كلمات إلى الطاغية
صلاح أحمد عليوة
مصر/ هونج كونج
أنت علمتني كيف أقرأ
منذ نعومة ظفري
وصاياكْ
أن أبدد عمريَ
مرتجياً
أن أنال رضاكْ
أنت علمتني
كيف أقرأ تاريخ مجدك
مؤتلقا
عبر ألف كتابْ
أن أناديك
مرتجفا
إذ تكلمني من أعاليكََ
مستترا
من وراء حجابْ
أنت علمتني
(حين علمتني الخوفََ )
كيف أمد يدي لجمع الهباتِ
و كيف أفرق
بين الشمال و بين الجنوبِ
و أبصرُ وجهك مرتسما
فوق كل الجهاتْ
أنت علمتني أن أظل حزيناً
و حيداً
بمملكة الكائناتِ
أفسر نفسي لنفسي
و أبحث عن أوجه الآخرينَ
بقلبي
و أرحل عبر الدروب التي حملت أمماً
للشتاتْ
أنت علمتني أن أردد ما قلته
كافرا بالذي قد رآه سواكْ
أن أرى الحق حقا
و أرى الظن إثما
و الذي يتمرد عشباً
إذا ما نما في الحقولِ
سيهلك حرثا و نسلا
و يقضي على أمم بالهلاك
و ها أنا أخرج من كهف جهليَ
مرتعداً
ضامر العين و اليد
ملتحفا بالظلامِ
أرد بكفين عاريتين
سيول السهامِ
و أدفع في وجه سيف عدوي
براية ضعفٍ
مطرزة بالسلام.