طاوي الديار
27تشرين12007
يحيى السَّماوي
يحيى السَّماوي
مَـدَّتْ لمحزون ٍ يَدا ً .. ما كانَ أهْرَقَ من صِباهُ .. وضَيَّعا يـمشي به ِ غدُهُ .. ويركضُ خلفهُ مـاض ٍ تـحَسَّرَ إذ رآك ِ فأََََدْمَعا فـوَدَدْتُ لو مَدَّتْ لذي عَطش ٍ فما ً ليبُلَّ منهُ الأصغرين ِ .. وأضلعا(1) قـد كان عادَ إلى الديار ِ ... فراعَهُ أنْ قـدْ رأى حـقلَ المُنى مُسْتنقعا فـأتـاك ِ يـلتمِسُ الملاذ َ لروحه ِ أوَلـيسَ ( للإنسان ِ إلآ ما سعى )؟ حُـلـمٌ ولا أحـلى .. فَمَنْ لِمُشيِّع ٍ فـي الـغرْبتين ِ شبابَه ُ لو شيِّعا ؟ هـل يـارعاك ِاللهُ مثلي في الهوى صَـبٌّ توَسَّلَ في هواهُ المَصْرَعا ؟ عَـفُّ الـسَريرة ِ والسرير ِ فقلبُهُ لـم يَـتخِذ غيرَ الموَدَّة ِ منزَعا(2) هَـتَـفَتْ لهُ شفة ُ المجون ِوأوْمأتْ مُـقـلٌ لـكـأسِ خـطيئَة ٍ فترَفعا نـكـثتْ به ِ " ليلاه ُ" حين تمَكنتْ مـن قـلـبه ِ كيما يفيض تضرُّعا خـبَزَتْ له السلوى رغيفا ً فارتدى مـن دِفـئِـها ثوبا ً وقدْ رَجَفا مَعا فـغـفـا يُـدَثـرُهُ حريرُ جديلة ٍ طـفـلا ً يُناغي مُسْتبيه ِالمُرْضِعا نـسَـجَـتْ لهُ من أقحوان ِ هَديلِها ثـوبـا ً وألـبَـسَها القصائدَ بُرْقعا وَعَـدَتْ دُجـاهُ بـصُبحِها وحقولهُ بـقِـراح ِ عـذبِ نـميرِها فتطلعا حـتـى إذا بـلغَ الفِطامَ من الأسى وحَـبـا عـلى دربِ الهيام ِ مُمَتعا واخـتـارَهـا دون الحِسان ِ لقلبه ِ قـلـبـا ً وللمُقل ِ السَنا والمَطمَعا كـفـرَتْ بنبْض ِ فؤاده ِواسْتبْدَلتْ بـالـراحِ جمرا ًوالأزاهر مِبضَعا * * * ونـديـمة ٍ في الغربتين ِ رأتْ به ِ فـرَسـا ً لمُهْرَتِها الجموح ومُرتعى فـرَشَـتْ لهُ بالوردِ دَغلَ فِراشِه ِ مَـعـا ً بِـشَـهْـدِ لـذاذة ٍ فتمَنعا بَـعَـثـتْ إلـيهِ قلائدَ النعمى وقد كـان الـمُقيمَ على الكفافِ فأرْجَعا وتـلاقـيـا يوما ً بواحة ِ خلوَة ٍ: حـقـلا ً من العُشبِ النديِّ وبلقعا مـا كـان ذا فحْش ٍ ولكن لم يكنْ مُـتَـعَـبِّدا ً نبَذ الرحيقَ ولا ادَّعى فـأبـى مـخافة َ أنْ يكونَ مُوَدِّعا ً شـرفَ الـمـروءةِ أويكون مُوَدَّعا ولـربَّـمـا غـمَزَ الهديلُ لأيكتي فـأغـضُّ عـنهُ ربابتي والمَسْمعا سـبـعٌ وخـمسون انتهين وها أنا أتـوَسَّـلُ الـندمَ الصَدوقَ ليَشفعا أسَـفـي على زهرالشباب ِطحَنتهُ بـرُحى غروري فانتهيتُ مُصَدَّعا أتَـعَـكزُ الأضلاعَ خوفَ شماتتي بـيْ لـو سـقطتُ بخيبتي مُتلفعا أغـوى الـشبابُ فسائلي يا ليتني لـم أتـخـذهُ لحقل ِأُنس ٍ موضِعا لـو تـعْـشِبُ الأيامُ حقلَ كهولتي لـسـقيتُ عشبَ الأمنيات الأدمعا بَـعُـدَالـطريقُ فلا المكانُ يفرُّ من زمـنـي ولا جمعَ الزمانُ الأرْبُعا إلآ الـصـدى والـذكريات وكلها زادتْ عـلـى وجَعِ الفراق ِتوَجُّعا مـا لـلـهـموم ِأبَتْ سوايَ لنارِها حَـطـبا وقلبي للأسى مُسْتودَعا ؟ ألأنـنـي لا أشـتـكي إنْ مَسَّني ضـرٌّ ولـستُ بمُسْتحِث ٍ أدمُعا ؟ أمْ أنـه ُ حـظ ابـن ِ دجلة َ يومُهُ دهـرٌمـن البلوى يقضُّ المضجعا؟ سـتـون إلآ بـضعة ً... أمضيتها طـاوي الديارعلى الدروب مُوَزَّعا مـدّي رعاكِ الله من رفق ٍ يَدا ً لـلـمُستغيث ِ.. فقد أتاك ِ مُرَوَّعا | فاسْترْجَعا
(1) يبل : يروي الغليل
(2) المنزع : الغاية