القشة والسيل
05تشرين22005
خالد فوزي عبده
القشة والسيل
شعر: خالد فوزي عبده
قـالـت الـقـشة للسيل ، وقد أرغى وأزبد وتـرامـى يمحق الأرض ، وبالهول توعد لـم أزل يـا سـيل في أحضان موج أتأوَّدْ لـم يـزل لـي حضنك الهادر صدراً أتوسدْ لـم تـنـل مـنـي ، فضعفي قوة لا تتبدد كـلـمـا ناديتني يا سيل للأعماق ، أصعد مـا دعـتـني همة قعساء ، أو نخوة أصيَدْ إنـمـا خـفـة رعـديـد ، تـناءى فتنهد إن لـي مـن ذلـو الـنـفـس حياة تتجدد ما عناني الهون والعجز ، ولا الروح المصفد لـي طـريـق واحـد لـلفوز مأمون ممهد أن أطـيـع الـطاعة العمياء ، لا أن أتردد لـيـس لي أن أعصي التيار، أو أن أتمرد لـيس لي أن أملك الأمر، ولا الدرب المحددْ غـايـتـي أن أركب التيار كالأعمى المقيّد لـيس يعنيني إلى أين ، إذا ما شئت ، أبعدْ لا أبـالـي أن أسـأم الضيم ، أو أن أتشرد * * * لـي عـظات منك يا سيل ، وما كانت لتنفدْ ودروس صـارمـات لـم تكن تنسى لتجحد كـم تـهـاوى فـوق أمواجك دَوْحٌ ، فتقدد لـم يـعد ينجيه بأس الجذع من حتف مؤكد مـا درى أنـك أعـتى منه يا سيل ، وأعند ولـكـم خـرّ على الأمواج صوان ، فأرعدْ إذ طـواه لـجُّ غَـوْرٍ فـتـلاشـى وتـبلّد مـا درى أنـك يـا سيل من الصّوان أصلد * * * وتـمطى السيل مختلاً ، من التيه ، وعربدْ وانـبـرى يسخر من خرقاء ، باتت تتودد لـك مـا تـهـويـن يا قشة ، من ذلٍّ مؤبّد فـانـعـمي بالأمن والراحة ، والنوم المخلد لا تـخـافـي ، إنما الموت لصنديد وأمجد وهـو لـلـمـغوار قد خاض لظاه ، فتجلد لا تـخـافـي أن طول الصبر للعاجز يحمد مـا رجاء المقلة العمياء من كحل ومِرْوَدْ ! إن لـلـخـانـع والـخاضع ، ما كان تعوّد حـسبه أن يغنم العيش ، مع الذل ، ليسعد ! |