مرثية الوطن الذبيح
27تشرين12007
خضر محمد أبو جحجوح
زهرة دمي في وحشة الصحراء
خضر محمد أبو جحجوح
عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
عضو رابطة أدباء الشام
أفـي وحشة الصحراء تركض يا دمي لـيـخـضـرَّ نخلي في المدى بأنينهِ كـأنِّـي قـتـيـل لا أحـبَّـةَ حوله وهـذي جـراحي صاهلات، دموعها غـريـبٌ بـأرض تحتسيني جراحها طـريـدٌ تـسـيـل الـنائبات بمقلتي أذوب فـلـفـح الوجد يصهرُ مُهْجَتِي شـغـوفـا يـنـادي أين منِّي أحبَّتي وفـي خـافـقـي مليون سوطٍ وطلقةٍ تـشـظَّـى على الآفاق وقع مصائبي ونـزفُ اجـتـراحـي حـبَّها مُتدفقٌ وتـلـك الـقـبـابُ الـنائحاتُ كأنَّها تـنـوح ودمـع الـذلِّ يوري نشيجها فـيـا رحلة الصحراء هزِّي مواجعي ذُبـحـتُ وهـذا يـا بـلادي ممزقٌ يـدور حـزيـنـا في مرابع رحلتي بـرتـنـي الـليالي في أتون عذابها وآثـرْ ضـيـاعـا ليس تبلى جراحهُ وهـوِّنْ فـمـا عـادت دماءُ جراحنا فـفـي أي مـغنى بعد تربك أحتمي؟! ومـن أي مـاء بـعـد مـائك أرتوي أحـبُّـك لـكـنَّ الـفـؤاد مـمـزق فـإنـي ذبـيـح أحـتـمي بحشاشتي ولـحـنـي غـريبٌ في متاهةِ جوقةِ وفـوقـي ركـامٌ مـن تناثرِ أضلعي صـحـبـت من الأحزان كلَّ جراحها وصـبِّـي عـذابي في كؤوس منيتي أنـا الـوجـد، والـمجد التليد حكايتي ولـي فـي الـمدى مليارُ نجم تمزقت ودرة تـاجـي حـطَّـم الـذلُّ عزَّها فـذي الـقدس تبكي في مصيبة ذبحها وبـغـداد تـذوي، جرحُهَا نارُ مرجلٍ وقـلـبـي خـيـولٌ مـدَّ فارسها لها أفـي وحـشة الصحراء تهطل يا دمي أنَـا الـنَّـاي، والنارنج والنَّار أكتوي فـرودي حـكـايات السُّدى بعواصمي فـما سال - بعدُ - العزم ُ ملءَ مدائني | وتنساب عطرا من عيوني ومن فمي؟!! ويـرشـفَ دمـعي حين يجري كبلسمِ يـوارون جـثـمـانَ الـذبيحِ المتيمِ غـمـامُ شـتـاء فـي تـلألـؤ أنجمِ كـمـا تـحتسي الذكرى دموعَ مخيمي لـهـيـبـا تـلظى في أتونِ تضرمي وقـلـبـي تـلـوَّى في جراحِ تألُّمي بهذي الصحارى بين حزني ومأتمي؟! وحـقـلٌ مـن الألـغـام لـمَّا يهدَّمِ!! كـمـا تـسـقـط الأشلاء بعد تحطُّمِ كـشـلالِ عـطـرٍ فـي ترقرق بلسمِ طـلـولٌ تـداعت فوق مجدي المهدمِ نـثـارا مـن الذكرى، ونهرا من الدمِ ولـمِّـي نـثـاري مـن مواقد مجثمِ غـزالـي الـجريح المستحثُّ ترنمي ويـنـزفُ مـسـكـا كلَّما قيل: أقدمِ وقـالـت تـقـهـقرْ لا تروَّ، وأحجمِ فـهـذا زمـانٌ فـيـه لـيلى كمَنْشِمِ دمـاءً، ولا أضـحـتْ مَـرارةَ علقمِ وفـي أي صـدر بعد صدرك أرتمي؟ فـراتـا، وعين القدس تنزف في فمي فـضمي جراحي، واغفري لي تلعثمي وصـوتـي تـوارى تحت سقفٍ مهدَّمِ تـغـنِّـي لـوحـشٍ فـاتـكٍ متسنمِ وحَـولـي نـثـاري بين ذئبٍ وأرقمِ فـيـا دمـعـة الـبِلَّورِ فيَّ تضرمي لـتحيا الصَّحارى في هشاشةِ أعظمي بـصـفـصافتي سرب الأيائل يحتمي فـيا حسرتي!! في عتمة التيه أرتمي؟ بـمـنـسـم حقدٍ، في ضراوةِ مجرمِ بـهـاء تـولّـى من حُشاشة موسمي تـلـظَّـى، وفـي الأنحاء هجعةُ نوّمِ حـبـال الأمـانـي فاستطابت تقدُّمي لـيـورق عـشبي في رواقِ تجهّمِ؟! بـعـسـفِ الصحارى في متاهة قمقمِ ولـمِّـي نـثاري يا عواصف وانقميِ ولا طـابَ ذلُّ القيد – بعدُ - بمعصمي |