آيَةُ النِّيفْ
آيَةُ النِّيفْ*
علي عبد الله البسّامي - الجزائر
إلى الشّباب المسلم الذي مرّغ أنفه في الرّغام ،
وأتلف عزّته بالتّهافت خلف أعداء الإسلام ، سعيا وراء المطامع والحطام
لَنْ أُهَاجِرْ
سَوفَ أرْسُو فِي بِلادِي
رُغمَ مَسْمُومِ الخناجِرْ
أذكرُ اللهَ..
أصلِّي
أقْرِضُ الشِّعرَ كَثائِرْ
لن أهاجرْ
فَيَرَاعِي في رُبُوعِي
لِبَنَاتِ الحَقِّ حِضْنٌ
وَلِسانٌ وَأظافِرْ
لن أهاجرْ
سوفَ أشْدُو في عنادٍ
بَيِّنَ العنوانِ سَافِرْ
ولْيَكُنْ شَدْوي سَبيلاً
لسجونٍ، أوفُتونٍ أومَقَابِرْ
لنْ أهاجرْ
سوفَ لن أتركَ أرْضِي
سوفَ لن أُهمِلَ فَرْضِي
لا ولن أخذلَ عِرْضِي
سأغامِرْ
مثل أمِّيٍّ عَنيدٍ
لا يُداهِنْ
لا يُدارِي
لا يُنَاوِرْ
نَخْوَةُ الأُمِّيِّ أسْمَى
من خُنوعٍ في عَلِيمٍ
بِهُدَى اللهِ يُتاجِرْ
لن أهاجرْ
لن ينالَ القهرُ من قوَّةِ عَزْمِي
لن يُزيلَ الصِّدقَ مِنِّي
خوفُ بَيتٍ للعناكِبْ
في مَحافلْ
أو كنائسْ
أو مخافِرْ
قرِّبُوا الموتَ فإنِّي دونكُمْ للموتِ سائِرْ
اسجنُوا الجسمَ فَرُوحِي ...
في فضاء ِالحقِّ تَسْمُو وتسافرْ
قيِّدُوهُ
عَذِّبُوهُ
جَوِّعُوهُ
إنَّنِي للهِ عبدٌ
والالهُ الحقُّ قادِرْ
إنَّ من يخضعُ خوفاً لِكَفُورٍ
بعدَ نُورِ الحَقِّ خَاسِرْ
****************
أيُّها النَّاكِرُ نظمي في شُروقِ العُرْبِ مهلا *
لا تُكابِرْ
اعتبرْهُ إن أبيتُمْ صِفَةَ الشِّعرِ غِناءً
أو بُكاءً
أو خواطِرْ
اعتبرْهُ أنَّةً من ذي شُجونٍ
عَضَّهُ الظُّلمُ فقاوَمْ
لم يُهاجرْ
لستُ قَطْعاً أقرِضُ الشِّعرَ كشاعِرْ
لستُ أشْدُو كي يَغارَ الطَّيرُ مِنِّي
كي يذوقَ النَّاسُ فَنِّي
كي أُفَاخِرْ
إنَّ شَدْوِي في زمانِ الذلِّ والجُبنِ دُموعٌ
قد تُذيبُ العارَ والخِزْيَ بِسَيْلٍ
مِنْ على تلكَ المَنابِرْ
إنَّنِي مسلمُ صِدْقٍ
هاتفٌ بالدِّينِ حُبًّا
باجتماعِ الأمَّةِ الغَرَّاءِ يومًا
بالجزائرْ
*-*- النيف بالمفهوم العامي الجزائري هو العزة والأنفة والشرف.
*- شروق العرب اعني بها جريدة جزائرية ترفض نشر الشعر الهادف حضاريا ودينيا ووطنيا ولا ندري السبب.