قرة العين
12آذار2005
د.حسن هويدي
شعر: د.حسن هويدي
يـا قـرةَ العين روحي أنت لم وأنـت آسـى فـؤادي المستهام وكم وأنـت أغلى من الروح العزيزة إن وأنـت عـزّي وعـزّ الخلق قاطبة أشـربـتُ حـبَّك يا نور الوجود فيا يـا مـالـكـي وزمام الحب في يده مـلـكـتَ روحيَ حباً حين عاودني أنـت الضياء لعيني منذ أن افطرتْ يـا نـور عـيـني زدني منك نائلة وكـيـف لا يقبل الموهوب من كرم مـن كـامـلٍ لا يُرى نقص بشيمته * * * يـا خـير من صانه المولى وأكرمه وخـيـر مـن ربّـه أولـى عنايته وخـير من قام في جوف الدجى كلفاً لـه الـقـنـوت تلا فيه الطوال إلى مـسـبـحـاً في ركوع جلَّ مظهره سـيّـان عـنـد حـبيب الله طاعته وخـيـر مـن ثـغـره يفترُّ مبتسماً روحـي الـفـداء لـثغرٍ من تبسّمه مـن فيْض رضوانه والجود ما فتئت وجـلَّ مـيـزان عدلٍ لا يحيف به لا يـشـبه البحر جوداً أنت صاحبه فـالـبـحـر في المدِّ محدودٌ بساحله لـكـن جـودك لا حـدٌ ولا أجـلٌ * * * يـا خير من في الوغى لاذ الكماة به فـفـي حُـنيْن وقد ولَّى الخميس بدا مـنـاديـاً: إنـنـي أنـا النبيُّ ولم ويـوم بـدرٍ جـلا بـالمعجزات لنا أدال دولـة كـسـرى ثـم قـيصرهُ وشـيَّـدت يـده الـبيضاء حين دعا كـذلـك الـنـصـر ترويه لنا أحدٌ أراهـم الله مـا رامـوا فما خسروا نـصـر لـه ولـهـم إبّـان طاعتِهِ فـي خيبر ثم في الأحزاب ما عرفتْ إن كـنـت تـعـرفـه إسماً وتجهلُه تـوراة مـوسـى وإنجيل المسيح به * * * يـا سـيـد الـخلق يا باب الإله ويا نـور الـهدى وطريق الحق واضحة أنـت الشفيع غداً في موقف خشعت كـلٌ يـقـول (كذا ذنبي) وليس لها فـقـلـتَ فـي ثـقة (أنا لها) قَدَراً سـجـدتَ لـله تحت العرش مبتهلاً فـانـجـاب غيهبها، وانزاح حندسها عـزتْ مـطية صدْق أنت صاحبها حـبٌ وقـربٌ وإدْلال لـه اجتمعت خـتـم الـنبوة في جاه الشفاعة في سـبحان من جمع الفضلين في بشر مـن كـل حـضرة عزّ نال منفرداً * * * سـريـتَ نوراً من البيت الحرام إلى وأشـرق الـنـور قوساً يُستضاء به فـالـلـيـل مـعتكرٌ والنور منتشر ثـم ارتـقيت إلى السبع الطباق إلى (مـن سـورة المنتهى قد نلتَ منزلة وصـرتَ بـيـن التدلّي والدنوّ إلى رأيـت آيـاتـه الـكـبرى معاينةً هـذا الـثـبـات فَمُجدْ فيه صاحبه واشـفِ الـغليل فحرُّ الشوق أظمأني رحـماك هيا أروِ لي من مدحه دُرراً زدنـي وزدنـي فـإني مغرم وعسى وأرو قـلـبـي وعـدّد من محاسنه هل تنتهي، أحسب المدح انتهى ولكم وكـيـف يـدركـه من دون دولته فـاق الـورى هل ترى فيهم مماثله فـكان في حُسنه شمس الأنام ضحى وكـان أكـرمـهـم فـي طبعه خُلقاً وهـل عـلـمـت مـثيلاً للنبي فما حـتى إذا خطرت في النفس خاطرة أسـتـغفر الله هل في الخلق من أحد فـأيـن مـن يُـعـطى الكمالَ ذُرىً تـسـنَّـمَ الذروة العظمى وليس لها مـقـامـه كـان محموداً فأين تُرى * * * أكـرم بـقـدر عـظيم في العُلا عَلَم لـمـا تـقـلَّـدهـا زادت به شرفاً لـم يـدنُ من ساحها قبل النبي فتى لـكـنـها حين ضاءت شمس طلعته قـد شـاهـدتْ فـوق الـظنون سناً فـبادرت نحو عرش الحسن في ثقة يا غاية الروح روحي في هواك فدىً يـا زيـنة الدهر لولاك الحياة سدىً يـا بـهجة العُمر لولاك الحياة دجَى يـا معدن الخير يا شمس الوجود ويا يـا مـنبت العز يا أصل الفخار ويا يـا سـيـد الـحـلم جلَّت فيك حُلتُه يـا رحـمـة أرسـلتْ للعالمين بها يـا صـفـوة الله من كل العباد ومَنْ أرادك الله كـي تـهـدي العباد إلى وأنـزل الـوحـيَ حُـبـاً لا يُعذبهم * * * تـاج الـنـبيين، ختم المرسلين إما مـشـكـاة نور الهدى، فالعارفون به رقَّـت زجـاجـته حتى صفتْ وبدا وقـوده مـن سـنـا زيـتون قدرته نـورٌ عـلـى نـورٍ الرحمن أبدعه فـي خـيـر صورة الرحمن صوَّره فـعـن شـريـعـتـه لا تتخذ بدلاً وكـن كـصـاحب ليلى عاشقاً كلفاً ولا تـكـن عـاشقاً عِشق اللسان فذا فإن وصلت إلى رَبْع الحبيب ضحىً فـبـتْ هـنـاك قرير العين مغتبطاً * * * يـا واحد الحُسْن في الدنيا وأجمل مَن قـد حـاز يوسف سَطراً ضارباً مثلاً فـأنـت مـعـدنـه لـلخلق قاطبة والحَسْن قدماً سرى في طيب عنصره يـا صاحب الفضل بعد الله يا سيدي إن الـخـضـوع لمخلوق به حرجٌ يـدنـو الـخضوع لمخلوق بصاحبه طـار الـمـحبّون قِدماً بالخضوع له هـذا أبـو بـكـرٍ الصديق صاحبه إمـام مـعـرفـة جـلَّـت ومرحمة الـقـامـع الـردِّة الحامي لشرعته ومـنـهـمُ عـمـرٌ لهفي على عمرٍ وشـيـد الـمـجـد عنواناً تسير به لـو كـان بعد النبي المصطفى رُسُلٌ ومـنـهـمُ الصهر ذو النون منتدبٌ هـو الـحـيـيُّ فتى القرآن جامعه الـراشـد الـصابر الراضي بمحنته ومـنـهمُ المرتضى المحبوب قدوتنا لـيـث الـوغى سيد الأقران حيدرة حِـبّ الـرسـول بـه قـلبي تعلُّقُه ومـنـهـمُ الـحسن السبط الإمام به حـمـى بـه الله ديـناً أن تعيث به فـالـشـمل مجتمع والجرح مندمل ومـنهمُ معلن الحرب الضروس على هـو الـحُسين سليل الطُّهر واحَزَني ريـحـانـتـاه مـن الزهراء فاطمة هـي الـتـقـيـة فـاقت كل عابدة هـي الـمـصون حبيب الله بضعته الـصـادق الـطاهر الأم البتول لمن مَـن مـثـلُـهـا، مـن مثلها ولداً كـريمة الأصل والفرع انتهت شرفاً تـوسـطـت طرفي عقد الفخار فلم فـأول الـعـقـد خير الخلق قاطبة ذريـة بـعـضها من بعضٍ اتصلت مـا مـثـل فـاطمة بين النساء ولا لـهـا قـطـعتُ وللآل العهود على * * * أُولاء قـوم سـمتْ في الدهر أنجمهم هـم الـكـرام بـه الرحمن أكرمهم كـل الـصحابة نالوا فضل صحبته مـن كـل أروع صـنـديد وشيمته الـحـسـنـيـان لهم إما الشهادة أو هـيـهـات إن أقبلوا والحرب دائرة هـم الأفـاضـل لا يَـشقى بنقصهمُ سـل عن وقائعهم جلّت وقد ظهرت * * * يـا سـيـد الحنفا، يا موئل الضعفا فـازتْ بِكَ النفس فوزاً أنت مصدره قـد أنـصفت حين جادت بالحياة فما نـالـت سـعـادتها في بذل مهجتها فـلـن يـفوز بوصل غير متبع الـ طاب الوصول فهان الجهد إذ وصلتْ عـزَّ الـحـبيب فقل عزتْ وسيلته صيغت من الحسن والإحسان فاكتملت طيبٌ من الروح والريحان قد عبقت * * * حـبـانـي الله بـالفضل العظيم وما حـب النبي أبي الزهراء أفضلِ من حـب الأمـيـن رسول الله أكرم من مـحـمـد نـعـمـة لا تنقضي أبداً مـحـمـد حـبُّـه يا صاح شرعتنا مـحـمـد صـاحب الإحسان مبتدئاً مـحـمـد حـبُّـه لا وصف يحرزه فـمـا ألـذَّ ومـا أغـلـى مـحبته مـحـمـد طـربـاه اسمٌ به طربٌ مـحـمد إن سمعت الاسم صلِّ على فـإنْ سـمـعتَ فحال الوجد صادقة عـلى الحضيض من النعلين منبسطاً واجـعـل هواك أخي حباً سَعدتَ به خـيـر الـطـريـق وأحلاه وأكمله وجـدِّد الـعـزم في حب النبي كما أعـظـم بـحب سما بالعاشقين إلى بـانـوا صـعوداً وعين الله تكلؤهم حـتـى اطمأنوا سجوداً والسجودُ له فـاز الـمجدون والفرق العظيم غداً * * * عـمَّ الـورى نـوره كالشمس يرسله فـكـلـهـم دخـلـوا بالفضل جنته وأحـيـت الأمـة الـغـراء دعوته تـفـردتْ بـالـعلا والفرقُ أعظمه وأشـرقـت شـرعـة الإسلام مُعلنةً * * * يـا مـلـجـأ العاجز الملهوف حيَّره أنـت الـرؤوف بنا بل والشفيع لنا وأنـت مـدرار فـضـل جلَّ وابلُهُ وأنـت عـنـوان مجد الخافقين بدتْ وأنـت مـصـباح سعد العالمين ألا فـكـيـف لا تـستبي قلبي محبتكم ومـا أرى فـيَّ مـن قـدْر يليق به وحـيـن قلتُ لكم (يا نور عينيُ) قد إنـي أنـزّه حـبـي عـن محادثتي حـتـى ضـننتُ على عيني برؤيته مـالـي عجزتُ عن التعبير يا أملي لـكـنـه الـحب أمهلني ودع عجباً * * * أصـبّـر الـنـفس دأبى للقاء وهل كـمُـرضـع عـلَّلت طفلاً لها سَغباً فـالنفس في قلق، والروح في طلب لـولا الـهوى لم أقل أين اللقا ومتى ولـم أطـل في ميادين القريض ولم فـإن قـدْرك يـا أسمى الوجود علا وقـد أتـيـتُ بذي الأبيات أعرضها أمـشـي الهوينا على يا ليتها وعسى هـذا لـسـانُ الهوى بالشِعر منطلق أكـاد أذهـلُ عـنـي حـين أذكره فـإن تـحـمـلتُ فالرضوان أرقبهُ * * * جـلَّ الـمـهيمنُ ربُّ العرش منفرداً أحـيـا الـمديح فؤادي، كيف رؤيتُه * * * إنـي أويـتُ إلـى بـاب الإلـه به فـارحـم فـداؤك نـفسي حائراً قلقاً وخـذ حـنـانك روحي من مواطنها خـذهـا وبـين يديْ جود ومرحمة وأبـقـهـا خـادمـاً طوعاً لكم أبداً * * * هـذا هـو الحب، ليس الحب غانية هـذا هـو الـحب يُفني فيه مهجته (وكـيـف تـكتم حباً بعدما شهدت) جُـنَّ الـفـؤاد جنون الشوق حُقَّ له وكـيـف يرجو مضاع القلب متكلاً يـا رب رحماك، عزَّ الصبر يا ثقتي يـا رب جـودَك كي أحظى برؤيته يـا رب كـل رجـائي فيك تجعلني وصَـلِّ ربي على المختار أفضل مَن والآل والصحب أهل المكرمات ومَن مـا أشرقت وجرت شمس النهار وما وأسفرت في الهدى شمس البهاء وعن | تَزَلِوفـيـك طيبُ المنى والفوز شـفـا هـواك بـإذن الله مـن عللِ تـغـالـت الـناس بالأموال والإبل يـا رأس كل كمال في الوجود جُلي فوزي ويا خُسر قلبٍ من هواك خلي حـاز الـسـعادةَ قلبٌ من هواك ملى وحـلَّ قـلبي شروق النور في الحِلل فـمـنك أشرق نور الحق في المُقل فـرأس مالي غداً ما منك يوهب لي مـن مـكـرمٍ رفـده سيل من النَفَل والـنـفس قد برئت أصلاً من العلل * * * فـخـطّـه وافـرٌ سـامٍ على القُلل حـتـى تـنـزَّه عـن ندٍّ وعن مَثَل يـمـجّـد الـواحد الأعلى بلا مَلَل أن أعـلـن الليل بالإصباح لم يزل وفـي الـسـجود مطيلاً غير منفتل إن طـال لـيـلٌ له أو كان لم يطل لـمـغـضَـبٍ جاء في أمر له جَلَل كـل الـوجـود ضياء والهناء جَلي قـلـوب أحـبـابه في نشوة الثَمل حـاشاه حال الرضا والغيظ من زلل ولا الـسـحاب همى بالوابل الهَطِل والـغيث في الهطل ممدودٌ إلى أجل كـالـطرف نحو السما يرتدّ في كلل * * * مـن هـولـهـا ولهيب شبَّ مشتعل فـي بـأسـه ثابت الأركان كالجبل يَـفُـلَّ مـن عزمه الفولاذ في الأسل نـصـراً أدال لـنـا الدنيا ولم يَدُل واجـتـثَّ شرك الألى قدماً ولم يُزل مـجـداً لـنا معشر الإسلام لم يُطل حـيـث الأشـاوش قد فازوا بمقتتل إلا بـغـفـلـتهم في ورطة الخطَل وخُـصَّ بـالنصر منهم ساعة الغَفَل عـنـه الوقائع غير النصر لا الفشل قـدْراً فـسـلْ كـتباً قد مَجَّدَتْهُ سَلِ قـد بَـشَّـرا بـثـنـاء جاء مُتصلِ * * * سـبـيـلَه المفردَ المقبولَ في السبل مـحـجّـة لـيلها كالقبح حين جَلى فـيـه الـهداة أولو عزم من الرسل إلا الـحـبـيـب إمام الرسل والمِلل فـكـنتَ نور الهدى في ظُلمة الوجل بـفـيـض إلـهامه، يا صدق مبتهل حـيـن استجاب لك الرحمنُ بالعَجل ضـمّت سجايا الهدى في أكرم الجُمل لـم يـجتمع مثلها من قبل في رجل جـلالـه وجـمـال ثـمّ فـيه جَلى مـن حـضرتي عزةٍ خير الأنام وَلي ومـن حـقـيقة (كُلّ) خُصّ بالنِّحل * * * قُـدْس الـشآم كلمح البرق في الظُّلل مـا بـيـن مكة والزيتون في الجبل والـشـمس طالعة، والناس في غَفَل مـعـاقـد العزّ من عرش العلي تلي وقـاب قـوسـين لم تدرك ولم تُنَلِ) مـقـام (إنـي أنـا الـقيوم لم أَزَل) ولـم يـزغ بـصـرٌ عنها ولم يملِ وإن مـدحـتَ عـظـيماً غالياً أطِل وداونـي (مـادحـاً إيـاه) (بالبلل) وأحـي بالمدح جسم الصبِّ حين بَلي أراك فـي مـدحـه الأيام تصدح لي ولا تـمـلَّ وعُـدْ عـلاً عـلى نَهَل قـد قـيـل فـيه ولم يدرك ولم يُنل فـربّـه وحـده الـعـلاّم بـالدول أو فـي الملائك، حاشا، إن تجد نقُل وكـان بـدر الدجى في طرفه الكحل وكـان أكـمـلـهم في القول والعمل يـحـل تـمـثـيـلـه إلا بمشتمل فـاسـتغفر الله منها، ليس من عَدَل فـي باله يخطر التمثيل، لم أخل!(1) مـن الـمـكـارم إذْ تُرجى لمكتمل وهـي الـوسيلةُ، غير المفرد الرجل تَـرى مـقـارنـةً للوزن من ثِقل؟! * * * سـعـتْ إلـيه المعالي سَعي ممتثل والـدرُّ يحلو بتاج الحسن وهو حُلي إلا وسـار إلـيـهـا سـالك السبُل سـارتْ إلـيه كسير الخود في خجل وفـوق مـا أبصرتْ بالأعين الأول كـأنـمـا خُـلـقـتْ للكامل المثَل! لـولاك لـم تـكرم الأرواح بالوصل والـنـاس فـيها كشأن البهْم والهَمَل والـخـلق في ظلمات الجهل والخَبَل كـنز المعارف، يا نور الهدى الأزلي كـل الـمـكارم، رغم الزائغ الجَدِل يـا كـعبة العلم في التطواف والرَّمَلِ ضاء الوجود، فعين الشمس في خجل أحـبـابـه الخلَّص، المزدانَ بالحُلل صـراطـه الحق، تُنجيهم من الغِيَل وأنـت فـيهم، وفيهم كل مبتهل(2) * * * م الـمـتـقين، صراط الحق والمُثل مـصباحهم مشرق، والنور في القُلل بـذاتـه مـشـرقاً، يهدي بلا حِوَل مـبارك، ليس في الإشراق من خلل فـهـو المضيء ولم يَمسس بمشتعل تـبـارك الله جـلَّ الـمُبدع الأزلي وعـن سـبـيل الهدى إيّاك لا تمل واقـطـع إليها الفيافي واجتهد تصل هـلاك واضـع جِـدٍّ موضع الهّزل وأقـبـلتْ نحوكَ الألطاف في النُزُل فـقـد ظـفرت بكل القصد والأمل! * * * قـيـس الـجمال به فرداً على رَسَل وحـزتـه كـلَّـه يـا غـاية المَثَل وكـل فـرع لـه مـن ذلك الأصل ولـيـس مـصـطنع منه كمنجبل! أغـنـيتني سيدي عن فضل كل ولي لـكـنـه لـكـمُ أحـلى من العَسَل لـكـنـه لـكـمُ مـرقى لكل علي إلـى سـمـاء إليها الطير لم تصل فـي الـغار مستقبلَ الأهوال والغِيَل وزهـد مـسـتـيـقـن بالله متصل الـحـازم الراسخ المحفوظ من زلل أقـام بـالـعدل صرحاً قاهر الدُّولِ شـرقـاً وغـرباً حُداة الأينقِ الذلل لـكـان فـيـهـم نبياً غير منتحل لـلـجـيـش جـهَّزه بالمال والإبل مـنـه الـمـلائكة الأبرار في خجل لـه الـشـهـادة، والباغي لذي سَفل يـعسوب أهل الهدى نبراس كل ولي مـولـى الجميع أمير المؤمنين علي بـابُ الـمـديـنة منه اليوم مُدَّخلي رُكـن الـحـنيفة رأبٌ غير منفصل أيـدي الـشـقـاق بتفريق إلى تُلل ومـا بـغـيـر التقى جرح بمندمل المُلك العضوض ولم يجزع ولم يُهَل عـلـى الـزكيِّ شهيد الحق واثكلي خـيـر الـنساء بلا ريب ولا جَدَل مـن الـنـسـاء فسادت نسوة الملل سـلـسـلـة الدين والإيمان والمُثُل عـن حـبـه آية الإخلاص لم تَحُل مـن مـثلها شرفاً في السهل والجبل إلـى الـنـبـي ومجْد جلَّ لم يُطل تـبـلـغـه نابغة في النسوة الأول وآخـر الـعـقد آل البيت في الثَّقل مـثـل اتـصال سفينِ البحر بالجُمل بـيـن الـرجـال علواً فائق المثل صـدق الـولاء وفياً غير ذي حِوَلَ * * * زُهـراً على صفحات المجد لم تزل بـالـفوز في الآجل المحتوم والعجل وجـاهـدوا مـعـه بالسيف والأسَل نـكـايـة الـبـيض والخطِّية الذُبُل إحـراز نـصر على الأعداء متصل تـرى لـهـم من عدو غير منجدل غـيـر الـسقيم ومن عيناه في حَوَل ظـهور نار القِرى، إن شئت لا تسَل * * * يـا أول الـشـفـعا، يا فاصم العُقَل حين استجابت وجازت وصمة البخَل يُـنـال هـام الـعلا في بذل مُبتذل وجـانـبـتْ عـوجاً للمنهج العَدل هَـدْي الـعـظـيم ونهج جلَّ معتدل مـهـما تكن بذلت للوصل من حِيَل والـمـهر يغلو لذات الحُسن والحَجَل وأشـرقت شمسها في الموكب الحفل أزهارها ورَبَتْ في روضها الخَضِل * * * رأيـت أفـضـلَ من حبِّ شَفا غللي مشى على الأرض من حافٍ ومنتعل جـاء الـبـريّـة بـالنعماء والنَّول ورحـمـة عـمَّـت الآفاق لم تزل فـاقطع به إن تردِ وردَ الهدى وصل إن رُمـتَ إحـسـانه بالحب فاتصل فـمـا عـلـيَّ إذا قصّرت من عَذَل طـيـباً بقلبي وما للطيب من عَدَل! مـنـه الـوجـود نشيدٌ رائع الزَّجل خـيـر الـبرية واطرب فيه وابتهل وإن رأيـتَ فـحـالَ الـلثْم والقُبَلِ فـذاك أوج الـعـلا لـلعاشق الغَزل فـي آخـر الـعمر إن ترشد ومقتَبَل حـب الـحبيب فأقبل غير ذي وهَل كـان الـرجال وطلِّق عِشرة الكسَل أوج الـسـمـاء فـكانوا سادة الثَقَل إلـى مـقـام العُلا، يا طيب مُرتحل تـغـشـاهـم نفحات القرب كالظلل بـيـن المُجدِّ ومن يمشي على مَهَل! * * * إذْ جـاء لـلـخلق طراً خير منتشل إلا الـعـنـيـد أبى ينجو من الفِيَل حـتـى حكتْ شامةً في سائر الملل مـا بين زهر الرُّبى واليابس القحِل فـبـدَّدت ظـلـمات الشرك والدَّجل * * * هـمٌ ثـقـيـل وخوف غير محتمل ولـلـعـصـاة ذوي الأوزار والزلل عـن الـشـبـيـه بـمنهلٍّ ومُنهملِ آيـاتـه لـبـصـيرِ العين مكتحل يـا سـعـد أبـشر فهذا مورد الإبل يـا مـهجةَ القلب في حلّي ومرتحلي نـداؤكـم فـخشيتُ النقص من قِبَلي عـبّـرت حـبـاً وما عبّرت بالبدل كـيـف الحرير يداني غلظة الوثل! أغـار مـنـي عـليه، مُطرق المُقل عـمـا يـجول لكم في سرّي الثمل تـرَ الهوى عجباً، والخير في المُهَل! * * * يـطـيـب لقياكم في الخلق من مثل والـطـفل لا ينتهي قد لجَّ في عجل والـقـلب في حَزن، والسرُّ في أمل فـلستُ أهلاً، وذا عجزي وذا عَطَلي أنـثـر من الوصف ألواناً ولم أجُل عـلـى الـقريض ونثر الناثر القُوَلِ مـطأطئ الرأس في ذلِّي وفي خجلي تـلقى القبولَ، كمشي الخائف الوجل والـحـقُّ أيُّ لـسـانٍ غـير معتقل فـإن رأيـتُ فـمـا حالي ومحتملي وبـاسـتـلام يـديـه غـاية الأمل * * * فـرؤيـة الـمـصطفى إحياء مبتهل يـا مهجتي فاصبري للوعد وامتثلي! * * * أرجـو الـدخولَ، بلا زادٍ ولا عمل يـرجو اللحاق بكم في موقف الوجل واجـعـل لها موطناً في جملة الخَوَل أسـبـغْ عـليها بفضل أجمل الحُلل ودع جـمـيـع الأماني بعدها تَزُل! * * * تـسـبي الفؤاد، ولا نوحاً على طلل حـب صـدوق برئ القلب من وَغَل بـه عـلـيـك دموع الأعين النُّجلِ وقـد تـأرَّق لـم يـهـدأ فَـيَـتَّكلِ ومـا لـفـاقـده فـوزٌ بـمـتـكل ويـا رجـاء فـؤاد الـوالـهِ الثكِل فـإنـه بـابـك الأعـلـى لمدَّخل مـع الحبيب ويرضى، ساعة الأجل أولـى الـوليُّ، وما زال الحبيب يَلي تـأثَّـر الـمـصطفى بالقول والعمل أطـلَّ بـدرُ الدجى بشرى على مَهَل وجـه الـحـقيقة ألقت بُرقع الغَزَل | والأمل
الهوامش:
(1) لا يعارض ذلك ما ورد في حديث المعراج من شبه إبراهيم عليه السلام برسول الله عليهما الصلاة والسلام لأن الشبه غير المماثلة.
(2) إشارة إلى الآية الكريمة (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان معذبهم وهم يستغفرون).