إِلَى عُقَلاء اليَمن

عمر أبو عبد النور الجزائري

عمر أبو عبد النور الجزائري

إنَّ أشدّ ما يؤلم القلب ويحزّ فيه غفلة المسلمين عن مكائد الأعداء وانقيادهم لهم إلى مصارع الشّقاق والبلاء بسهولة عجيبة تنمّ عن بلاهة وغباء ، وكأن جسم الأمة الإسلامية قد تحوّل إلى رُقع مبتورة وأشلاء منثورة فلا تكاد تشعر قطعة بأخرى ، ولا تستفيد من معاناة كلّ قطعة في بناء مناعتها ضد تلك الخطط والمكائد ، وهذه الأبيات موجَّهة إلى عقلاء اليمن وكلّ عقلاء وعلماء الأمة الإسلامية علّهم يتداركون الشّعب اليمني من قبل أن ينخره الشّقاق والشّقاء ، فالشّقاق بين أبناء الأمة يحلق الدّين كما تحلق الموسى الشّعر ، ويهدّه كما يهدّ الزّلزال البناء.

رُزْءُ الـمَـنـايا يَشقُّ القلبَ iiبالحَزَنِ
تَـرَاكُـمُ الـوَجْـدِ هَـا قَدْ شَفَّناَ iiألماً
مـا عـادَ يـنـفـعُها زَجْرٌ iiيُحذِّرُها
كـم  مَـرَّةٍ وقـعـتْ لـكنَّها iiوَقَعتْ
كـم مـرَّةٍ خُدِعتْ من بعد ما iiخُدِعَتْ
غارتْ بصائِرُها في الجهلِ وانطمَسَتْ
سـهـمُ العِدَى طالَها بالكَيْدِ iiفانفَرَطتْ
بـالأمـسِ  نـالـتْ مَقَادِيشُو مَعَاوِلَه
والـدَّاءُ  يَـنـخَرُ باكِستانَ ما iiخَفَتَتْ
الله أنـذرَ مـن غِـلٍّ iiيُـمـزِّقـنـا
والـذِّكـرُ يـصدَعُ في الدُّنيا iiيُحذِّرُنا
*                *                ii*
يـا عُـصبةً جنحت للخُلْفِ في اليَمَنِ
صـونوا  الإخاءَ فمهما اشتدَّ iiبُؤسُكُمو
صـونـوا النُّفوسَ بِلَمِّ الشَّمْلِ فاتَّحِدُوا
أسـافـلُ الـقـومِ والغَوْغَاءُ iiغَرَّرَهُمْ
أمـا لـهـم بـصرٌ يُبْدِي المرادَ iiبهم
مـا  بـالـهم يُهلكون الدِّين في وَطَرٍ
كـم  في الدُّنا من بريء ٍضَجَّ من iiألمٍ
يـا  سـادةَ الرَّاي في أرضٍ iiيُباركُها
يـا زَانَـدانِـي ويـا أهل العلومِ iiبها
خـذوا الـنَّصيحةَ من بلوى iiجزائرنا
أمـواجُ  فـتـنتها العمياء قد iiجَرَفَتْ
اسـتـبْسِلوا في بيانِ الحقِّ iiوانتظمُوا
وفَـوِّتُـوا  فـرصة البلوى على قَذِرٍ
وأرصـدوا آيـةَ الـقُـربى iiولُحمَتها
*                *                ii*
أنُـهْـلِـكُ الـدِّيـنَ في دنيا iiتفرِّقُنا
أنـهـدمُ  الـصَّفَّ والبلوى تطاردُنا؟
فـكـم على الأرض من عانٍ iiيناشدنا
وكم على الأرض من أختٍ لنا iiهُتِكَتْ
ويـلٌ لـقـادتـنـا ، ويـلٌ iiلسادتنا
ويـلٌ لأمَّـتـنـا مـن كَـيْدِ iiشانئها

































فـالـقـلـبُ مـنفطرٌ بالهمِّ iiوالإِحَنِ
مـن  أُمَّـةٍ جَدِبَتْ من خُضْرَةِ iiالفِطَنِ
من  فَخَِّ صائدها المنصوبِ في iiالزَّمَنِ
بـعـد  الوُقوعِ ولم تنهلْ من iiالسُّنَن1ِ
مـا صـانـها علمُها بالسِّرِّ من iiوَهَنِ
بـالـغِلِّ  في غَمراتِ الغَارِبِ iiالأسِنِ
حَـبّـاتُـهـا في رُغَامِ الكُرْهِ iiوالوَثَنِ
والـيـومَ  تَـزْحَفُ للتَّدمِيرِ في iiعَدَنِ
مـنـهُ الـمَواجِعُ حتَّى بانَ في iiاليَمَنِ
أمـا  تَـحِـنُّ قلوبُ النَّاس للسَّكَنِ ii؟
مـن  مَـسْـلكٍ مُوهِنٍ للدِّين والوَطنِ
*                *                ii*
صـونوا  البلادَ عن الأحقادِ iiوالضَّغَنِ
بُـؤسُ  الشِّقاقِ خبيثُ الضُّرِّ iiوالمِحَنِ
وجـنِّـبُـوهـا به مَوجَ الرَّدَى iiالنَّتِنِ
حُـثـالـةُ الـكُفرِ والأهواءِ iiوالبُطُنِ
أم غـارتِ الأعينُ العوراءُ في iiالجُفُنِ
ويـدفـنـونَ الـهُدى بالغلِّ iiوالرَّعَنِ
قـد طـالـه الضُّرُّ بالأوهامِ iiوالظُّنُنِ
حُـبُّ  الـرَّسولِ قِفُوا للموقفِ iiالفَطِنِ
شُـدُّوا الـزِّمامَ بحبلِ الذِّكْرِ iiوالسُّنَن2ِ
فـالإثـمُ مُـقـترفٌ في السِّرِّ والعَلَنِ
أزهـارَ  صَـحوتِها ، آلتْ إلى العَفَنِ
فـي  وحدةٍ تعصمُ الأرواحَ من iiحَزَنِ
قـد  بات يضحكُ بالبلوى على iiالذُّقُنِ
لِـكَـيْـدِ ذي دَغَـلٍ أو زَيْـغِ مُفْتَتِنِ
*                *                ii*
والـقـبـرُ  غايتُنا واللَّفُ في iiالكَفَن؟ِ
قـد  هيَّجتْ في حمانا الدَّمع iiبالسَّنَنِ3
يـا أمَّـة الـحـقِّ ظلمُ الكفرِ iiمزَّقنِي
أسـتـارُهـا فـغـدت مُلكًا iiلِمُرتَهِنِ
فـي الـحُكم والعِلم من آثام ذا iiالزَّمَنِ
إن حُـنِّطَتْ في الهوى بالغِلِّ iiوالوَهَن

              

هوامش :span>

1 - السنن هنا قوانين الطبيعة والاجتماع

2-2-  السنن هنا سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام والزنداني هو عالمنا المعروف حفظه الله

3- السنن هنا جريان الدمعِspan>