أجل ... أنا شايب
13تشرين12007
فيصل الحجي
(1)
فيصل بن محمد الحجي
صديق عزيز وزميل (مسؤول ) في العمل قال لي مازحاً : يا شايب ! - مع أنه هو شايب أيضاً ... فأجبته بقول الشاعر ( وكما تراني يا حبيب أراكا) و مرّ على باب مكتبي و لم يزرني ...
فخاطبته قائلاً:
لـم تـدنُ مِـن داري و غيرُك دان و تـصـيحُ بي : يا شايبٌ ! و كأنما ما العيبُ في الشُّيّابِ ؟ ماذا أجرموا ؟ يـا مَـنْ يُـعـيِّـرُني لأني شايبٌ و تـلـوذ فـي حِصن (الإدارةِ) آمناً إن كـنـتَ تُـنـذِرُ بـالفناءِ لشايبٍ وَمَـن الـذي يُـنجي إذا هرمَ الفتى يـنـقـضُّ يخترقُ الحواجزَ هاجماً و يَـغـوصُ في فَوْدَيْهِ يحصدُ ما بدا فـإذا سـوادُ الـشعر ِ أبيضُ ناصِعٌ هـي سُـنـة اللهِ الذي خلق الورى هـي دَوْرَة الأجـيـال تُوقِفُ سابقاً لِـنـظـلَّ رَهْـنَ تـطوُّر ٍ و تغيُّر ٍ فـطـفـولـة و فـتـوَّة و رُجولة و يشيخ – إن عاش الفتى – لِيُصيبَه لا خُـلـدَ في الدنيا .. و تلك رسالة لـكـنَّ مَـنْ يـرضى سيسعدُ دائماً قـبـلـي مـلايينُ الملايين ِ الألى و أنـا – على دربِ الملايين ِ الألى * * * يـحـلـو الـشبابُ كما حَلَتْ أيّامُهُ لـكـنْ حـلاواتُ الـحـياةِ كثيرة ٌ جـسـديّـة ٌ عـقـلـيّة ٌ رُوحيّة ٌ و خِـيـارُها ما عمَّ نفعاً في الورى اُنْـظُـرْ إلى الشيخ الوَقور ِ وقد بدا كـنـزٌ مِنَ ( الخِبْراتِ ) يَندُرُ مثلها يـتـزاحمون على الشيوخ ِ ليكسبوا و مَـن استشارَ الشيخَ أرْدَفَ قائلاً : ويـداهُ إنْ عَـبَـثـتْ بـساحةِ فَنِّهِ ويـجـولُ فـي شُعَبِ العلوم مغرِّداً وتـزيـدُ فـرحـتُـهُ بصيْدِ حقيقةٍ ويـخـوضُ مضمارَ التنافُس ِ واثقاً كـلُّ الـحوافز قاصِرٌ .. ما لم يكُنْ مِـنْ شـايـبٍ صاح ٍ نُرَجِّي فزعة ً وتـراهُ إذ يُـعـطـي سعيداً راضياً يـحـنـو على الفِتيان ِ في فِسْطاطِهِ يـرنـو إلـى أحـفـادِهِ مُـتـفائِلاً يَـرنو إلى الماضي المُبارَكِ راضياً و تـراهُ مُـبْـتـهـلاً يُـناجي رَبّهُ لا ضَـيْـرَ إنْ ذهبَ الشبابُ وحُسْنهُ إن فـازَ لـمّـا زحزحوهُ عن لظىً فـهـنـاك لا يخشى الشبابُ نهاية ً ذاكَ الـخـلودُ ..! فبئس دنيا أدبرتْ هـو شـايـبٌ أو أنتَ أو أنا شايبٌ | ٍو تُـشـيح عن بابي وعن شـيـبـي يُبادرُني .. و شيبُك وانٍ إن كـنـتُ أولـهـم فـأنتَ الثاني و أنـا أراهُ كـمـا الـحبيبُ يراني مَـن ذا يـعـيشُ مِن القضا بأمان ؟ مَـن مِـنْ بـني الإنسان ليس بفانٍ؟ والـشـيبُ لا يخشى ذوي السلطانِ؟ لِـيُـزيـلَ عـنـه أجـملَ الألوانِ مِـن أسـودٍ داج ٍ و أحـمـرَ قـانٍ و كـأنـه كـفـنٌ مـن الأكـفـانِ مَـنْ ذا يُـقـاومُ سُـنـة الرحمن ؟ لِـيـفـوزَ جـيـلٌ قـادمٌ بـرهانِ بـتـغـيُّـر الأحـوال ِ و الأزمانِ و كـهـولـة هـي قِـمّـة الإنسان وَهـنٌ عـلـى وَهْـن ٍ بلا اطمئنانِ ذو الـعـقـل يـفهمها من العنوان فـي راحـةِ الـتـسـليم ِ والإيمانِ شـابـوا وغـابوا في حمى الرحمنِ سـاروا – أسـيرُ على هدى القرآنِ * * * و يـزيـدُ حُـسناً في عيون ِ حِسانِ مـنـشـورة فـي الشِّيبِ و الشُّبّانِ و خِـيـارُُهـا الباقي على الأزْمانِ و قـضـى على الآلام ِ و الأحزانِ عَـلَـمـاً يُـشـارُ لـه بـكلِّ بَنانِ عـنـدَ الشبابِ .. و فِعْلُهم بُرهاني ! مـا عـنـدهـم بـحـماسةٍ و تَفان نِـعْـمَ الـمُشيرُ إلى الصوابِ هداني لـم تـأتِ صـنـعـتُـها بلا إتقانِ و كـانّـهُ فـي نـزهـة ٍ بـجِنانِ مـا لا يـراهُ صـائـدُ الـغـزلانِ أنَ الـنـجـاحَ لِـهـمَـةٍ و جَنانِ مِـنْ نـفـسـهِ لـه حـافِزٌ ربّاني فـي أزْمَـةٍ .. أمْ مِنْ فتىٍ وَسْنانِ ؟ فـي خـيـر ِ تفصيل ٍ وحُسن ِ بَيانِ و يُـحـيـطـهـم بـعنايةٍ و حَنانِ فَـهُـمُ بُـذورُ الـخـير في البُستانِ مِـمّـا يـرى فـيـهِ مِنَ الإحسانِ حـتـى يـجـودَ عـلـيهِ بالغفرانِ أو زالــت الـدنـيـا بـأيِّ أوانِ لـيـعـيـشَ كـلَّ حـيـاتِهِ بجِنانِ بـهـجـوم ِ شيبٍ و التماس ِ دِهانِ مـا أحـسـنـتْ لـلشيبِ و الشُّبّانِ سِـيّـان ِ ..! والـباقي لدى الرحمنِ | (إيواني)
(1) الشائع في اللغة [ أشيَب ] خلافاً للقياس ، و في القياس [ شائب ] ، و مع تسهيل الهمزة بقلبها إلى أصلها الياء تصبح [ شايب ].