وللمحبين التأمل
مروة دياب
قد آن أن يفضي البكاء
فيا عيوني اِمْنَحي للشدو ألف سحابة أخرى
و عودي..
للقصيد عليكِ ألا تجرفيه
و لي عليكِ قصيدةٌ و غمامتانِ
تُخَبّئاني....
في الطريق أعود من وجعي
إلى وجعي..
و أحمل ما تَبَقى من وصايا النزفِ
أفتح موطنًا للحزن لا يبلى
و أترك للمحبين التأملَ
للمجانين القصيدَ
أَضِنُّ بالأوجاع
كي يجد الطريق إلى الطريق سبيلَهُ..
و أقولُ:
لو أني اتكأتُ على رمادي لاشتعلتُ هناك ثانيةً
و لو أني جنحتُ لحاضري
أطلقتُ من أفقي سراح الذكرياتِ
لكنتُ قافية مهددة بلا مرسى
و هل يجديكِ أن تتساقط الأشعار
ثم تبعثر الوقت المحاصر بين زندَيْهِ؟
أسير بما بقيْ منّي -إِلَيَّ..
إليكَ.. لا أدري-
أسير..
و ما بقيْ.. ما لا يعودُ
و ما يعودُ
هو البقاء مُهَشَّمٌ كالفجرِ..
مرتحِلٌ كأحلام الصغارِ
و موقِنٌ كـ "الآن" لا يبلى
ليترك للمحبين التأملَ و الهوى
فـ"الآن" تذروه الرياحُ
و ليس غيرك و الرياحْ
ما لا يعود الآنَ
أكبرُ من يديْكِ..
من ابتسامتِكِ الصغيرةِ
من وصايا النزفِ
فانقسمي
فإن مدائنَ الأحرار نَكَّسَتِ المنى.
لا شيء غيري و الرياح
هناك يكبر ثم يرسلني
لأرسل نجمةً -قبل الرحيل- إليكَ
تتركُ للهوى قلبا..
و تترك لي الهوى
أحتاج بعض الوقتِ
كي تتردد الطلقات فوق الجرحِ
كي تتوحد الآهات تفتحني
و تفتح ما يخبؤه عن الأحلامِ
تفجرُ ما ادخرتُ من البكاء لليلتي الصيفية الجرحِ.
التمستُ الفجرَ فاتسع المدى للحلمِ..
ثم غفا و عاندني
فإن أسلمته للشوق
أي مدينة يروي ملامحها؟
ليترك للمحبين التأمل..
ينزوي..
و أنام في ذكرايَ
لا الشوك التوى عني
و لا التحمت ضفاف الجرح
كيف فتحتُهُ؟
و نسيتُ أن السيف لي..
أحتاج بعض الوقت
ماء الجرح علمني
بأن بكاءَنا الشرقِيَّ بعضٌ من فنون الشعرِ
و الضعفِ الذي يسري إلى وتري
-و بعضٌ منهُ-.
حين تركت قافيتي
استضاء التيه من وجعي
توحدت الدروب إليهِ.
عدت ُ..
فأينعت تيهي.. و ألفَ سحابةٍ
أم ألفَ وجهٍ للرحيل ينوء بالذكرى؟
الآن ينتعل الزمان الذكريات
الآن يرسم موطنا للجرحِ
ثم يروح مخضرًا بأدمعنا
فأترك للمحبين التأمل
و الهوى.. و "الآن"
فالجرح مستعرٌ بما يكفي المساء