تحت غيم الرحيل

صلاح أحمد عليوة

مصر/ هونج كونج

[email protected]

في هذه اللحظات

تورق سروةٌ

في الذكرياتِ

و يعبرُ الغيمُ القديمُ

على شوارع بلدتي

و تطل في الشرفاتِ أزهارٌ

روتها من مضت

لقوارب النسيانِ

في صمت المساءْ

في هذه اللحظات

يعبر صوتها

فوق التلالِ

و أستعيد لقاءنا

و التوتُ فوق شوارعِ الأمسِ

الحزينة ..

ترتمي أوراقه الصفراءُ

فوق خطى الشتاءْ

عامان مرا

لم يهاجر وجهُها

عن خاطري

عامان .. لم أمض وحيدا

دونها

عامان .. لم أرجعْ

إلى عتبات بيتي

دون أن ألقي السلامَ

على رسائلها

و تعصف بي تفاصيل اللقاء   

في هذه اللحظات

يسطع طيفها

و تضئُ كالأقمار بسمتها

و أسقط في اشتياقي

كاملاً

و أسير

نحو معابر الليل البعيدةِ

تحت ألويةِ الرجاءْ

في هذه اللحظات

يخذلني كلامي كله

و أطل عبر ستائر الأحزان

نحو بريق لفتتها

و رجفة كفها

و غمامة الألم الكبيرة

تطرحُ الليل

على وجه السماءْ

في هذه اللحظات

تؤلمني

عذوبة همسها 

و كلامها و شرودها    

و حفيف ضحكتها 

خيولٌ في الصدى

و رنين خطوتها

سهولٌ من غناءْ 

في هذه اللحظات

يجرفني حنيني

ثم أعبر صمت شارعها

خيالاَ بائسا

و أجوب أيامي

لألمح وجهها

و أدورُ

في الأركان

و الأزمانِ

أطيافَ نداءْ