القشة والسيل

القشة والسيل

شعر: خالد فوزي عبده

قـالـت الـقـشة للسيل ، وقد أرغى وأزبد
وتـرامـى يمحق الأرض ، وبالهول iiتوعد
لـم أزل يـا سـيل في أحضان موج iiأتأوَّدْ
لـم يـزل لـي حضنك الهادر صدراً أتوسدْ
لـم تـنـل مـنـي ، فضعفي قوة لا iiتتبدد
كـلـمـا ناديتني يا سيل للأعماق ، iiأصعد
مـا دعـتـني همة قعساء ، أو نخوة iiأصيَدْ
إنـمـا خـفـة رعـديـد ، تـناءى iiفتنهد
إن لـي مـن ذلـو الـنـفـس حياة iiتتجدد
ما عناني الهون والعجز ، ولا الروح المصفد
لـي طـريـق واحـد لـلفوز مأمون iiممهد
أن أطـيـع الـطاعة العمياء ، لا أن iiأتردد
لـيـس لي أن أعصي التيار، أو أن iiأتمرد
لـيس لي أن أملك الأمر، ولا الدرب iiالمحددْ
غـايـتـي أن أركب التيار كالأعمى iiالمقيّد
لـيس يعنيني إلى أين ، إذا ما شئت ، iiأبعدْ
لا أبـالـي أن أسـأم الضيم ، أو أن iiأتشرد
* * ii*
لـي عـظات منك يا سيل ، وما كانت iiلتنفدْ
ودروس صـارمـات لـم تكن تنسى لتجحد
كـم تـهـاوى فـوق أمواجك دَوْحٌ ، فتقدد
لـم يـعد ينجيه بأس الجذع من حتف iiمؤكد
مـا درى أنـك أعـتى منه يا سيل ، iiوأعند
ولـكـم خـرّ على الأمواج صوان ، iiفأرعدْ
إذ طـواه لـجُّ غَـوْرٍ فـتـلاشـى iiوتـبلّد
مـا درى أنـك يـا سيل من الصّوان iiأصلد
* * ii*
وتـمطى السيل مختلاً ، من التيه ، iiوعربدْ
وانـبـرى يسخر من خرقاء ، باتت iiتتودد
لـك مـا تـهـويـن يا قشة ، من ذلٍّ مؤبّد
فـانـعـمي بالأمن والراحة ، والنوم iiالمخلد
لا تـخـافـي ، إنما الموت لصنديد iiوأمجد
وهـو لـلـمـغوار قد خاض لظاه ، iiفتجلد
لا تـخـافـي أن طول الصبر للعاجز iiيحمد
مـا رجاء المقلة العمياء من كحل ومِرْوَدْ ii!
إن لـلـخـانـع والـخاضع ، ما كان تعوّد
حـسبه أن يغنم العيش ، مع الذل ، ليسعد ii!