علم الرحيل
25كانون12004
مؤمنة أديب الصالح
لم الرحيل
مؤمنة أديب الصالح*
مالي إلى أحلى الربوعِ
سبيلُ
أفلا يجيء من الشـآم رسولُ
مالي إلى طَلل الجمالِ
وسيلةٌ
والـبيدُ حـوليَ ليلُهنّ
طويلُ
بيني و بينكِ يا دمشقُ
مفازةٌ
وجبالُ بُعدٍ صمتـُهنّ
ثقيـلُ |
تهوى نسيمَك في الجنوب يا شامُ ما داريتُ دمعةَ خائبٍ في البَين ما صَعّدتُ آهةَ جاهلٍ و لديَّ من طولِ المسـير تجلُّدٌ أطوي خُطايَ إلى مخالفةِ الهوى أو أن راحلتي تضلّ طريقـها أسقي جنوب الشامِ دمعة مُتعَبٍ لي في دروب البين ألفُ مودّعٍ و أنا الخبيرة بالمجاهل و النوى وأنا الأسيرة في معاقل غربتي و أنا الشريدة في الدروب جميعِِها و يشدّني للشـام فَيء خميلةٍٍ ويفيضُ دمعيَ لو دمشقُ تنهّدتْ بيني و بين الشام ألفُ قصيدة يا شامُ ما بالكفِّ حيلةُ أَوبةٍ أشتاق ليلَكِ والسكونُ جليسُنا أشتاق يا بردى لنبعِكَ عودةً فعلى ضِفافكَ للربيع تبختُرٌ ظمآنُ للوادي و فيكَ تَعِِلـَّتي يا دربُ بالله العظيمِ هُنيهـةً عشرونَ عاماً بالرياض مقيمةٌ عشرونَ عاماً و الحنينُ مُعذِّبي يا شام ما بقيتْ بعمريَ فسحةٌ سأعيشُ أرتقبُ الرسولَ يقودُني وأظلُّ أنتظر الإيابَ إلى الحِـمى |
صبيّةٌ
|
تغفـو بظلِّ حنينِها أو مسـتَذلٍّ و الغريبُ ذليلُ أوحرفَ زَيغٍ والمَشوقُ جَهولُ ولديَّ صبرٌ في الشؤون جميلُ وأودّ لو أن الدروبَ تزولُ فيعيدَني بعد الرحيل أفولُ وتلفُّـتي نحـو الشمال يطولُ وعلى دروب الراحلين خيولُ ولديَّ في علم الرحيل أصولُ والشوق سيفٌ جائرٌ مسلولُ وعليَّ من أثر الحنينِ نُحـولُ وتعيدني بعد الجبال سهولُ وأرى الشـآم حبيبُها متبولُ وحديث وَجدٍ حبلهُ موصولُ لكـنّ قلبيَ طبعُـهُ التأميلُ و أحبّ صيفَكِ و الرياض خميلُ بمسـاءِ صيفٍ شفَّـهُ أيلولُ و على شطوطكَ للجمال فصولُ و بعذبِ مائكَ مَنهلي معلولُ نأتي دمشقَ نزورُها و نـميلُ لكنّ قلبيَ في دمشـقَ نزيـلُ تبّاً لشوقٍ يقتـضيه رحـيلُ لِمزيدِ شـوقٍ و الشبابُ ذبولُ نحو الشمال فهل يجيءُ رسـولُ وأظلُّ عمريَ يا دمشقُ أقــولُ |
وتَـقيلُ
هامش:
* شاعرة سورية من دمشق تعيش في المنفى.