مصريات 2009

محمد الخليلي

[email protected]

أعرض في هذه القصيدة على عجالة من أمري بعض اللوحات من الشارع المصري من أعلى الهرم إلى قمته ميبناً تفاعله مع القضايا الجلل والتافهة .

في اللوحة الأولى أعرض حالة الغليان المستمرة بسبب خسارة المنتخب المصري أمام شقيقه الجزائري السنة الماضية وكنت أظن أن الأحقاد قد انطفأت ولكنني فوجئت البارحة أن قنوات الرياضة المصرية لا تزال تلوك وتجتر ذات الحدث.

يـا  أمـة هـزئـت بها iiالأعداءُ
يـا أمـة (الطابات والماتشات) iiإذ
لـلـه أشـكـو مـن جهالة قومنا
قـامـت قـيـامتهم لأمر مضحكٍ
مـن  بـعد أن مرت شهور iiأربعٌ
عـادوا  إلـى تـفنيدهم iiوهرائهم
حرب البسوس لقد غدت أطرافها :
مـن أجل (ماتش) قد تخاصم iiقوما
شـعـب الـجزائر قد سلا iiمليونَهُ
شـعـب الـكنانة روَّعته خسارة iiٌ
فـتـخـاصـما من أجل أمر تافهٍ
يـابن  الجزائر يابن مليون iiقضوا
أيـحـق لـلأعـداء أن يفتوكمُ ii؟
أتـخـاصمون لأجل لعبة iiانقضت
الـمـجـد أن تطأوا على iiأعدائكم
يـا أهـل مـصر ٍ والجزائر إنكم
فـدعـوا خصومة( طابةٍ) iiمجنونةٍٍ
















وتـلاعـبـت  بمصيرها الأهواءُ
(ركـنـية  ) تلهو بها ( وجزاءُ ii)
رهـطٍ مـن الـحمقى عراهم iiداءُ
مـن  أجل (ماتش) أ ُججت غلواءُ
لـم تـهـدأ الأحـقـاد والبغضاءُ
قـد حـمَّـستهم( كوورة ) iiصماءُ
الإخـوان  والأعـمـام والأبـناءُ
وتـأجـجـت  في دارهم iiبغضاءُ
يـا  ضـيـعة ً يُسلى بها الشهداءُ
سـالـت  لـهـا بعد النزال iiدماءُ
وتـشـاجـر الأبـنـاء والآبـاءُ
يـا  أهـل مـصر ٍ : إنكم كرماءُ
فـالـشـر  مـا أفتت به iiالأعداءُ
وعـفـت عـلى آثارها iiالغبراءُ؟
لا  أن تـفـوزوا أيـهـا iiالعقلاءُ
أهـل  الـحـمية والهدى iiالنجباءُ
فـوفـاقـنـا  أرض لـنا iiوسماءُ

في هذه اللوحة أشير إلى مأساة من مآسي سنة 2009 وقد غفل عنها معظم المصريين مأساة

الصيدلانية المصرية مروة علي الشربيني التي قتلها متطرف ألماني في قاعة محكمة ألمانية وهي حامل أمام زوجها وابنها وبدل أن يدافع عنها شرطي المحكمة فتح على زوجها النار فأصابه بجراح خطيرة في شهر تموز 2009، وقد توفي والدها مؤخرا بسبب حزنه عليها وتنكر السلطات المصرية للوعود التي قطعتها له بمتابعة قضيتها .

هـلا َّ انـتصرتم للطبيبة iiوابنها
ابـكـوا  لمقتل (مروةٍ) iiوجنينها
هـلا  َّ تـرافـعتم لنيل iiحقوقها
هـلا َّ ثـأرتـم لاسـتعادة حقها
والـوالـد  الـمـكلوم يا iiلعذابه
فـغـدا شـهيد الوجد في iiأكفانه
أبـشـرْ  (عليٌ) بالجنان iiوظلها
يـا والـد الـمَلك الشهيدة iiمروةٍ
أسـفـي على أحزانه فلقد قضى
لهفي على الزوج المروَّع بالأسى
أسـفـي عليهم ياشتداد iiمواجعي
تـلـكـم شهيدة دينها وضميرها
مـن حـاكمين فقد تناسوا iiثأرها












إذ  لـوِّنـت بـدمائها الأرجاء2
اغـتـالـتـه  كف فظة iiحمقاءُ
إذ  غـالـهـا الجُرمان واللؤماءُ
فـلـكـم خُـذلـتم أيها iiالجبناءُ
فـلـقـد  نعاه البؤس iiوالبؤساءُ
أودت بــه الأحـزان iiوالأدواءُ
الـدوح فـيـهـا جـنة iiوالماءُ
أبـشـرْ فـثـمـة موعد iiولقاءُ
نـحـبـاً  بـوَجْـدٍ شفه iiوبلاءُ
ويـتـيـمِه  أغرت به iiالأرزاءُ
كـم  هـاج قـلـبيَ رقة iiوبكاءُ
ضـحـت،ونام عن الفدا الجبناءُ
فعلوا  الكثير من الفدا: iiفاستاءوا!

في هذه اللوحة الثالثة أعرض مأساة أخرى من مآسي 2009 الكثيرة وهي تشييد الجدار العنصري الفولاذي بين مصر وشقيقتها غزة لتركيع الشعب الفلسطيني المجاهد في غزة

شـعـب الكنانة من صنيع iiزعيمه
قـد بـاع لـلـشيطان كلَّ iiضميره
(حسني) وما أدراك ما حُسنُ العدا ؟
لا  بـارك الـرحـمـن في iiأفعالهِ
بـتـوارث الـحكم البغيض iiفأهلهُ
فـبـنـى  من الفولاذ سداً عازلا iiً
تـبـاُ  لـه ولـكـل عـلج ٍ iiمثلهِ






أسِـفٌ يـجـرّ ذيـولـه iiمـستاءُ
لـم يـألُ جـهـدا دأبـه iiالإغواءُ
قـبـح وزيـف فـاضـح iiوغباءُ
فـهـو  الـذي قـد خصَّه الأعداءُ
خــلـفٌ لـه : الآل والأبـنـاءُ
لـيـركـع  الـجيران كيف iiيشاءُ
فـهـمُ الـذيـن بـقبحهم قد iiباءوا

في هذه اللوحة الرابعة أعرض حالة اليأس التي ترين على قلوب كثير من المسلمين بسبب تعاظم المآسي في هذه السنة الكبيسة

عـام يموت وقد جرت iiأحزانه
ومـداده  دمـع تلظى iiبالجوى
والماء  وجْدٌ والجداول إن iiتسلْ
وتـوسَّطت نهر الجوى دوامة iiٌ
لاشـط َّ فـيـه بيد أن iiضفافه
سنة مضت لا كالسنين تطاولت





نـهراً ترقرق ، موجه iiالأحناءُ
ومـزاجـه  آهٌ عـلا iiوبـكاءُ
دمـعٌ تـعـاظم ضرَّجته iiدماءُ
فـاضت  نجيعاً مصله الأرزاءُ
سـالـت على أرجائها iiالبأساءُ
فـكـأنـهـا  قرن جثا iiوبلاءُ

في هذه اللوحة الأخيرة أعرض حالة الأمل التي يجب أن يعيشها كل مسلم لأن إرهاصات النصر أكثر من أن تعد وهي أضعاف عدد المآسي التي مرت ولكننا نستعجل

لـكـن دين المسلمين iiيصونهم
فـالـيأس ليس له علينا iiمُدخَلٌ
آمـالـنـا بالنصر جدّ iiعظيمةٍ
مهما  تطاولت السنون iiوأظلمت
فـالـليل درب العارفين iiبربهم
فـهو الذي يرخي سدول ظلامه
من ذا الذي جعل الثبات iiحليفهم
صـمـدوا أمام يهودَ أعتى iiآلةٍ
فـالليل  بعض من جنود iiمليكنا
فـالنصر في رحم الظلام مُمَكَّنٌ









أن يـنـحـنوا وتدوسهم iiبأساءُ
حـتى  ولو ضاقت بنا iiالأجواءُ
ونـشـيدنا  في الخافقين iiرجاءُ
فـسـوادهـا  نور لنا iiوعطاءُ
ولـهـم بـه فـي بأسه iiنعماءُ
سـتـراً فـتدفع عنهمُ iiالأعداءُ
فـي  غـزةٍ غير البكا iiودعاءُ؟
حربية ما راعهم بأس ولا بأساءُ
بـه  نـستعين لتجتلى iiالظلماءُ
وكـذا تُولدُ في الدجى iiالأضواءُ