يا أُمَّتي ... هذا عَهْدِي

علي عبد الله البسّامي - الجزائر

يا أمَّتي أُمَّ الهُدَى

هاهي يَدِي

صُدِّي بها طمعَ العِدَى

أو فَجِّرِي في كفِّها نَبْعَ النَّدَى

أو فَابْصمِي بأنامِلي عهدَ الفِدَا

هاكِ الفؤادَ فذوِّبيه ِ...

لتجْرِفي عنكِ الرَّدَى

هاكِ السَّلالمَ من عِظامي فاصْعَدي

كي تَستوي فوق الوجودِ مليكةً

طولَ المَدَى

لا لستُ أطمعُ في نَداكِ

ولو كَرَعْتُ على الصَّدَأ

ولو أقامَ بخافقي سهمٌ أصابَ فأقْصَدَ

حُبِّي لك دينٌ يَلُمُّ سريرتي*

حبٌّ يراهُ منِ اهْتَدَى

حُبِّي لك عهدٌ وعهدي نَافِذٌ

في كلِّ نَبْضٍ أو زفيرٍ قد بَدَا

ولئن نأى عنِّي نوالُكِ إنَّنِي

آوي المحبَّةَ والهوى مُتَجلِّداَ

يا أمَّتي ...

فلْتصنَعِي من مأتمي فَرَحًا لكِ

ولْتجعلي بِتَفَحُّمي وَجه الوَرى مُتَوَرِّداَ

ولْتحْفرِي في جُثَّتِي إنْ ضَنَّ فَحْمُكِ مَنجَمًا

ولْتجعلي شريانَ قلبي مَوْرِدا

يا أمَّتي ...

أخشى عليكِ تَغَرُّباً

نَخَرَ البِلادَ وَعَرْبَدَ

أخشى عليكِ تحزُّباً جَلَبَ الشِّقاقَ ونَكَّدَ

أخشى عليكِ بِحُرْقَة ٍجَيْلاً غَوَى

يَأْتِي العِدَى مُتذلِّلاً  مُتَوَدِّدَا

أخشى عليكِ بلاهةً من نَّائمٍ

أضحى على دَرْبِ الشُّعوبِ مُوَسَّداَ

أخشى عليكِ دُموعَ مظلومٍ بَكَى

إذا شَكَا ... وتَنَهَّدَ

              

* حب الامّة لا يتعارض مع حب الوطن الخاص ، فالأمة كلٌّ والوطن جزء ، وما يشمل الكلَّ يشمل الجزء بالضّرورة ، بل انَّ الطبيعة والبديهة تقولان انّه لا يمكن الحفاظ على الجزء مع اهمال الكل، فأعضاء الجسم لا تحفظ الا بسلامة المناعة في ذلك الجسم ، وكذلك الوطن في الأمة والفرد في الوطن .