أقول غابت
28كانون22006
يحيى بشير حاج يحيى
أقول غابت
شعر: يحيى بشير حاج يحيى
طـرقـتُ بابك، لا حسٌّ ولا ولا عـيـون لـطـول البعد أرّقَها قـد كـان صـوتُكِ يأتيني، فألثمه مـا زلت بالباب – يا أمي- أدافعهُ طـفـل أنـا، لم تزل عيناه دامعةً فـالذكرياتُ، وإن ناءت - تؤرقني فـي كـل زاويـة ألـقى لها أثراً فـي عتبة الباب في أحجار قنطرة فـي ساحة الدار في ليمونة عبقتْ في مصعد المنزل المهجور من زمنٍ وفـي الرُّكيعات عند الفجر ألمحها وفـي زخـارف ثوب عند مشجبها أمـي نـشيدي، وأمي نبض قافيتي أقـول: غابت، ستأتي مثلما وعدت أمي! أتيتُ، أليس –اليوم- موعدنا | خبرُولا حـبـيب على الأشواق ينتظرُ سـهـد، ولـوَّحَ في أحداقها السهرُ لـثـم البراعيم ظمأى شاقها المطرُ ولـم يـزل فـيـه من أشواقنا أثرُ ولـم يـزل قـلـبه للحزن ينفطرُ وتـستثير الجوى في روحي الذِّكَرُ فـي كـل أشـيـائها تبدو وتستترُ فـي الياسمين، وفي الحناء يزدهرُ بـزهـرها الأبيض الفواح ينتشرُ وهـاتـفٍ صامت يصغي، وينتظرُ فـصوت إبريقها يصحو كما الفجرُ وفـي رفـوف أوان زانها الصورُ يـضـمها الشوق في قلبي فيستعرُ كـم ذا تـغـيب إذن؟ إني لمنتظرُ أم أن مـوعـدنا – يا أمي- الحشرُ |