غَضَبَة الشام

غَضَبَة الشام

عابد الجسري

وقـفـتُ عـندَ روابيْ الشامِ iiأبتهلْ
وردَّ  لـي بـردَى ذِكـرى iiتؤرقني
لـيْ فـيكَ يا وطني شِعر تفيضُ به
حَـتّـام  أحـيا على ذكراك iiمُتنقلاً
أنـا الـغريبُ ولي قلبٌ يذوبُ أسىً
شهباءُ أرسلتُ بعض الشوقِ في iiقُبلٍ
ويـا حَـماة –حماك الله- بي iiشَغَفٌ
قُـل لـلـدّعـيِّ وقد بانت iiمزاعمهُ
زيـنُ الـشباب شبابٌ في iiمعاركهم
يا  ويح قلبي بُغاثُ الأرض يُمطرهم
ألـف  يذوقون كأس الموتِ iiمُترعة
سلْ سجن (تدمر) عن أشبال iiمجزرةٍ
هـذي الأكُفُّ على البيداء قد iiنُثرت
وتـلـك  أقدامهم –والله- ما iiانتقلت
أمـا  الـجـبـاهُ فلم تسجد iiلطاغيةٍ
ومـا شكا الرمل في البيداءِ من iiظمأ
قـد  كـفّـنـوهـم بأثوابٍ iiممزقةٍ
ومـا بـهـم حاجةٌ للغسل لو iiفَقهوا
أفـديك  يا مُقلاً من أرضنا iiاكتحلت
فـالشامُ شقّت ثياب الليل iiوانتفضتْ



















ولاعِـج الشوقِ في الأحشاءِ iiيشتعل
فـهَـزنـي الوجدُ وابتلت له iiالمُقل
روح المشوق وإن ضاقت بها iiالسُبُل
فـي كـل دارٍ، وزادي الهمُّ iiوالعِلل
ذوب الـمُـحب لأحباب له iiارتحلوا
مـع  الـنـسـيم، وشوقي كلُّه قُبَلُ
لـلـضـفتين،  وقلبي بالهوى iiثَمل
لا  يُـنجب الشَهْمَ إلا الفارسُ iiالبطل
تسمو الرجولةُ، هل كل الورى رَجُل
مـن  حِـقده حُمماً يَهوي لها iiالجبل
بالحقدِ  غدراً، وهم في القيد قد iiقُتلوا
فـالـسجن –والله- لا سجّانه iiخَجل
غـدراً،  وكـان لها في نَفعها iiشُغُل
إلا  لـخـيـر، فـمـا للشر iiتنتعل
أفـدي  جـباهاتٍ لباريها بها iiوجَل
لـكـن دم الـحُرّ في أعراقه iiعَسَل
مصبوغةٍ،  خَجلت في زَهوها الحُلل
فـإنـهـم بـالدما والدمع قد غُسلوا
كـنـا  نـودّ بـيوم النصر iiتكتحل
مـزهـوةً  بـقـدوم الفجر، iiتحتفل