طريق الجنّة
د. طلال محمّد الدّرويش
[email protected]
الـشّـمس تأبى أن تغيبْ
والأفْـق يـسبح في المدى
والـبـحـر ، ما للبحرِقد
والـنّـاس قد طاشت بهم
ودنـا الـصّراطُ فأوشكتْ
" ياأنتَ ! " " أقبلْ واقتربْ
أمّـا الـصّـلاةُ ، فبعضها
والـصّـوم خِـلت قوامه
والـنّـاس لـم يـسلم لهم
والأهـل كـم أوردتـهـم
وحـرمـت ولـدك رزقهم
لـك فـي غمار السّوء ما
فـالـيـوم تُقذف في لظى
" فـخـذوه إنّ زفـيـرها
لـكـن... فـما بال الّتي
هـبّـت تـنـاجـي ربّها
" يـاربّ ، فـاصـفحْ إنّه
لـم يـعـصِ يـوماً أمّه
يـحـنـو عـلـيها مثلما
يـاربّ ، فـامسح دمعتي
قـيل : " السّلام على الّتي
أحـيـت فـتاها ، فاسلكواوأوارهـا يـذكي اللّهيبْ !
فـي بـعده وهو القريبْ !
ثـارت بـه حمم تذوب !!
أحـلامـهم لا تستجيب !
تـنـبـتّ أوتار القلوبْ!
واقـرأ كـتابك يا لبيبْ !
قـد ضـاع في أمرٍ مريبْ
عـطشًا وجوعًا للغروب !
عرضٌ بنهشٍ المستغيبْ !
نـبْـعًا شحيحًا لا يُثيبْ !
وكـنزت مالك والقشيبْ !
أوفـى على أعلى نصيبْ
فـالـنّار مَطهرة الذّنوبْ !
يـدنـيـه منها والدّبيبْ !"
قد كنت مؤنسها الحبيبْ ؟
والصّوت يخنقه النّحيبْ :
ولدي المطيع ، فلا يخيبْ !
بـل كان كالغصن الرّطيبْ
يحنو الرّبيب على الرّبيبْ
أنـت الـعفوّ المستجيبْ !"
تـحـيي القبائل والشّعوبْ
نحو الجِنان به الدّروبْ !"