مات الأهالي في الزيارة
أشرف محمد
ذهب الأهالي لزيارة أبنائهم الذين يدرسون في معهدٍ للجيش في التل الكبير قرب الاسماعيلية، ثم صدر بيان الجيش أن تسعةً منهم ماتوا بسبب التدافع و الزحام على بوابة المعهد ، رغم أن المعهد و بوابته و كلَّ مداخله في منطقة عسكرية في صحراء واسعة في حوزة الجيش و تأمينه و إدارته ، و البعض قالوا إنه تصادَف وجودُ مسئولٍ كبير فتوجَّه إليه الأهالي ليطلبوا منه تيسير و تكثير عدد الزيارات فضربهم الحرس بالرصاص
مات الأهالي في الزيارة دون توجيه اتهام
الجيش قال أَمَاتَهم فرطُ التدافعِ و الزِّحام
هل يعجز الضباط عن ضبط الزيارة في نظام
و عن استضافة زائرٍ يأتي بيسرٍ و احترام
و الأمَّهاتُ أتين في شوقٍ لأبناءٍ كرام
هم يدرسون و في انتظارٍ للشهادة و الوسام
و الأمَّهاتُ وقفن في شوقٍ بوَجْدٍ و اهتمام
يرقُبن مقدِمَ فلذةِ الأكباد و الابن الهُمام
طال الغيابُ كأنهم لم يلتقوا من قُرْبِ عام
سالت دماءٌ في الرمال شَكَتْ إلى ربّ الأنام
و البعض قال روايةً أدعى لتصديق الكلام
إذ كان ثمَّة زائرٌ في الجيش مرفوعُ المقام
فأتى الأهالي يطلبون لديه تخفيف المَهَام
فإذا بحُراس الوزير يُصَوِّبون بلا لجام
و يوجهون رَصَاصهم نحو الأهالي للصدام
قتلوا الرجال مع النساء من الأهالي و العوام
و أتى البيان بأنهم ماتوا لأسباب الزحام
يا جيش مصرَ الانقلابُ يريدُ فينا الانقسام
أعداؤكم ليسوا بليبيا أو بسيناء الكرام
ليسوا بمن ملأوا ميادين التظاهر في سلام
ليسوا بغزةَ أو حماسَ أبت بِعِزٍّ أن تُضَام
أعداؤكم أعداؤنا من دنَّسوا الأقصى الحرام
فهمُ اليهود الغاصبون همُ الصهاينةُ اللئام
فرِّقْ تَسُدْ بَرَعوا بها فبها الوقيعةُ و الخصام
و الانقلابُ يُطيعهم فهمو الصديقُ و لا يُلام
يا جيشَ مصرَ ألا احذروا من شرِّ أحداثٍ جسام
عودوا إلى إيمانكم فبه النجاةُ و الاعتصام