كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
19كانون12009
مصطفى الجزار
مصطفى الجزار /مصر
كَـفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا لا تـرجُ بـسـمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ قـبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا ولْـتـبـتـلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً والـسـيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ فـاجـمـعْ مَـفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها وابـعـثْ لـعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً اكـتـبْ لـهـا مـا كنتَ تكتبُه لها يـا دارَ عـبـلـةَ بـالعراقِ تكلّمي هـل نَـهْـرُ عـبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ يـا فـارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً مـتـطـرِّفـاً .. متخلِّفاً.. ومخالِفاً عَـبْـسٌ تـخلّت عنكَ... هذا دأبُهم فـي الـجاهليةِ..كنتَ وحدكَ قادراً لـن تـسـتـطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ وحـصـانُـكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ هـلاّ سـألـتِ الخيلَ يا ابنةَ مالكٍ هـذا الـحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ لـو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى يـا ويـحَ عبسٍ .. أسلَمُوا أعداءَهم فـأتـى الـعـدوُّ مُـسلَّحاً، بشقاقِهم ذاقـوا وَبَـالَ ركـوعِهم وخُنوعِهم هـذِي يـدُ الأوطـانِ تجزي أهلَها ضـاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها فـدَعـوا ضميرَ العُربِ يرقدُ ساكناً عَـجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشتي وعـيـونُ عـبلةَ لا تزالُ دموعُها | عنترةفـعـيـونُ عبلةَ أصبحَتْ سـقـطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرة واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرة فـالشعرُ في عصرِ القنابلِ.. ثرثرة فـقـدَ الـهُـويّةَ والقُوى والسيطرة واجـعـلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مقبرة وابـعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرة تـحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمرة هـل أصـبحَتْ جنّاتُ بابلَ مقفرة؟ وكـلابُ أمـريـكـا تُدنِّس كوثرَه؟ عـبـداً ذلـيـلاً أسـوداً ما أحقرَه نَسَبوا لكَ الإرهابَ.. صِرتَ مُعسكَرَه حُـمُـرٌ – لَعمرُكَ - كلُّها مستنفِرَه أن تـهـزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه فـالـزحفُ موجٌ.. والقنابلُ ممطرة بـينَ الدويِّ.. وبينَ صرخةِ مُجبرَه كـيفَ الصمودُ ؟ وأينَ أينَ المقدرة! مـتـأهِّـبـاتٍ.. والقذائفَ مُشهَرَه ولَـصـاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه مـفـتـاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرة ونـفـاقِـهـم، وأقـام فـيهم منبرَه فـالـعـيشُ مُرٌّ .. والهزائمُ مُنكَرَه مَـن يـقترفْ في حقّها شرّاً.. يَرَه لـم يـبـقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه فـي قـبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرة لـم تُـبـقِ دمعاً أو دماً في المحبرة تـتـرقَّـبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه | مُستعمَرَه