شمس من المغرب
28تموز2007
أ.د/ جابر قميحة
شمس من المغرب
أ.د/
جابر قميحةألقاها الشاعر في الدار البيضاء بمؤتمر الأدب الإسلامي بالمغرب، وكان من المفروض أن يكرم فيه الأديب الناقد العالم الدكتور عماد الدين خليل. ولكنه تخلف عن المؤتمر فجأة لأسباب طارئة قاهرة.
وطـرْنـا إلـيكمْ بشوقٍ مِـن الـشـرق جئنا إلى مغربٍ كـأنَّـا مُـضـيفون في أرضِنا ومـن مـصرَ أحملُ حُلْو التحايا إلـى صـفوة المغْرب اليعربيّ يـضـمِّـخُهُ الحبُّ بالصالحاتِ لـقـد ألّـف الله مـا بـيْـنَنَا مـن الشرق جئْنا لعرس الأديب نـكـرِّمُ فـيـه "عـمادا خليلاً" غـزيـرُ الـثـقافاتِ ثرُّ المدى وفـي الـنـقـد ينهل منْ مورد وإن يـنـظـم الـشعر درًّا تفيَّأْ وفـي قـلـبـه عَـزْمة لا تلينُ فـلا الصعبُ يبقَى منيع الجناب وإن غـاب عـن حـفلنا كارها فـكم حاضرٍ غَائبٌ في الحضور وكـم غـائبِ حاضرٌ في القلوب أرى الـشمس تشرق من مغرب بـهـا الأدب اليعربيُ الرصين مـنـارةُ فـكـر زكي وضيءٍ تَـلـيـن وتـصـفو كماءٍ نميرٍ وحـيـنـا تَـثَـاقَـلُ في مَنْعةٍ فـكـمْ أجـهـدتني بعمقٍ بعيد فـظـلـمُ الـحـبيب كما ظَلْمِه رأيـت أديـبـيـن فـي سُوقِها أديـبًـا أمـيـنًا حفيظًا أصيلاً أديـبـا عـزيز الجنى والجناب تـزولُ الـجـبال.. ولا ينحني فـعـزتـه تـسـتـمـد الإله سـلاحـاه قـلـبٌ نبيُّ الشعور وثـانـيـهـمـا القلمُ العبقريُّ فـبـالـحـق يغدو قليلٌ كثيرًا وتـشـهـدُ فـيها الظلوم العتيَّ وأمّـا أديـبُ الـهوى والهوان ويـلْـعـقُ أحـذيـة المنعِمين فـغـايـة غـايـتـه أنْ ينال ويـحـيـا حياة الخسيس اللئيم ولا تـسْـألـنْـهُ عن المكرماتِ وقـد بـلـغ الـسيلُ هامَ الزبى وهـبَّ الـنـهـيـقُ على نكْرِه وأصـبـح "مـادرُ" شيخَ الكرام وَلُـقِّـبَ بـاقـلُ "ربَّ الـبيانِ" ولـلشمس قال الدجى في غرور وخـنـثـى الكلام قصيدُ النثير عـلـى رسـلكمْ يا أفاعي البيان ولـسـتُ أرى فيكُمُو من أصيل فـقـالـوا أردنـا حـياةَ البيانِ فـواعـجـبـا كيف يحيا البيانُ فـيـا حـرسَ الأدب الـيعربي لـقـد بـلـغَ السيلُ هامَ الزبَى وإنَّ وراءكـمُـو مـا يـهـولُ لـنـبْـقَ وإيـاكـمُ فـي رباطٍ ونـشـرعَ أقـلامـنا في يقينٍ وإن مـن الأدب الـعـبـقريِّ وخـلَّـوا الجديد النقي الشريف وإنْ نـام غـيركمو في الطريق وغَـطّـوا غطيطَ الذي لا يُفيق فَـسُـلّوا اليراع، وقودوا المسار وكـرّوا كـتـائبَ تحمي البيان فـإنَّ الـجـهـاد عـدوُّ الـنيام | مشُوقٍيجوزُ الصحارَي ويطوي السُّهولا فـخلْنا على الشرقِ هذا النزولا ولـسـنـا ضيوفًا أرادوا المثولا تـحـايـا الـكنانةِ شعبًا ونيلا سـلامًـا يـفـوقُ النسيم العليلا فـيـبقَى على الدهْر جيلاً فجيلا ومـا ألَّـف الله يـبقى وَصُولا وعـرسِ البيان الْيُحاكي الخميلا فـلـلـفـن عاش عمادًا خليلا يـمـازجُ فـيها الجديدُ الأصيلا تـفـيـضُ عـطاياه عِلْما نبيلا تَ مُـلْـكـا ونُعْمَى وظَلاّ ظليلاً وقُـوةُ رأي أبـتْ أن تـحـولا ولا الـمـستحيلُ هو المستحيلا فـإن لـه فـي القلوب الحلولا وإن مـلأ الـكـون صيتًا وقيلا ولـو غـاب عنا طويلا طويلا "ومـشـكاتكم" قد هدتنِي السبيلا تـخـذتـم له الدين تاجًا جليلا فـكـانـت بـه للعقول الرسولا يُـروِّي الـقلوبَ ويشفي الغليلا فـتـحـرمني أن أنال الوُصُولا ولـكـنْ ظَللت المحبَ الوصولا يـراه الـمـحـبُ لذيذًا جَميلا نـقـيـضين: طوْدا وقاعا مهيلا وآخَـر فـي الفن غِرًّا .. دخيلا أبَـى أن يـهـادن أو أن يميلا ويـأبـى بإصراره أن .. يزولا وقـرآنَـه والـهـدى والرسولا عـطـاياه تَهمي فتحيي المُحولا إذا مـا انـبرى كان سيفًا صقيلا وبـالـبغي يُمسِي كثيرٌ .. قليلا بـمـا قد أعد ضئيلا .. ضئيلا فيمضي .. ويمضي يدقُّ الطبولا ويـطْوي الموائدَ عْرضا وطولا مـن الأدْعـياءِ الرضى والقُبولا بـغِـيًّا .. دعيًّا .. مهينًا .. ذليلا فـقـد صيَّرتْها الدنايا .. طُلولا وضـمَّ حـمـانا البغاثَ الهزيلا يـطـارد حـسُّونها .. والهديلا وحـاتـمُ يدعى الشحيحَ البخيلا وقـسُّ عـكاظَ "الدعيَّ الجهولا" أراكِ ظـلامـا خـفـيـا وبيلا" تُـهينُ البيان .. وتُزْرِي الخليلا فـهـيهاتَ يعلو الفحيحُ الصهيلا ولـكـن أرى المستهينَ الدخيلا نـقيًّا .. صفيًّا .. كريما .. ذلولا وقـد ذبـحـوه فـأهّوى قتيلا؟! حـمـاةَ الـبيان الثِّقات العُدولا وعـاث فـسـادًا خطيرا مَهُولا جـهـادًا مـريـرًا وهمًّا ثقيلا لـنـحمي البيان الصدوقَ النبيلا فـلـيسَ علينا سوى أن نصولا جـيـوشًـا تفوق القنا والخيولا يـعـانـقُ فينا التراث الأصيلا وشـدُّوا عـلـيـهم لحافا طويلا فـأرخـى الـغبارُ عليهم سُدولا فَـصـيـلا يواصل فيها فَصيلا وخـلُّـوا النئوم وهزوا الكسولا =ـأنَّ الـمـنـامَ يساوي الأفولا |
المشكاة : اسم المجلة الشهرية التي تصدرها رابطة الأدب الإسلامي بالمغرب .
الظَّـلْم : شدة بياض الأسنان .