينسى أحمد ُ ُ حقا ً وآله
ويصير القرآن عنوان البطالة
انه العدل ُ وللعدل نعيش
ليس للطائر منا أي ُ ريش
أضحكي ثم اهجريني يا بنيه
لم يعد ينوي فؤادي أي نيه
لم أعد أرضى بها الدنيا الدنيه
ليس من تقوى ولكن من ملل
من وجيب القلب بدري قد أفل
قد تولى العمر من بعد الشباب
ليس للدار إلينا أي باب
غلب اليأس فما معنى العتاب
أكل الدهر علينا وشرب
تربت كفاك يا دهر ترب