حِبٌ خؤون

ناجي حسين

[email protected]

أُحاولُ

يا بَلدَ الذاهبين إلى الشَمْس ِ -

كَسْرَ المرارة فوق شفاهك‏ َ والوجنَتيْنْ‏

فلِلحُزْنِ فيكَ وميضُ البروقِ‏

لأنَّكَ مُذ غادَرتَكَ الأماسي الجَميلَةُ‏ -

لا تعرفَ الغادرينَ بعينيكَ‏ والمُرجَفينْ ‏

أما زِلْتَ تُنكَرُني يا شَقَيَّ الشُّقُاةِ‏ ؟

وَتُنكُر جُرحي

وكُلَّ السُجُونِ التي جُبْتُها‏ -

عَبْرَ تلك السنينْ!‏

ضفافْكَ يا بَلَدَيْ :

ذكرياتي

وكُلُّ‏ حنينيْ

وكُلُّ عُيْونيْ‏

شواطِيكَ مملكَتْي

أَيُّها المُتلِّفعُ بالنارِ‏ والأُرجُوَانِ

وعطرْ الجُفُونِ‏

طويلاً أُحاوِلُ أَنْ أَستْبينَ خُطَاكَ‏

على الجَمْر غاصَتْ عُيونيَ

في ناظرَيك‏

وشّبَّ اللظى في سَوادِ‏ العَزَاءْ‏

أُهذا أنا..؟

أَمْ دَمٌ يتنزى على شَفَةِ‏ الذاكرَينَ ؟‏

أَهذا مَواتُ المواعيدِ فوقَ رؤاكَ -

وشَهْقة‏ تلكَ التي لا تَراك؟‏

أنا مِن تُرابَكَ عشْتُ التُرَابَ

ومن كربلائك‏ عَشْتُ الجراحَ –

ولنْ أستريحَ

وفي رئتيك‏ (حُسَينٌ) -

يقاتلُ في كربلاء.‏

ورَثْتُ انتحَاركَ

مُذ وزعتكَ‏ سيوفُ التكالب‏ ِ بين الغُزاةْ‏

،‏ورَثْتُ نزيفكَ

حين يسومك بوش الكذوبُ العذابْ

ورَثْتُ شقاءَكَ -

حين تبيُعكَ (معارصة )*

هّمُّهُا أنْ تراكَ ‏-

بأرصفْة التيهِ تبكي الحياةْ‏

لماذا يَبيعُكَ هذا الشَتَاتُ

من المغرضين

وأَنْتَ الذيْ علَمتَّكَ التجاربُ‏

والخيلُ

والمُقبِلاتُ من الريحْ

أن‏ لا تَهوُنْ‏

لماذا نَخُون..؟‏

وماذا سيحصُلُ لو كشفَتَنا الدُرُوبُ

وساقَ خطانا‏ زمانٌ خؤوُنْ؟‏

أعيذكَ من ذنبْنا

وذنوب الذين يبيعون وجهكَ‏ - في كلِ يومٍ‏

ويستغفرُونكَ في كلِ يومٍ‏

وأَنْتَ تراهَمُ..

وتَشْهَدُ قتْلَك ْ

أَشهدُ ذَبْحي وقتَلْيَ مثلَكْ‏

أَعنّي إذَنْ

إنَّ وَجْهي الطَعين يقبِّل‏ وجَهك ْ

ويُسْرِجُ للشَمْسِ قنديلَهُ المتأرجَح‏ -

بين النبي الشَهيدِ وبَينَك ْ

أَعنّي

فَروُحي ستحيا تَموت وتَحيا وتنزف‏ مسكا عطورا لأجلك ْ !