إني شربت الأسى من راحة الساقي

إني شربت الأسى من راحة الساقي

نمر سعدي

[email protected]

أرسى عليه التعب يفاجأه فانغلب

قالوا ضنىً من جوى او حالة من طرب

وهكذا يفترى لكل داءٍ سبب

بات يقاسي الدجى وشؤم بومٍ نعب

كألف ليلٍ وقد يكون أنكى نصب

 يسقى الليالي وما سقراط منها شرب

سخافة عيشها تذرّ ُ فيًّ العصب

والناسُ لا لا تسل إن زماني عجب

 أساهراً تفتل الآلام أعراقي

حبائلا ً لاصطياد النجمة الباقي

شرودها ليلة السهد التي اعتكرت

فيها شجوني وعلاّتي وأشواقي

عرفتها حين شاء الوهم يفلتها

قرأت في مقلتيها سرًّ إطراقي

يهزني عن رتاج ٍ من محاجرها

مبللٍ بدموع ٍ أو بإشفاق

أجوب صحراءَ..أفكار مموّهةَ

على ظنوني لم تخلق لذي ساق ِ

أحسستُ بالنظرةِ الشزراء تخنقني

عن احتقار قراطيسي وأوراقي

يا حرقتي يا بُرودي يا التياع يدي

ويا هواءَ الذرى في محضَ إغراقي

خضّي هدوئي أبيديه كأن ردىً

يجنّ ُ دونك يا يا كلُّ أشواقي

أنت العذاب لقلبي والنعيم لهُ

وأنت فيما مضى سَمّي وترياقي

لا تجزَعي وخذيني مندلاً رطباً

أو عود مسك أما يكفيك إحراقي

ولستُ أنكر والدنيا منادمة

أنّي شربت الأسى من راحة الساقي