هوِية ُ عاشق
محمد إبراهيم الحريري / الكويت
يذوي أصيلي من متى
حتى متى ؟
والشَّمْسُ تقرضني وتلقيني على شفق ِ التنائي بالندَاء ِ حريا
يَصحُو على زخاتِ ثرثرةِ الغيومِِ
مسائِيَ البدويُّ يَرقبُني أعودُ
لأزرعَ الأصواتَ في تلك الربا
وتعودَ دندنةً على أذنيَّا
إني لأسمعها دمشقَ توافدتْ من كلِّ حاراتِ الزمان
مدينةً يحلو بها صوتُ الندى جوريا
منها انسكبتُ على دعائي أخضرَ الأيام ِ
والأفقُ استفزَّ ضفيرَة َ الكلمات ِ فانسدلَ
الصَّدَى شعراً على كَتِف ِ المغيبِ نقيَّا
وأذوبُ في عُمرين هذا مالحٌ
ولذاك بي حلوى
يقرِّبني إليَّه مذاقها حينا
وأحيانا على شفتيا
تختالُ نايا ما تأبط إصبعا إلا وعادت
للقصيدة ِ ريا
فتقُوْمُ من مهدِ اليراع ِقصيدتي الحُبلى
وتعلنُ أنها نذرَتْ لوجه الله ِ ديوانا سويا
وأرى عليها قصَّتي شدَّت خِطام مسيرتي ورأيتُ في ذاك المحيا
قمرا تحزَّم بالعيون وحوله مرآتي القصوى تشعُّ بداوتي وجها نديا
حزَّمتُ أيامي على كتفي
وبعضي لم يزل أحدوه روحا
بكرةً وَعَشِيا
وإلى هنالك،................... لستُ أدري أين
أسْبقها وما غابتْ لديا
وأعدْتُ من نفسي معاناتي
ونصفَ جوانحي الملأى إليا
وحقائبي عند احتشاء الدَّرْب ِ
ألقتني على أطرافِ قافيةِ
المساء ِ صبيا
حينا أطارحها بمحضِ ملاعبي عيدا ً
وحينا أستعيدُ بها يديا
وَتدُقُّ في نعش الخيال ِ مقاعدي الأولى
وكلَّ دفاتري فيها تركتُ
فعادني ما يشبهُ العنقاءَ
تكبرُ في يدِيْ شيا فشيا
وسنابكُ الآصالِ تشعلُ لحظتي
شِعرا لأصْنعهُ على عَيْنيا
وأُعِيْدُ ترميمي بإنسانيةٍ عايشتها
خمسين قهراً أنجبتني بالحُظوظ شقيا.
رُدِّيْ إليَّ براءتي فلقد وصلتُ
مُحَمِّلا وجدي على كفيا
وهناك تسألني الحدودُ هُوُيَّتِي
وبداوتي قطعا تدلُّ عليا
يا ...قلتُ ... وانبجس الجواب
قصيدةً خبَّأتها عشرين ديوانا وفيا
أنا ذلك النَّجمُ الشريدُ
بضاعتي حبُّ وقلبٌ عشته إنسيا
رُدوا إليَّ الشمس من أَسرِ الدُّجى .
يكفي النهار تغيبا .......فالشمس ما كانت بغيا
أنا ذلك الطفلُ المعانقُ نومه
وسنُ الطريقِ، توَقفَتْ عيناه
عند تزاحُمِ الأحلامِ يلتقطُ الكرى
غَضا فتيا
أنا ذلك السلفيُّ والبوذيُّ والسنيُّ والشيعيُّ
والوثنيُّ والذميُّ والإنسانُ في قلبي
ولستُ نبيا
أنا ذلك البدويُّ في شبابَتِي
يرعى الغروبُ أناملي فتعودَ
قِطعانُ الغناءِ سمينة َ الألحان ِ
تعْبُرُ للقرى سَمرا طريَّا
أنا ذلك القرَوُيُّ تدمعُ سجدتي الأولى
فتحملها الصلاة ُ إلى سماء الله
تقبلنِي بحبٍّ عاشقا كونيا
وأنا المضافُ إليك ِ هل أنساك ؟
لا ......
وأظل في حب الأنامِ رسالة ً
شاميةً تأتي بأغصان النهار
أضمها في راحتيا
أو تذكرين ؟ خُذِيْ الأدلة َ من دمي
نزعوا القصيدةَ من فمي
وإذا الدموع ُعلى صفيح ِ الخدِّ
ترسم للدنى عينيا
وتخط توقيعي
حماماتُ السلام ِ عليكمُو
إني حريري الهوى
كالطيرِ يقبضُ نزفه ليعودَ
بالآصالِ نجما أيقظتْهُ ثريا