موت البراءة
06تشرين12007
محمد الخليلي
موت البراءة
محمد الخليلي
هـل سـابـقَ الـشعراءَ من متكلم قـفْ نـبكِ من ذكرى الطفولة مُزِّقت قـفْ نبكِ من ذكرى الضعاف اليُتـَّم ِ يـادار أهـل ٍ لـلـبـراءِ تـكـلمي هـي قـصـة تالله جـدُّ مـريـرة إن قـصَّـرت أو أوطـأت بـعض1 أو قـد أصـاب الجزْرُ بحرَ قصائدي * * * قـد كـان طـفـلاً ألـمـعيا بارعا ً حـسـنـا مـليح الوجه أزهر فاتنا ً كـانـت حـلـيـمة أمّه خير النسا وغـذتـه مـن حـب الـنبي محمد ولـقـد أحـاطـت بـالفتى حبا كما * * * حـتـى إذا صـار الـبراء مراهقا ً خـطـف الـحِـمام المرّ منه أمومةً إذ إنـهـا الأقـدار شـاءت غير ما رحـلـت إلـى دار الخلود وخلـَّفت (فـإذا الـمـنـيـة أنشبت أظفارها) * * * وتـزوج الأب مـن فـتـاة غـيرها ولـدت لـه بـنـتـا وطفلا ً غيره حـتـى إذا كـبـرا تـبـدَّت غَيرة ظـلـمـتـه ويح الأم إذ لم ترعوي أغـرت بـه أولادهـا أصـبـرْ بها قـالـت لـوالـده لـتـبـتعْ خادما ً فـصـلـتـه عـن أبـنائها وبناتها وكـلـت رعـايـتـه لـخادمة أتت قـالـت لـها الأخت المُحِبَّة أقصري قـالـت لـهـا لنبُشَّ في وجه البراء قـالـت لـه إيـاكَ أن تـشكو جوىً قـال الـعـدالـة مـطـلبي ياخالتي لـطـمـتـه قـائـلـة أأعدل بينكم مـاأفـظـع الأم الـحـقود إذا جنت * * * أنـا لـم أجـد وصـفـا يوافي حقه إن رمـت أقـرض فيه شعرا ساحرا ً أو إن أردت رثـاءه بـقـصـيـدة * * * ظـلـم ابـنه كي يرضي الزوج التي يـالـلـطـفـولة والبراءة قطـَّعت والـعـار كـل الـعـار فـي أفعاله وُئـدت طـفـولـتـه بـأيدي والد ذُبـحـت بـراءتـه فـلـم يهنأ بها والـويـل كـل الـويـل للجاني فقد * * * دُعـي الـرفـاق لـيـوم حفل باهر دلـف الـجـميع وصفقوا وتراقصوا طـربـوا على أنغام موسيقى الهوى والأم كـانـت أعـتـدت للقوم متكا ًْ مـدَّ الـبـراء ذراعـه لـيذوق من قـالـت لـه اخـرج يافتى من بيننا خـرج الـفـتى من بين أظهرهم كما والـطـقـس فـي قرِّ البرودة قارس خـرج الـفـتى والوجد يعصر قلبه انـفـضَّ جمع الحاضرين وقد مضوا ولـقـد نـسـوه لأنـهـم صُمٌ عُمي أمـا خـديـجـة2نٌـسِّيت أمر الفتى * * * نـام الأب الـولـهـان في أحضانها جـاءتـه فـي الـرؤيا حليمة تشتكي قـم فـانـتبه ودع ِ الجهول وشأوها فـتـنـبـه الـغـفلان من سكراته وكـزتـه قـائـلـة : حـبيبك إنما جـاءتـه ثـانـيـة حـليمة ترتجي هـبَّ الأب الـمـذعـور من غفًلاته وكـزتـه ثـانـيـة وقـالـت لاتقمْ جـاءتـه ثـالـثـة وكـررت الرجا وأصـاب وابـل ديـمـة جسم الفتى جـاءتـه رابـعـة ً فـقـالت لاتقمْ والأم يــالـلأم فـي أفـراحـهـا هـي لـم تـعد تخشى عليه مضرة ً * * * هـبّ الأب الـمـفجوع لايلوي على وجـد ابـنه جَـلـْدا ً يصارع موته دُعـي الـطـبيب لكي يراقب نبضه جـسَّ الـطـبـيـب فؤاده وعيونه مـات الـبـراء ومـا وعى أحد به وغـدا الـبـراء كـقـطـعة ثلجية سـكـن الـبراء فلا حياة ولا حِراك * * * لـم يـأكـل الـحـلوى التي في كفه واحـرَّ قـلـبـي مـن جريمة والد أيـن الـشـكـيـمة والأبوة والفدا؟ أيـن الـرعـايـة لـلطفولة دُنست؟ * * * قـال الـرسـول بـأنـه مـع كافل وأشـار بـالـوسـطى وأردف أختها إن الـيـتـيـم إذا مـسحت برأسه فالله أوصـى بـالـيـتـيـم ومـاله والله قـال مـوضـحـا فـي آيـهِ إلا بـأحـسـنَ مـا تـكـون علاقة قـد قـال إصـلاح لـهـم خير لكم * * * هـذا جـزاء الـوالـدايْـن تـغافلا ظـنَّ الـزواجَ بـذات حسن مغنما ً الأم راعـيـة لـحـق ربـيـبـها والـكـلّ مـسـؤولون عن أعمالهم | ِأم هـل عـرفـت الطفل بعد توهم أشـلاؤهـا عـبـر الفضاء المظلم ِ فـي الـشـام أو عـمانَ أكرم معْلم ِ وعـمـي صـباح دار خير واسلمي فـلـتـعـذرونـي سـادتي لتلعثمي القوافي والرويِّ على قريضي المضرمِ فـلـغَـيـرتـي ومـرارتي وتألمي * * * ذا نـونـة زهـراءَ ضاحي المبسِم ِ كـالـبـدر بـيـن مجرة من أنجم ِ هـامـت بـتـربـيـة الفتى كمتيَّم ِ وسـمـت بـه عن ملبس أو مطعم ِ ذهـبُ الأسـاور قـد أحاط بمعصم ِ * * * والـسـعـيَ قـد بـلغ الفتى بتنعم ِ والـمـوتُ عـاجـل أمـه لم يرحم ِ تـهـوى الأمـومة في حياة المسلم ِ طـفـلا ً بـديعا ً مثل زهر الموسم ِ لـم تـسـعـف ِ الأهلين أيّ تمائم ِ * * * عـاشـا مـعـا فـي فـسحة وتنعّم ِ عـاشـوا كصافي الجو غيرِ مجرثم ِ وفـظـاظـة مـن خـالة لم ترحم ِ عـن عـسـف أطفال ضعاف يُتـََّم ِ ِبـدم الـبـراء عـلى عذاب جهنم ِ فـأنـا لـه والله لـسـت بـخـادم ِ رغـم الـوشـائـج والـقرابة بالدم كـي تـخـدم الأولاد دون تـبـرّم ِِ قـالـت لـهـا إيـاك أن تـتـكلمي فـتـمـتـمـت إيـاك أن تـتبسمي فـالـويـل كـل الـويـل للمتظلم ِ فالله ذم الـظـلـم إن لـم تـعـلمي أنـت الـلطيم وهم بنيَّ ومن دمي؟! وتـنـكـبت دور الضغون المجرم ِ * * * لا فـي الـوسيط ولا المحيط المعجم ِ جـفـت بـحـور الشعر إثر تلعثم ِ نـبـت الـيـراعة من مرارة علقم ِ * * * لـم تـرتـوي إلا بـنـخب من دم ِ أوصـالـهـا بـيـد القريب الظالم ِ شـرب الـمـهـانـة ثـم لم يتألم ِ لايـرعـوي عـن قـتل ابن مسلم ِ هـديـا ً كـتذكية الخروف الأعجمي وأدوا طـفـولـتـه بـشهر محرم ِ * * * كـي يـحضروا عيد الصديق الأفخم ِ ودعـوا لـصـاحـبـهم بكل تنعم ِ والـكـل مـبـتـهـج وفير المغنم ِ وجـادت بـالـسـخـا مـن مطعم ِ حـلـوى الـذيـن تراقصوا بترنم ِ حـلـواك كُـلـْها خلف هذا المطعم ِ كـلـب يُـجَـرّ إلـى فـناءٍ معتم ِ والـوَدْقُ طـل ٌ حـيـث لفَّ بأدهم ِ أقـعـى بـزاويـة كـجـانٍ مجرم ِ ونـسـوا البراءة في الصقيع المظلم ِ عُـمـيُ القلوب فليس مبصرهم عَمي خـلـدت إلـى نـوم عـميق ملزم ِ * * * والـطـفـل فـي برد الشتاء المعتم ِ إن الـبـراء لـفـي مـصاب أشأم ِ إن ابـنـنـا فـي غـدر كيد مُبرَم ِ أيـن الـبـراءُ وأين حِبي من دمي؟ مـع خـادم هـي فـي السقام كبلسم ِ إن لـم تُـجـرْ ابـنـا ً لـك تندم ِ قـال الـبـراء لفي مصاب أعظم ِ إن الـفـتـى مـع خـادم لم تسأم ِ إن لـم تـجـبـني لات ساعة مندم ِ والـطـفل في حضن الطبيعة يحتمي فـحـبـيـبنا قد صار عند الأرحم ِ حـيـن الـتقت بالحِبِّ عند المكرم ِ إذ صـار فـي كـنف الكريم المنعم ِ * * * أحـدٍ وطـار إلـى الـفـناء المعتم ِ وتـقـعقع الروح المحشرج في الفم ِ فـلـعـل أنـفـاسـا تبقت في الدم ِ فـرأى الـبـراءة قـد سمت للأنجم ِ إلا الـمـلـيـك فـحـكمه لم يظلم ِ فـي بـرد كـانـونَ الذي لم يرحم ِ ولا كــلام ولاحـرارة فـي الـدم ِ * * * فـالـروح قـد صعدت لرب مُطعم ِ قـتـل الـبـراء لأنـه لـم يـحزم ويـح الأمـومـة في الجريمة ترتميِ أيـن ( الـيونسكو) أين حق اليُتـَّم ِ؟ * * * الأيـتـام فـي الفردوس عند المنعم ِ فـهـمـا مـعـا في الخلد ياللمغنم ِ كـان الـجـزاء من الكريم الأرحم ِ فـمـن اعـتـدى فـجزاؤه بجهنم ِ لاتـقـربـوا مـال الضعاف اليُتـَّم ِ فـإذا أكـلـتـم فـافـعـلوا بتذمم ِ والله يـعـلـم مـفـسـدا ً من مُكرم * * * عـن حـق طـفـلهما اللطيم المسلم ِ لـكـنـه تالله صـار كـمـغـرم ِ وكـذا الأب الـنـدمـان جـدّ مذمَّم ِ يـوم الـقـيـامـة عـند أحكم حاكم | ِ؟
1-الإيطاء : من عيوب القافية
2- خديجة : الخادم