هي اللعبة
عبلة غسان جابر
يصافح بعضنا بعضا
على شفتيه ذي البسمةْ
ويكتم خلفها دمعةْ
وآواهُ
ونجلس نشرب
القهوة
يُساءِلُ بعْضنا
بعضا
عن الحالِ
فكيف الأمسَ واليومَ؟
وما أدراك
أدراني
نقلّب صفحة الذكرى
نكابر ندعي
السلوى
وكلٌّ في دواخله
صراعٌ أدمن الحربَ
وقبل النوم في ساعةْ
وفي غفلةْ
عن الوقتِ
عن الزمنِ
ندرّ الدمع كالمطرِ
لنطفئ ثورة
البركان ِ والأحزانِ
والشهوةْ
ونملأ قدحنا أملا
نراقب موكب الشمسِ
وعرسٌ فجْرُهُ ألما
تقولُ النفس يا نفسُ
عذب الماء
مُعتَكِرا..
فمن أين
ومن أين؟
سأحضر جرعةً أخرى
لكي أُشْفى
من الظمئ
من الآهِ..
وأقوالٍ بلا جدوى
أناديكَ..... تناديني
ينادي
بعضنا بعضا
جذورٌ تلك تربطنا
وأوطانٌ
وذي الشكوى
نموتُ وليتنا موتى
فلا نحنُ....
بأحياءٍ
ولا قتلى
هنا جسْدٌ
يعاني غربةَ الأرواحِ
والأحبابِ في قمرٍ
هو المنفى
هنا زهرةْ
تسرْبل شوقها
قطْرةْ
لتاجٍ كان قد سقطَ...
بفعل الريح
في ليلٍ وما رجعَ....
هنا أنتَ ..
هنا نحنُ..
أتذكر يوم أن قالوا
بأنّ الأرض كالكرةِ..
ضحكت همست في أذني
هراءٌ
أنّنا نمشي على بيْضةْ..
تدور حياتنا
دورةْ
وألقاكَ ...
كما أنتَ
على مرسمْ
تطارح فرشةَ الألوانْ
غرامٌ
لونه أحمرْ
وقربكَ كان قد جلسَ
صغيرك يقرأ
القصصَ
عن الماضي
وعن رجلٍ
تحمّل جرح وانكفأَ
غريبٌ بين أصحابه
ومصلوبٌ
على جزعٍ من الشجرةْ
وظنّوا أنّه قُتِلَ..
يقول و يرفع الرأسَ
أيا خالةْ
سنبقى مثله حتْما
نعودُ نعودُ
أو نقتلْ
يودّع بعضنا
بعضا
وتهمس مرّةً
أخرى
هي اللعبةْ