أشرعة الرحيل

ابن الفرات العراقي

أشرعة الرحيل

ابن الفرات العراقي

[email protected]

الأخ العزيز صفاء الدين حامد دمعة وداع وحزن  لفقده ::

غـنـى  الـفؤادُ مشوّشَ الأفكارِ ii
وشـكـى  وأنَّ وبـاحَ فـي iiآلآمِهِ
غـنى  على وخزِالجراحِ أخا iiشجىً
وأتـيتُ من ألمي بنزفِ مواجعي ii
وكـتـمتُ في أنفاسها وجعَ iiالسُّرى
غـنـيـتُ ملتهب الشعور ملوّعا 
غمرَ  الوجومُ خطوط َوجهي iiفالتوى
مـتـوجّـعـا حـملَ الهمومَ  بكفِهِ
هـتفتْ  فساحَ صدى الجراحِ iiمآتما
غـنـيتُ  صمتَ الذكرياتِ قصائداً
فـبـكـل يـومٍ لـي أودّعُ صاحباً
شـيّـعتُ  نفسي واكتويتُ iiبلوعتي
عـمـري  أنا وجعٌ تناسل في دمي
سَـكـنـتْ  بأعماقي جراحُ iiأحبتي
وصـحِبْتُ يا قلقَ الحروفِ iiمسافراً
فـانـسـاح شـعري عبرةً iiمهراقةً
قـلـبـي تـمزق وارتمت iiأشلاؤه
غـنّـى،  قـوافلُ حزنِهِ iiعصفورةٌ
أواه  يـا ألـمـاً سـقـيتُ iiمرارَه
هـذي  قـبـورُ أحبتي ii..فاستقبلي
إيـهٍ(صـفـاء) ونار أهلي iiتلتظي
أمـي، أبـي، أختي، رفاق iiطفولتي
(رمـزي  ،ومـحسن، كلهم iiومحمد
(وربـاح) مـيـلاد الصباح iiبنفسه
رحـلـوا انكسارا يا جراح توهجي
رحـلـوا سراعا في توابيت iiالقضا
يـا غـصـة في القلب مشروع أنا
والله  مـا جـزع الـفؤاد وما iiبكى
كـم  مـرة قـد جئت دارك iiزائرا
يـا صـاحـبـي ليل الهموم يلفني
يـا  زهـر أفـواف الشباب iiمطيبا
مـاذا  بـقلبك يا (حديثة) من iiأسى
هـيـهـات أنـسـى وقفة كنا iiبها
ولـقد  عزفت جراح حزني ii حرقة
غـادرت  والـدنـيـا تنوء iiبعبئها
والـعـيـش جهم والنفوس iiببؤسها
يـا صـاحب الدرب الطويل iiتحفه
أولاء  طـلاب الـمـدارس ii.حيرة
مـا  كـان أحـوجـهم إليك iiمعلما
يـبـكي  اليراع بما يعاني غربة ii
وتـلـوب تـسأل ريشة عن iiلونها
يـا شـاعر اللون الشفيف iiتكسرت
فـتـوهجت سود الخطوط iiفابدعت
مـا رحـت وحدك في بلادي ii.انما
يـا شاعري .ضاقت مسافات المدى
مـا  ضـقـت من داء الم وما أتى
أودى  بـك الـدرب الطويل سلكته
ومـشـيـت تحدو بالرجال iiمواكبا
دنـيـا مـحـجبة .رؤاها iiأحجمت
وسـمعت  صوت النعي في iiأثارني
وتـسـابـق  الأحباب حولك خشع
وشـهـدت مـوكبهم تحشد iiبالأسى
فـكـان يـوم الـحشر جاء iiبوعده
وتـبـعت  نعشك لذت فيه iiفمزقت
ساروا  حشودا حول نعشك iiصاحبي
كـان الـوفاء يجيش بين iiضلوعهم
حـمـلـوا على أكتافهم علما iiهوى
كـتـبـوا  بـأدمعهم لحون iiوفائهم
لـلـحـزن فـي أنفاسهم iiوزفيرهم
وقـفـوا صفوفا والخشوع iiيحوطهم
تـتـدافـع  الأنفاس حتى لم iiتطق
وجـلال  نعشك وسدوه على iiالثرى
مـا  كان بدعا ما يجيش من iiالشجا
مـن  ذا أنـاجـي يا جراح iiأحبتي
قـلـبـي يـطـير إليهم من iiوجده
الله  مـن رزء يـلـح iiبـعـبـئه
عـقد الصباح نزيف وجدي فاكتوى
لـلـنـفس إن غنت بأوتار iiالأسى
أذكـيـت  يـا أحـزان هدأة iiادمع
أرنـو  إلـى هـذي القبور تمايلت
أنا  من يلوذ به الخريف على iiالظما
وقـصائدي قد صغت سحر iiعقودها
آلـيـت  أنـي والـقوافي iiمركبي
لن تحجب الأوجاع صرخة iiأضلعي










































































فـأتـى بـكـلّ غـريبةِ iiالأطوارِ
فـتـواجـدَتْ  مـن وجدِه iiأقماري
فـبـثـثـتُ مـا عـانيتُ iiللسمّارِ
فـاقـتْ  بـبـوحِ غنائِها iiأطياري
أتـراه أنـت بـمـا أبثكَ iiداري؟
فـتـدافـعت   بالروح iiكالأعصار
غـصـنـي  وشاهتْ لهفةُ iiالأقمار
وتـوهَّـجـت  مـنـزوفةَ التذكار
وبـكـتْ عـلـى أوتارها iiأوتاري
وتـفـلّـتـت مـرعوشة iiالأزرار
والـحـزنُ  صارَ هويتي iiوشعاري
ونـثـرتُ فـوق الـقبرِ iiبالأزهارِ
لـهباً   على وجعِ المواجعِ iiضاري
فـسـكنتُ  حزني واكتويتُ iiبناري
فـي  لـحنها .مِزقُ الأنينِ iiمساري
وتـهـرّأتْ مـن حـزنها iiأستاري
كَـلْـمـى  تـذيعُ  بأفجعِ iiالأخبارِ
هـتـفـتْ  تنادي للرحيل iiجواري
صـابـاً  وحـمّلني الزمان iiدماري
يـا روحُ حـكـمَ مـقـدِّر iiالأقدارِ
فـأبـاح   فـي ّنواك ثوب iiوقاري
قـد غـادروا فـي رحـلة iiالأقدار
قـد  شـيـعـوه بـنـزفه iiالموار
ويـد  تـطـرّزُ أرضـنـا iiلنهار
وبـأنـتـي يـا شـهـقة الأوتار
واسـتـأصـلوا مني عبير iiنواري
لـلـحـزن  تنبت حزنها iiأمطاري
جـزعـي  عـليك وأنت ذاك بدار
فـتـصـدنـي جـدر من iiالأعذار
فـي  صـمته بهواك لست iiمماري
زيـن الـشـباب ..بمحفل iiالإكبار
أمـطـرت نار الحزن في مزماري
والـذكـريـات  تأرجحت iiبمداري
وسـكـبـت فيها الدمع من iiإيثاري
والـحـادثـات  تـحوطنا ii بجدار
تـحـيـا بـدار مـذلـة iiوإسـار
سـود الـنـيـوب .وغابة iiالأكدار
صـاحـت  بـكـل تـوجع iiلبدار
قـد كـنـت تـرفدهم كنهر جاري
ومـقـاعـد مـعـلـولة iiالأوطار
والـذكـريـات تـلـحّ في الأدبار
جـملي  وغابت عن سماي iiدراري
صـورا  .تـجيش بصرخة iiالثوار
في الدرب نحن .على خطى التسيار
فـيـنا. وضاقت غصة الأعمار  ii
وصـبـرت تـلـك مشيئة iiالجبار
نـحـو  الكفاح .وصرخة iiالأخطار
وتـشـد بـالـهـيـاب iiللمضمار
مـا كـنـت احـسـب أننا iiلسفار
هـلـع  الـفؤاد .وأنَّ في iiاستعبار
أبـصارهم  . وبهم من لوعة ومثار
ودمـوعـهـم  تجري كسيل iiبحار
ودنـا الـرحـيـل وساعة iiالإنذار
فـي الـصـدر أنـة شاعر iiمهذار
يـتـدافـعـون كـغـضبة iiالتيار
لـم  يـطـفـيء التأبين حر iiأوار
فـي سـاحـة الـتـعليم والأسمار
وبـكـل  سـطـر شهقة ii استئثار
ألـم الـنـشـيج .يفيض iiبالأسرار
وجـمـيعهم يصغي لصوت iiالقاري
صـبـرا  ..وأنـت تلف iiبالأوزار
وبـه  رأيـت مـهـابـة iiالأخيار
فـالـحـزن بـالأنفاس غير iiمعار
فـهـنـا لـهم بالروح  ألف iiمزار
وتـلـفـه  أوجـاعـه iiبـإطـار
فـيـنـا  . ويوقد كل صمت iiعثار
جرحي ..وأذكى في الضلوع iiبناري
نـزف .تـعـانـق شطها أغواري
وسـلـلـتها  من صمتها iiالمتواري
نـفـسـي .فأنى من رداي iiفراري
والـروض مـنزوف  المآتم iiعاري
ونـظـمـتها  وبها جررت iiإزاري
سـيـكون  في بحر الشجا iiإبحاري
سـتـظـل تـقتحم المدى أشعاري