عدْ يا بنيَّ
صالح محمّد جرّار/جنين فلسطين
عد يا بُنَيَّ إلى رياضك تحتضنْك غصونُها !
عد يا بُنَيَّ فذي ورود الرّوض تاجٌ والعبيرُ هتافُها :
أن عشتَ يا بطلاً أخذتَ من الجبال صمودَها وشموخها !!
عد يا بُنيَّ فذي الورودُ تُعِدُّ شهد رحيقِها !
* * * * * *
عد يا بُنَيَّ إلى رياضك يحتضنْك القلبُ أيضاً والمُقَل !!
عد يا بُنَيّ فذي عروق القلب يحييها الأمَل !!
هذي الرُّبوعُ إلى خطاكَ بها تُشَوِّقُها الذِّكَر !
فلَكَم تضمّخ دربُها بأريج خطوك والعمل !!
* * * * * *
عد يا بُنَيّ إلى المساجد والمعاهد مُوقداً تلك الشُّعل !!
هي بانتظارك كي تُؤَجّجَها ، وتهدي مَن غفَل !!
عد يا بُنَيّ إلى الصّحاب ، فإنّهم عونٌ إذا غدر الزّمن !!
* * * * * *
عد يا بُنيّ إلى " جِنينَ " فقد علاها بهرجٌ أنسى العمل !
وكذا المدائنُ والقرى نسيتْ عدوّاً يشمَخرّْ !
ماذا تفيد بهارجٌ إن حان وقتُ المُقتَتَل ؟!
لا شيءَ يغني عن قوى الإيمان تُلْهبُها الشُّعَل !
أمّا قوى الأشرار لا تأتي بخيرٍ محتمَل !
* * * * * *
لم يبق يا ولدي لنا حصنٌ سوى ربِّ البشر !!
فعسى يُفرّجُ كربَنا ، وتعود يا إسلامُ عودةَ يوسفٍ تُنهي الكَدَر !
وتعود يا إسلامُ تنعشُنا بأنفاس الزَّهَر !!
وتُؤَرّجُ العمُرَ الّذي يمضي سريعاً مثلَ لمْحٍ بالبصر !!
* * * * * *
ما عدتُ أحتملُ الفراقَ فراقَ حبّات القلوب !!
هذا أسيرٌ في ظلام السّجن يرسف في القيود !!
وأخوهُ نورُ العينِ جوَّابٌ نواحي الأرض ، من خلْف الحدود !
هو في حنينٍ واشتياقٍ " يا جِنينُ " وما لذلك من مَزيد !!
كلٌّ يؤوبُ إلى حماهُ ، يجدّدُ العهد الوثيق !!
ويُكَحّلُ العينَ المَشوقةَ بالذي غذّى العروق !!
لكنّهُ في عرفِ محتلٍّ غريبٌ لا يجوز له الدّخول !!
* * * * * *
وا خزيَ مليارٍ تقاعس عن كفاح المعتدين !!
فامْنن علينا ، يا إلهي ، بالّذي أحيا قلوب الأوّلين !!
فلأنت ، يا ربّي ، القديرُ ، وأنت عونُ المستجير !!
فعسى تُفرّجُ كربنا ، ربَّ العباد ، فأنت رحمن رحيم !!
وتُعيدُ " إسلاماً " إلينا عودةَ الفجر المُبين !!!
*******
والدك الرّاجي رحمة ربّه