الحجاب

الحجاب

شعر: د. محمد حكمت وليد

"لماذا ضاقت ثقافة التنوير الفرنسية عن قبول الحجاب، وما ضاقت عن التعري والفحش؟

سؤال تطرحه طالبة مسلمة عن مدى قدرة الثقافة العلمانية على احتمال حق الاختلاف والمغايرة حينما يكون المخالف هو الإسلام." 

     

بِحجابي.. ونقابي..

وبأحكام الكتابِ..

أَدْرُجُ العمر وأحيا..

حُرّةً رغمَ الصِّعابِ..

قَدمي في الأرض لكنْ..

هَامتي فوق السّحابِ..

*   *   *

يا حجابي..

أنتَ عُنواني إلى الطُّهرِ.. وللخير انتسابي..

كيفَ أصبحتَ غريباً..

في زمانِ الاغتراب..

قال أصحابُ الهوى أنّي قضيتُ العُمرَ في القفر اليبابِ..

وَتنكَّبْتُ عن الدنيا وضيّعتُ شبابي..

قُلتُ يا قومُ اسألوني عن رِغابي..

وَاسألوا أفراح قلبي..

والرضى ملءَ إهابي

واسألوا الأطيارَ عنِّي

واسألوا زهرَ الرّوابي

واسألوا الأكوانَ عن معنى حجابي..

إنّهُ ليس رداءً فوق رأسي..

إنّهُ تاجّ منَ الطُّهر ومن نور الكتابِ..

إنّهُ دُنيا من الحق.. ومِنْ وَحيِ الصوابِ

إنّهُ نَهْجُ حياةٍ..

يربطُ الأرض بأركان السّموات الرِّحاب

إنّهُ نورٌ سَرَى في حمأةِ الطين فأضحى..

نَيِّراً مثلَ الشِّهابِ..

إنّهُ في هذه الدنيا فلاحٌ..

ونجاةُ الروحِ في يوم الحساب..

*   *   *

يا فرنسا..

أين من حرّية الإنسان منعي من حجابي..

كيف غابَ الفكرُ في بحر الهوى والاضطراب..

أين غابَ النّورُ والتنويرُ في ذاكَ الضبابِ

ولماذا ضاقت الدّنيا عن الطهر..

وَمَا ضاقتْ بعُريٍ واغتصابِ..

*   *   *

إنني أرفضُ عصراً..

يذبحُ العِفَّةَ يجري خلفَ أوهام السّراب

ويَغُضُّ الطرفَ عن لحم الضحايا بين أنيابِ الذئابِ..

ويُعاني من خواء الروح ألوانَ العذابِ..

إنني أرفض ناساً..

وَزَنوا التبْرَ بميزانِ التُّرابِ

وَجَرَوا خلفَ هَواهمْ.. ككِلابِ

في زمانِ الخصبِ تجري..

خلفَ أسرابَ الكلابِ

إن سالومي*.. أيا سُمَّ الأفاعي..

سالَ في شهد الرِّضاب

إن تَكُنْ أُختك في العُهرِ مَدُونا**..

فأنا فاطمةُ الزهراءُ أختي..

وإلى الخنساء حُبي وانتسابي..

وإذا الحرّية الشوهاء جاءتك بعُريٍ..

فأنا حُرِّيتي جاءتْ تهادى في حجابي..

     

هوامش

* سالومي: امرأة يهودية داعرة بسببها قُطعَ رأس سيدنا يحيى عليه السلام.

** مَدُونا: غانية أمريكية معاصرة مشهورة بالإباحية.