وللمحبين التأمل

مروة دياب

[email protected]

قد آن أن يفضي البكاء

فيا عيوني اِمْنَحي للشدو ألف سحابة أخرى

و عودي..

للقصيد عليكِ ألا تجرفيه

و لي عليكِ قصيدةٌ و غمامتانِ

تُخَبّئاني....

في الطريق أعود من وجعي

إلى وجعي..

و أحمل ما تَبَقى من وصايا النزفِ

أفتح موطنًا للحزن لا يبلى

و أترك للمحبين التأملَ

للمجانين القصيدَ

أَضِنُّ بالأوجاع

كي يجد الطريق إلى الطريق سبيلَهُ..

و أقولُ:

لو أني اتكأتُ على رمادي لاشتعلتُ هناك ثانيةً

و لو أني جنحتُ لحاضري

أطلقتُ من أفقي سراح الذكرياتِ

لكنتُ قافية مهددة بلا مرسى

و هل يجديكِ أن تتساقط الأشعار

ثم تبعثر الوقت المحاصر بين زندَيْهِ؟

أسير بما بقيْ منّي -إِلَيَّ..

إليكَ.. لا أدري-

أسير..

و ما بقيْ.. ما لا يعودُ

و ما يعودُ

هو البقاء مُهَشَّمٌ كالفجرِ..

مرتحِلٌ كأحلام الصغارِ

و موقِنٌ كـ "الآن" لا يبلى

ليترك للمحبين التأملَ و الهوى

فـ"الآن" تذروه الرياحُ

و ليس غيرك و الرياحْ

ما لا يعود الآنَ

أكبرُ من يديْكِ..

من ابتسامتِكِ الصغيرةِ

من وصايا النزفِ

فانقسمي

فإن مدائنَ الأحرار نَكَّسَتِ المنى.

لا شيء غيري و الرياح

هناك يكبر ثم يرسلني

لأرسل نجمةً -قبل الرحيل- إليكَ

تتركُ للهوى قلبا..

و تترك لي الهوى

أحتاج بعض الوقتِ

كي تتردد الطلقات فوق الجرحِ

كي تتوحد الآهات تفتحني

و تفتح ما يخبؤه عن الأحلامِ

تفجرُ ما ادخرتُ من البكاء لليلتي الصيفية الجرحِ.

التمستُ الفجرَ فاتسع المدى للحلمِ..

ثم غفا و عاندني

فإن أسلمته للشوق

أي مدينة يروي ملامحها؟

ليترك للمحبين التأمل..

ينزوي..

و أنام في ذكرايَ

لا الشوك التوى عني

و لا التحمت ضفاف الجرح

كيف فتحتُهُ؟

و نسيتُ أن السيف لي..

 

أحتاج بعض الوقت

ماء الجرح علمني

بأن بكاءَنا الشرقِيَّ بعضٌ من فنون الشعرِ

و الضعفِ الذي يسري إلى وتري

-و بعضٌ منهُ-.

حين تركت قافيتي

استضاء التيه من وجعي

توحدت الدروب إليهِ.

عدت ُ..

فأينعت تيهي.. و ألفَ سحابةٍ

أم ألفَ وجهٍ للرحيل ينوء بالذكرى؟

الآن ينتعل الزمان الذكريات

الآن يرسم موطنا للجرحِ

ثم يروح مخضرًا بأدمعنا

فأترك للمحبين التأمل

و الهوى.. و "الآن"

فالجرح مستعرٌ بما يكفي المساء