شمس من المغرب

شمس من المغرب

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

ألقاها الشاعر في الدار البيضاء بمؤتمر الأدب الإسلامي بالمغرب، وكان من المفروض أن يكرم فيه  الأديب الناقد العالم الدكتور عماد الدين خليل. ولكنه تخلف عن المؤتمر فجأة لأسباب طارئة قاهرة.

وطـرْنـا  إلـيكمْ بشوقٍ iiمشُوقٍ
مِـن الـشـرق جئنا إلى iiمغربٍ
كـأنَّـا مُـضـيفون في iiأرضِنا
ومـن مـصرَ أحملُ حُلْو iiالتحايا
إلـى  صـفوة المغْرب iiاليعربيّ
يـضـمِّـخُهُ  الحبُّ بالصالحاتِ
لـقـد  ألّـف الله مـا iiبـيْـنَنَا
مـن  الشرق جئْنا لعرس الأديب
نـكـرِّمُ فـيـه "عـمادا iiخليلاً"
غـزيـرُ الـثـقافاتِ ثرُّ iiالمدى
وفـي الـنـقـد ينهل منْ iiمورد
وإن يـنـظـم الـشعر درًّا iiتفيَّأْ
وفـي قـلـبـه عَـزْمة لا تلينُ
فـلا  الصعبُ يبقَى منيع الجناب
وإن غـاب عـن حـفلنا iiكارها
فـكم حاضرٍ غَائبٌ في iiالحضور
وكـم غـائبِ حاضرٌ في القلوب
أرى الـشمس تشرق من iiمغرب
بـهـا  الأدب اليعربيُ iiالرصين
مـنـارةُ  فـكـر زكي iiوضيءٍ
تَـلـيـن وتـصـفو كماءٍ نميرٍ
وحـيـنـا تَـثَـاقَـلُ في iiمَنْعةٍ
فـكـمْ  أجـهـدتني بعمقٍ iiبعيد
فـظـلـمُ الـحـبيب كما iiظَلْمِه
رأيـت أديـبـيـن فـي iiسُوقِها
أديـبًـا  أمـيـنًا حفيظًا iiأصيلاً
أديـبـا عـزيز الجنى iiوالجناب
تـزولُ  الـجـبال.. ولا iiينحني
فـعـزتـه  تـسـتـمـد iiالإله
سـلاحـاه قـلـبٌ نبيُّ iiالشعور
وثـانـيـهـمـا  القلمُ iiالعبقريُّ
فـبـالـحـق  يغدو قليلٌ iiكثيرًا
وتـشـهـدُ فـيها الظلوم iiالعتيَّ
وأمّـا  أديـبُ الـهوى iiوالهوان
ويـلْـعـقُ  أحـذيـة iiالمنعِمين
فـغـايـة  غـايـتـه أنْ iiينال
ويـحـيـا  حياة الخسيس iiاللئيم
ولا تـسْـألـنْـهُ عن iiالمكرماتِ
وقـد بـلـغ الـسيلُ هامَ iiالزبى
وهـبَّ الـنـهـيـقُ على نكْرِه
وأصـبـح  "مـادرُ" شيخَ الكرام
وَلُـقِّـبَ بـاقـلُ "ربَّ الـبيانِ"
ولـلشمس قال الدجى في iiغرور
وخـنـثـى  الكلام قصيدُ iiالنثير
عـلـى رسـلكمْ يا أفاعي البيان
ولـسـتُ أرى فيكُمُو من iiأصيل
فـقـالـوا أردنـا حـياةَ iiالبيانِ
فـواعـجـبـا كيف يحيا iiالبيانُ
فـيـا حـرسَ الأدب iiالـيعربي
لـقـد  بـلـغَ السيلُ هامَ الزبَى
وإنَّ وراءكـمُـو مـا iiيـهـولُ
لـنـبْـقَ وإيـاكـمُ فـي iiرباطٍ
ونـشـرعَ  أقـلامـنا في iiيقينٍ
وإن  مـن الأدب iiالـعـبـقريِّ
وخـلَّـوا  الجديد النقي iiالشريف
وإنْ نـام غـيركمو في iiالطريق
وغَـطّـوا  غطيطَ الذي لا iiيُفيق
فَـسُـلّوا اليراع، وقودوا iiالمسار
وكـرّوا  كـتـائبَ تحمي البيان
فـإنَّ الـجـهـاد عـدوُّ الـنيام



























































يجوزُ الصحارَي ويطوي السُّهولا
فـخلْنا  على الشرقِ هذا iiالنزولا
ولـسـنـا ضيوفًا أرادوا المثولا
تـحـايـا  الـكنانةِ شعبًا iiونيلا
سـلامًـا يـفـوقُ النسيم العليلا
فـيـبقَى على الدهْر جيلاً iiفجيلا
ومـا  ألَّـف الله يـبقى iiوَصُولا
وعـرسِ البيان الْيُحاكي iiالخميلا
فـلـلـفـن  عاش عمادًا iiخليلا
يـمـازجُ فـيها الجديدُ iiالأصيلا
تـفـيـضُ عـطاياه عِلْما iiنبيلا
تَ مُـلْـكـا ونُعْمَى وظَلاّ iiظليلاً
وقُـوةُ رأي أبـتْ أن iiتـحـولا
ولا  الـمـستحيلُ هو iiالمستحيلا
فـإن  لـه فـي القلوب iiالحلولا
وإن مـلأ الـكـون صيتًا iiوقيلا
ولـو  غـاب عنا طويلا iiطويلا
"ومـشـكاتكم"  قد هدتنِي السبيلا
تـخـذتـم  له الدين تاجًا iiجليلا
فـكـانـت بـه للعقول الرسولا
يُـروِّي  الـقلوبَ ويشفي iiالغليلا
فـتـحـرمني أن أنال iiالوُصُولا
ولـكـنْ ظَللت المحبَ iiالوصولا
يـراه  الـمـحـبُ لذيذًا iiجَميلا
نـقـيـضين: طوْدا وقاعا مهيلا
وآخَـر فـي الفن غِرًّا .. iiدخيلا
أبَـى  أن يـهـادن أو أن iiيميلا
ويـأبـى بإصراره أن .. iiيزولا
وقـرآنَـه والـهـدى iiوالرسولا
عـطـاياه  تَهمي فتحيي المُحولا
إذا مـا انـبرى كان سيفًا صقيلا
وبـالـبغي  يُمسِي كثيرٌ .. iiقليلا
بـمـا  قد أعد ضئيلا .. iiضئيلا
فيمضي .. ويمضي يدقُّ iiالطبولا
ويـطْوي  الموائدَ عْرضا iiوطولا
مـن الأدْعـياءِ الرضى iiوالقُبولا
بـغِـيًّا .. دعيًّا .. مهينًا .. ذليلا
فـقـد  صيَّرتْها الدنايا .. iiطُلولا
وضـمَّ حـمـانا البغاثَ iiالهزيلا
يـطـارد  حـسُّونها .. والهديلا
وحـاتـمُ  يدعى الشحيحَ iiالبخيلا
وقـسُّ  عـكاظَ "الدعيَّ iiالجهولا"
أراكِ ظـلامـا خـفـيـا وبيلا"
تُـهينُ  البيان .. وتُزْرِي iiالخليلا
فـهـيهاتَ يعلو الفحيحُ iiالصهيلا
ولـكـن  أرى المستهينَ iiالدخيلا
نـقيًّا .. صفيًّا .. كريما .. iiذلولا
وقـد ذبـحـوه فـأهّوى قتيلا؟!
حـمـاةَ  الـبيان الثِّقات iiالعُدولا
وعـاث  فـسـادًا خطيرا مَهُولا
جـهـادًا  مـريـرًا وهمًّا iiثقيلا
لـنـحمي البيان الصدوقَ iiالنبيلا
فـلـيسَ  علينا سوى أن iiنصولا
جـيـوشًـا تفوق القنا iiوالخيولا
يـعـانـقُ فينا التراث iiالأصيلا
وشـدُّوا عـلـيـهم لحافا طويلا
فـأرخـى الـغبارُ عليهم iiسُدولا
فَـصـيـلا يواصل فيها iiفَصيلا
وخـلُّـوا  النئوم وهزوا iiالكسولا
=ـأنَّ الـمـنـامَ يساوي الأفولا

المشكاة : اسم المجلة الشهرية التي تصدرها رابطة الأدب الإسلامي بالمغرب .

الظَّـلْم : شدة بياض الأسنان .