ليلة قمراء
د.عثمان قدري مكانسي
[email protected]
أخـذتُ أنـاغي شعاع القمر
وكـان النسيم يداعب شعري
ولـحـنُ الخرير يرجّع صوتاً
ورابـيـةٍ قـد عـلوت كمُهر
وألـمـحُ أنـوارَ بيت قريب
كـأن الـذراري به قد تداعَوا
يشارك سمعي الرؤى في هداه
فـأبـصر أذ ْناً ، وأسمع عيناً
وأسـمع بعض الرجال تنادَوا
سـميري حُداءٌ أتى من شمالي
وعَـطّرَ فوحُ الخُزامى الأثيرَ
وأرفـعُ رأسـي فألقى سمائي
تـنـوس وتجلو وتمضي بدَلٍّ
وتـلـك الجبال بأفق الجلال
وتـحـنـوعليّ كأمّ رؤوم...
كـأن الـزمـان كساها خلوداً
أنـاخـت تـظلِّلنا من رياح
ويـمـتـد نهر الحياة فيروي
ويـلـمع صافي المياه ابتساماً
تـلـوّى شـمالاً وألوى يميناً
* * *
فـسـبحان من أبدع الكائنات
هـو الله ،، يـعـرفه ذو فؤادعـلى وشوشات حفيفِ الشجر
ووجهي وصدري كطيف عبر
لـطـيـفاً يُصاغ بأحلى وتر
عـلـى متنها تستطيب النظر
عـلـى سفح تلّ هدا واستقر
إلـى النوم والصوت فيهم فَتَر
فـيـزدادُ فـيّ جموحُ البصر
وإذ ْ بـالـجَـمالُ بهياً حضر
إلـى حيث يحلو اللقا والسهر
وأُنـسـيَ نـايٌ نـدِيُّ الأثر
وباراه في البَوح روحُ الزهَر
زهـتْ أنجُماً مثل قطْر المطر
ويـخـلـفـهـا رائعاتٌ أُخَر
تـطـل بـعـليائها في خفر
وكـالأب تـعلو عظيم الخطر
فـظلت ْ قروناً وأودى البشر
وتـدفـع عنا الأذى والشرر
الـسهول العطاش فيحلو الثمر
إذا مـا تـلـقّى شعاع القمر
حـيِـياً يموجُ بأسمى الصوَر
* * *
فـكـانت دليلاً على من قدَر
بـصيرٍ إذا ما اهتدى وافتكر