هل أنت أوّل فتنة في الأرض؟

هل أنت أوّل فتنة في الأرض؟

د.حسن الأمراني

[email protected]

لا والـذي اتّـخـذَ الـخليلَ iiخليلا
وأحَـبَّ أحْـمَـدَ واصطفاه بمُحْكَمِِ
لـوْ جـاءت الـدُّنـيـا إلـيّ ذليلةً
لصرَفْتُ وجْهي عن زخارفِ وجْهها:
إنّـي أضـنّ بوصف حُسْنك iiللورى
مـا ضـرّ إن قـالوا: بخيلٌ ii مقتر
طـوّفـتُ فـي شَرْق البلاد وغرْبها
حـتّـى تـجلّى نورُ وجْهَك iiساطعاً
لـمّـا رقـيْـتِ القلبَ أشرقَ iiنوره
عـراّف نـجـدٍ والـيـمامة iiأبلسا
هل أنت أوّل فتْنةٍ في الأرْضِ؟ ii بلْ
يـا فـتـنتي الأولى، لَسَجْدةُ iiعاشِقٍ
يـا فـتـنـتي الأولى، وحبُّكِ سُنّةٌ
هـل أنـتِ عـائشةٌ بنى الخَيّامُ iiمنْ
أمْ أنـتِ طـيـفُ خـديجةٍ iiمتَبتّلا
نَـام الـخـليّ وأنتِ عيْنٌ لمْ ii تزَلْ
قـد كـنـتِ فـي شرْعِ المَحبّةِ iiبرّةً
وأرى جـمـالـكِ لا يزولُ إذا غدا
مـا كـان سـلـطانُ الجمالِ iiمُخلّداً
تَـفْدي عذارى النّيلِ حُسْنَكِ iiطاهِراً
مـا كـنـتُ أحْسبني سأُسْقَى iiعنْدَهُ
وأتـى بـيـانُـكِ كالضّياءِ iiرسالةً
"يـا شـاعري، إنّ الجَمالَ هو التّقَى
طـلـعتْ عليكَ الشّمسُ مونقة iiالسّنا
لا تـطـلـبِ الـنّجْم البعيدَ iiجهالةً
لـولاكِ سـيّـدتـي، ولـستُ iiبآثِمٍ،
سـارتْ سـفـيـنَتُنا ورُبّانُ iiالهوى
ويـقولُ: "حَسْبي بعد طولِ iiتشرّدي
قـالـتْ دوالي العمْرِ: ويْحَكَ قدْ دنا
فـسكبْتُ في سمْعِ الحبيبِ iiوصيّتي:
والـمـوعـد الـرّحْمنُ، ينزلنا iiمعاً






























وتـنـزّلَ الـتّـوراة ii والإنـجيلا
قـد فُـصِّـلـتْ آيـاته ii تفصيلا
وأتـتْ مـحـاسُـنُـها إليّ ii قبيلا
أنـا لـسـتُ أبغي عن هواكِ iiبديلا
وأضـنّ بـاسـمِكِ أن يُرى مبذولا
إن كـان قـلْـبـي بالنّفيس iiبخيلا
فـوجـدْتُ أرضَ الـعاشقِينَ ii بَتولا
وغـدا إلـى الـظّـلّ الكريمِ ii دليلا
فـمـضـى يُـسـبّحُ بكرةً وأصيلا
مـذ صـار نـجـمك لي أنا iiإكليلا
أنـتْ الـطّـهـارة نُـزّلتْ iiتَنزيلا
لـمـسَـتْـه نـاُر الشّوقِ أقْوَمُ iiقيلا
لا تـعـرفُ الـتّـبديلَ iiوالتّحويلا
أشْـواقِـهـا عَرْشَ الهوى مأهولا؟
لـيْـلاً؟ ألا مَـا أرْوعَ iiالـتّـبتيلا
يـقْـظَـى تُـنَـاجي رَبَّها iiالمأمولا
ونـبـيـلـةً، لِـمَ لا أكونُ iiنبيلا؟
حُـسْـنُ امْـرِئٍ بعْد الرّواءِ iiمحيلا
إلا إذا كـانَ الـتّـقَـى إكْـلـيلا
وأنـا فَـدَيْـتُ عـلـى جداه iiالنّيلا
قَـبْـل الـرّحـيلِ شرابيَ المعْسولا
تُـلِـيتْ على قلْبي، وطابَ iiرسُولا:
فـاحرصْ، فديتُكَ، أنْ تكونَ iiجميلا"
أنْـداؤهـا نـشَـرَتْ عـليكَ iiذيولا
"طـلَـعَ الـصّـبَاحُ فأطفأ القنديلا"
لـم يـألُ ركْـبـي ضـائعاً ضِلّيلا
يـسـتـعْـذبُ الـتّكْبير iiوالتّهْليلا
أنّـي اتـخَـذْتُ مَع الرّسولِ iiسبيلا"
زمـنُ القطافِ، أما خشيتَ iiرحيلا؟
أنـا إن رحَـلْـتُ فلنْ أغيبَ طَويلا
مـنْ فـضـلـه ظلا يطيبُ ii ظليلا