أبي ... وعاد أخي
أبي ... وعاد أخي
ابن الفرات العراقي
[email protected]وقـفت عندك حيث الصمت يحتشد
وجـمرة الحزن اورت بي مجامرها
انـقل الخطو من خوف ومن رهب
كـي لا تـفـز به الاحلام من شجن
سـقـى فؤادي اوجاعا بها انغمست
وقـفـت مـنـكسرا صدري اوسده
وحـيـث كـنت انا ..وحدي تآكلني
ارنـو لـشـاهدة من حزنها درست
وحـدي اناجيك والذكرى تولول بي
ادعـوك والـفـرح الجياش يغمربي
صوتي انكسار المدى ..والريح معولة
يـا زارعـا ..في مهب الريح قامته
اجـل ستبقى الى الاجيال ما وهبت
تـبـقـى وذاكـرة الاوطان حافظة
ابـي .صلاتك فيض العطر يمطرنا
يـا خـيـر حـرف بدأنا فيه قصتنا
اقـرا بـسـورة احزاني على جدث
امـد ضـلـعـي الى محراب قبلته
فـعـرشت بي جراحي دون غايتها
الـمـلـم الجمر ..في كفيّ مرتعشا
طـيـوف امـسي ..بأجفاني ممزعة
ادعـو لـمن شال في صمت رسالته
يـودع الـدرب مـلـهوفا الى شبح
يـا نـبـع حبي انا الضمآن منهزم
بـكـيـت شلّت من الافراح قافيتي
فـمـدّ كـفـا ..ابـي بـالبر حانية
ابـي وعـينيك .من حزني انا تعب
وقـفت عندك .حيث الصخر نادمني
صـوت الـدلال لامي جاء مندهشا
تـقـاسـم الحب قلبي حين لملمني
فـزت وشـالـت على اكتافها كفنا
ابـي .والـف اشـتـعـال فيّ متقد
ابـي .امـد لـه عـيـني واثمن ما
فـمـدّ روحك .طف حولي لتسكرني
وقـم الـيّ.دروب الـوصل تنطرنا
هـنـا اتـيت وومض منك يغمرني
يـا مـنجب الصيد تعيا فيك قافيتي
وقـفت عندك نزف الشعر خاصمني
طـأطـأت راسـي اجلالا وتكرمة
نـاجـيـت قبرك هزّ الشوق متقدا
ابـي ..وعاد اخي من رحلة سحقت
قـد عـاد والـعـز ّ معقود بجبهته
مـرت ثـلاثـا ..بـما فيها محملة
كـم كـان يـنـطر للغياب عودتها
وكـم شكا لي .واذرى الدمع منسفحا
وكـم تـعـلل بالامال...... محترقا
ابـلـت بـشاشته الايام وانطمست
شـلـت مـفـاصله ..فانهدّ مقتعدا
يـرنـو الـى الـباب احلام تراوده
ويـسـأل الريح هل شالت له خبرا
ويـرسـل الـقـبل الشلاء من فمه
فـالـحـمـد لـله اسمى ما يقول به
ابـي... وعـاد الـذي عيناك ترقبه
ابـثـك الهم ..ادمى لاعجي وجعي
تـفـجـر الالـم الـمـدفون داخلنا
عـرجـاء قـافيتي ..ما انجبت القا
حـزنـي يكاد على الاحباب يقتلنيوحـيـث انت جوى التذكار ..يتقد
وانـة .اثـر اخـرى فـيّ تـنولد
هـذا الـذي يا خطى اعطى بما يعد
لـم تـسـلم الروح من هم ولا الكبد
نـفـسـي وكم من يد جادت لنا ويد
حـزن الـتراب .فيعيا الجلمد الصلد
صـمت المقابر ..ادمى مهجتي الكمد
وقـد تـآكـلت الايام ..من صمدوا
وصـورة فـي جـدار الريح تستند
وانـت يـا كـم الى من غاب تفتقد
دم الـنـهـارات فـي افـيائنا بدد
وحـامـلا مـن جـراح فيك تطرد
انـهار حب ..بحب الارض تعتضد
حـقـا ..لـجرح كبير فيك ينضمد
دفء الـحـنان .ويصبينا له السعد
وآخـر الـحـرف احـزاني به تلد
ولـيـس حـولـي الا الريح والنكد
لـعـلـنـي من سراج الامس ارتفد
ومـا جـحدت كما غيري له جحدوا
ويـسـهـد السهد في عيني ويجتهد
وومـضـة من وداع الامس تضطهد
وراح فـي انـة الـتـذكـار يجتلد
يـزور عـيـنـيـه عجلانا ويبتعد
وجـهـي الـيك ..وفي واديك اعتقد
قـد عـاد لـلـدار بعد الغربة الولد
وشـدّ ضـلـعي اتاك الفارس النجد
فـقد الصحاب ..وادهى ما بها البلد
وهـمس صوت من الارواح قد يفد
مـسـت ضلوعي فتاه العقل والرشد
بـه الـحـنـين فصلى عنده الرغد
تـشـتـاق تـطرقنا .اشواقها قصد
والـف عـاصـفـة فيها دمي اجد
عـنـدي .وانـي عليه لست اقتصد
اتـيت وحدي ..واعيا كاهلي الزرد
يـا فـرط شوقي الذي للقلب يزدرد
فـالـشعر عندك والخفاق قد سجدوا
مـاذا يـقول بوصف الوالد الولد ؟
بـيـني وبينك .كان الصخر واللحد
والـذكـريـات شـريـط فيّ ينعقد
صدري ..وراحت بي الافكار تطرد
صـبـر الرجال واحنى رأسه الجلد
كـجـبـهة النسر .والاوجاع تطرد
مـن الـعذاب ..رعاف الروح تتسد
وكـم تـداعـى بحمى صبره الجسد
لـوحـات حزن ..على عينيه تنجمد
بـالـموجعات .وغطى موجه الزبد
فـانـصـاع لـلهمّ مطعونا به الاسد
لـيـل الـسـرير ..وافكار به شرد
ويـجـهـد البصر المجهود والجهد
وصـوت انـتـه في الصمت تتّحد
بـريـد شوق ..وناءت بالمدى البرد
بـصـوت ..ذكر مع الترجيع يجتلد
يـتـيه بالفخر ...ذاك الضيغم الحرد
وكـنـت رغـمي .بنار الوجد ابترد
دمعا ..فما اسطعت ان اشدو بما اجد
تـكـاد مـن خـجل عن فيّ تبتعد
ومـا تـزال بـروحـي الـنار تتّقد
وعاد اخي من رحلة الاعتقال المريرة ..دامت ثلاث سنوات في سجون الاحتلال الامريكي ........ 23/9/2007