يا بحورَ الشّعر
يا بحورَ الشّعر *
أنس الدغيم
مِن قلبِ غارِ حراء .....
أرسلني الرّجاءْ
و عبرتُ فوقَ سفينةِ الإيمانِ ...
بحرَ الأنبياءْ
قلباً .....
تجاوزَ فطرةَ الصّلصالِ
....و الفخّارِ
.... و الطّين الرّخيصْ
قلباً .....
تجرّدَ عن حدودِ الأرضِ ....
متّصلاً بأشياءِ السّماءْ
يا بحورَ الشّعرِ :
صعبٌ ....
أنْ نعودَ إلى الوراءْ
أنْ ندفنَ الذّكرى ....
و تهليلَ قُباءْ
يا بحورَ الشّعرِ :
تُغني عن بحورِ الشّعرِ
كأسُ الكبرياءْ
يا بحورَ الشّعر :
غوروا ......
في حروفي الدّاميةْ
إنّي رميتُ على محيطِ الدّهرِ .....
وهجَ القافيةْ
يا بحورَ الشّعر ....
قد تعبَ اليراعُ .....
و ما تعبتْ
و دفاتري ....
ملّتْ حروفي الدّامياتِ
و ما مللتْ
و جعلتُ لحمي .....في سبيلِ الله
...... و العظمَ الرّقيقْ
و الرّوحَ .....
قرباناً على بابِ الرّضا
يا بحورَ الشّعرِ .....
صعبٌ ....
أنْ أخونَ حقيقتي
صلواتِِ آدمَ .....
في البراري و الجبالْ
قربانَ هابيلَ ....
و إيمانَ السّنابلْ
و ثبوتَ نوحٍ ...
فوقَ أخشابِ السّفينة
فأسَ الخليلِ ...
يحطّمُ الأصنامَ .....
كي يبني الفِكَرْ
و عصا الكليمِ .....
يقاومُ الخطأَ المحيطَ ......
بثوبِ آسيةَ البريئةْ
رملَ البقيعِ .....
نطاقَ أسماءَ الطّهورْ
يا بحورَ الشّعرِ :
صعبٌ ثمّ صعبْ
أنْ لا أثورْ
يا بحورَ الشّعرِ :
ما أضعفَ الكلماتِ
إنْ لم تنشطرْ في السّطرِ ....
أوردةً ..... و دمّْ
أو يتّصلْ بالحرفِ .....
بحرٌ من ألَمْ
ماذا لِحرفٍ لمْ تصلْهُ ....
روافدُ الشّرفِ المعتّقِ ....
في العروقْ ؟
ماذا لِحرفٍ لمْ يعِشْ ....
ألمَ الولادةِ و الشّروقْ ؟
ماذا عليَّ إذا قضيتُ
و فوقَ أشلائي ....
تعرّشُ "نينوى"
و نخيلُ بابلْ
يا بحورَ الشّعرِ :
إنّي قد عزمتْ
و عبرتُ ....
خارطةَ الصّعابِ
وما وهنتْ
و نصبتُ خيمةَ فكرتي العصماء ....
في فلَكِ اليقينْ
فإذا كتبتُ قصيدةً ....
فقَعوا لشعري ساجدينْ
يا شمسَ هذا الكونِ :
إنّي ....
(لا أحبُّ الآفلينْ ) .
* من ديوان : سمّيتكَ الشّعر الحنيف