أخبرْ أبا تمام عنا

حسن محمد نجيب صهيوني

[email protected]

أخـبِـرْ أبـا تـمـام أنّ iiسيوفَنا
فالصمتُ  أفصحُ بالحديثِ iiحُجاجةً
فاستسرق الرؤيا على جَدثٍ iiعَسى
أيـن الـقِـوامة بالكلام إذا iiانْفنى
خَـنِـعُ  الـمُطَأطَأِ للعِدا iiويجوسه
هل، يا تُرى، هو ذاك من نأملْ iiبه
فـاستسرِق  الرؤيا وقلْ ماذا iiتَرى
يـا ابـن القفارِ البِيدِ مسكنُه iiالذي
اسـمـعْ  أبـا تـمام في قولٍ iiله
نـحـنُ  الأوائلُ قد فخُرْنا iiماضياً
كـم قـد نَـهَـدنا للبطولةِ iiشُرَّعاً
بـالأمـسِ  تحترقُ القلوبُ iiمهابةً
والـيـومَ تـطرحُكم مذلةُ iiخاضعٍ
والـيـوم  يأسركم ببطشِ iiطُغاتكم
فَـصَـهٍ  أبا تمامَ، حسبُك لن iiتجدْ
هـل  خِـلـتَ إنا قد نَهَدْنا iiساكناً
إنـا نِـيـامٌ، يـا أُخَيَّ، ألَمْ iiترَ؟؟
أوَمـا  سـمعتَ شخيرَنا مَلأَ iiالدُّنا
أيـنَ  الأوائـلُ إذ أنـاديهم iiسدىً
أيـنَ  الـمـهَلهَلُ عن تَشَرْذمِ iiأمةٍ
أيـن الـعـنـاتيرُ الذين تحجَّروا
كـيـف  الـزمانُ بلحظةٍ iiيقتاتُهم
قـلْ  يـا أبـا تمامَ ما تبغي، iiفلنْ
عـنـدي من الحزنِ الأليم iiمساحةٌ
يـا  أمـةً سِـيسَتْ على iiأقراحها
كـم  صانها التأريخ في iiأَزْمانِها!!
حـتـى  إذا انبلجَ الصباحُ iiبِشدوه
فَـقْنا على هَوْل المصابِ، iiفَحَبْونا
نـحـن  الذين أضَعْنا تاريخاً iiحفا
نـحـن  الطغاةُ، ومن سوانا، iiإننا
وثـبـوا على التحريفِ لا أمٌ iiلهم
حـتى اشتروا بِدَعاً لمفهوم (الخَنَا)
وحـشـوا  بملئِ عقولنا iiقاموسَهم
مـا  ذاك خَـنْـعٌ إنْ وُطِئنا iiهامةً
هـو ذاك مفهوم (السلامِ) وليس ذا
هـو ذاك مـن نَـعْماءٍ قومِ، iiإنهم
هـو ذاك (تـحريرٌ) فليس iiيشوبه
إنـي  بَـراءٌ مـنكمو، من iiفِعلكم
ولَـسَـوفَ  أعلنُ للضمير iiفِعالَكم






































صَـدَأتْ على أغمادها من iiمِعْطَبِ
مـن كل أعطابِ السيوف iiالعُطَّبِ
تـلك  الرؤى تُنبيك هولَ iiالمَكْرَب
كـلُّ  الـكـلامِ بِفيهِ خِبٍّ iiأجرَب
تِـيـهٌ  الـمُتاهِ بمَشْرِقٍ iiوبمغرِب
لا،  والـذي خلق الضياءِ iiالمُتْرِب
من لي سوى رؤياك، قلْ لا iiتَرْتبِ
عـافتْ بمسكنِه الضباعُ، فيا iiغَبي
أَفـديـه فيه الصدقَ أُمِّي أو iiأبي:
مـجـداً يطارحُ مَجتَباً من iiمُجتَبِ
كلَّ السيوفِ بُغاةَ بأسِ iiالمَضرِب!!
مـنَّـا بِـعِـزِّةِ كـفِِّـنا iiالمُتَلهِّب
ويـعـيـثُ  فيكم كلُّ خَنْعٍ iiمُتعِب
كـلُّ  البلا من هَوْلِ غولٍ iiمرعِب
مـن مَـسـمَعٍ فينا، ومِن iiمُتَأهَّب
مـما  أفضَّتْ من الحديثِ iiالمُعتِب
مـن  نومِنا موتَ الضميرِ المُنعِب
مِـلءَ  الخُوارِ بثَغْرِ عِجْلٍ iiمُزرِب
هـلاّ اسـتـفاقوا للندا من مَطلَبي
طَرِبتْ  على الأحلام كل iiالمَطرَب
في  غَوْرِ طَيَّات الزمانِ iiالمُخضَب
لـيعيشَ  مصلوباَ بحال iiأصعَب؟!
يـنـدى  لكَ الدمعُ القبيعُ iiبمَهدبي
مـا قـد يـفجرُ مِلءِ نجمٍ iiأشهبِ
فِتنُ الدجى من بُؤسِ ذات المَحرَب
ولَـكَـمْ تفاخرَ في رُباها iiمَنقَبي!!
وانْـداحَ مـنه ضياؤه في iiمَسربي
كـان المُصابُ نَحيرَنا في iiالمَنكِب
بـالـمـكرِمات، بكلِ حرِّ أو iiأبِيّْ
قـومٌ صـيـامُ الحقِ في iiالمُتوثَّب
بُـغْـيَ  اشـتـقاقِ دلالةٍ للمأرَب
مـن  كـل إجـحافٍ وكلِّ iiتشبُّب
فـخُذوا بما قالوا ضِعافُ iiالمَنكِب:
أو  ذاك ذلٌّ مـن بُـؤَاسٍ iiمُرهِب
مـفـهـومُ (محتَلٍّ) بلَغْوِ iiالأجدب
سـبحانَهم  مِلءَ (السلامِ) iiالمُجلََب
عـيـبُ الذي قد صاغَ كلَّ iiمُعَيَّب
يـا  قومُ قد كَبحُوا جِماح iiالمَركَب
إنْ  كـان قد بقي الضميرُ بمَذهَبي