أقول غابت

يحيى بشير حاج يحيى

أقول غابت

شعر: يحيى بشير حاج يحيى

طـرقـتُ  بابك، لا حسٌّ ولا iiخبرُ
ولا عـيـون لـطـول البعد iiأرّقَها
قـد  كـان صـوتُكِ يأتيني، iiفألثمه
مـا  زلت بالباب – يا أمي- iiأدافعهُ
طـفـل  أنـا، لم تزل عيناه iiدامعةً
فـالذكرياتُ،  وإن ناءت - iiتؤرقني
فـي  كـل زاويـة ألـقى لها iiأثراً
فـي  عتبة الباب في أحجار iiقنطرة
فـي  ساحة الدار في ليمونة iiعبقتْ
في مصعد المنزل المهجور من زمنٍ
وفـي  الرُّكيعات عند الفجر iiألمحها
وفـي زخـارف ثوب عند iiمشجبها
أمـي نـشيدي، وأمي نبض iiقافيتي
أقـول: غابت، ستأتي مثلما iiوعدت
أمي!  أتيتُ، أليس –اليوم- iiموعدنا














ولا  حـبـيب على الأشواق ينتظرُ
سـهـد، ولـوَّحَ في أحداقها iiالسهرُ
لـثـم البراعيم ظمأى شاقها iiالمطرُ
ولـم يـزل فـيـه من أشواقنا iiأثرُ
ولـم  يـزل قـلـبه للحزن ينفطرُ
وتـستثير  الجوى في روحي iiالذِّكَرُ
فـي كـل أشـيـائها تبدو iiوتستترُ
فـي  الياسمين، وفي الحناء iiيزدهرُ
بـزهـرها  الأبيض الفواح iiينتشرُ
وهـاتـفٍ صامت يصغي، iiوينتظرُ
فـصوت  إبريقها يصحو كما الفجرُ
وفـي  رفـوف أوان زانها iiالصورُ
يـضـمها  الشوق في قلبي iiفيستعرُ
كـم ذا تـغـيب إذن؟ إني iiلمنتظرُ
أم أن مـوعـدنا – يا أمي- iiالحشرُ