أمير القوافي
23أيار2009
حيدر الغدير
حيدر الغدير
"تهنئة وتحية للشاعر المبدع محمد نجيب مراد
ومشاركة في حفل تكريمه الذي أقيم في جدة،
يوم الخميس 20/4/1430 -16/4/2009"
عـيـونُ الـمـها من سارحاتٍ أعـدن لـيَ الـحبَّ القديم وقد مضت وكـنـت تـركت الحب عجزاً وخيبةً فـأقـلـعـت لـكـنْ فيَّ بَعْدُ دسيسةٌ أطـيـح بـهـا لـيلاً فتغلبني ضحى سـجـالاً تـوالى الحرب بيني وبينها وخـيِّـل لـي يـومـاً بـأني غلبتها ولـكـن عـيـنـاً مـن جـآذر جلق تـبـعـت فتاتي وهي أسنى من السنا فـقـالت ألا تخشى العواقب فاحترس ولـي إخـوة عـشرون من كل أصيدٍ سـتـسـطـو وماتألو عليك رماحهم وإن شـئـت أن تدري حدود اقتدارهم * * * عـجـوز وتـصبو؟ والمشيب حرائق إذا لـم تـكـن تـخشى الإله فلا تدع يـقـولـون هـذا الـجد يحسب أننا فـوا حـسـرتـا إن الغرور سطا به يـظـن وإن الـظـن أكذب صاحب وإن الـظـنـونَ الـكـاذبـاتِ قواتلٌ وقـالـت فـتـاتـي والعفاف يزينها أيـا عـمّ، بـل يـا جدّ، عجّلْ بتوبة ودع عـنـك أوهـام الـمراهق إنني فـقـلـت لـهـا كلا فإني أخو هوى ولـسـت أبـالـي حـين أقتل عاشقاً وإن الـهـوى إن حـاصر الشيخ عزّه ولـو أنّ مـا بـي مـن حبيب معمَّم رمـى واتقى رميي ومن دون ما اتقى وأشجى الهوى ما شك في الوصل ربه وإنـي لـشـاكٍ مـن فـؤاد صحبته إذا قـلـت أقـلـع قـال ما أنا مقلع * * * ولـكـن صـوتاً من ضميري أعادني وودعـت أوهـامـي وجهلي ونزوتي وصـحـت بـشـيطاني خسئت فإنني أعـيـش بـقـايا العمر بين صفوفهم ويـا صـحب كونوا لي ملاذاً وموئلاً وقـلـت لـعـيـنـيَّ اللتين استهلتا فـإن دمـوع الـتَّوْب يطفئن ما مضى لأسـتـدبـر الماضي وقد ساء موردي وأظـفـر مـن ربـي بـأصدق توبة وسـرت وفـي قـلـبي اليقين بلابل * * * مـضـيـت وأفراحي تسابق خطوتي فـأبـصـرت داراً قد أضاءت وسيمةً وشـهـمٍ يـروع الـنـاظرين حفاظه وأشـيـاخِ صـدق كـالغزالي وأحمد سـجـايـا حـسـان من شريعة أحمد فـهـم في الدجى نور وفي النور قدوة هـم الـناس أزكى الناس عقلاً ومهجةً * * * سـألـت فـقـالـوا إن للشعر خيمةً وعـرشـاً عـلـيـه من حماةَ نجيبُها فـقـلـت لـه والـصـدقُ فيَّ سجيةٌ أمـيـرَ الـقـوافـي قـد أتيت مبايعاً تـقـبـل قـصـيدي فهو نفثة صادق يـبـارك أشـعاري مع الصدق حسنها فـهـبـنـي وقيت السوء داراً وبَدْرةً وسـيـارةً أزهـو بـها حيث أغتدي فـإن لـم تـهـبني يا نجيب مطالبي سـأمـضـي إليه في عجالة غاضب وأحـرق أوراقـي وأطـوي يراعتي وأبـكـي طـويـلاً فـي إياس مرزأ وأخـلـو بـنـفـسـي قائلاً ومعزياً * * * ومـاذا أنـا إن طـال هـمّـيَ فاعل سـآوي إلـى كـوخ بـئـيس بقفرة بـحـزن فـتى قد فارق الأهل كارهاً وقِـطْـع صـغـير من بساط ممزق جـفـتـه الأمـانـي فهو باكٍ جفاءها يـطـوف فـيـسـتجدي فثمة مشفق فـإن كـنـتُ ذا صـبر فتلك طبيعتي | ورُتَّعِجـلبن الهوى من حيث أجهلُ أو دواعـيـه عَـوْدَ الـمـستهام الملوع فـشـيـبـيَ في السبعين جلجل: أقلع تـأبَّـتْ عـلى تَوْبي الذي ظَلْتُ أدَّعي وأطـردهـا لـكـن تـظل بأضلعي وكـلٌّ لـه فـي الـفـوز همة أروع وأن سـيـوفـي ظـافـراتٌ وأدرعي رمـتـنـي بـسهم ماط زيف تورعي وأطـهـر مـن نور الصباح المشعشع فـأنـت عجوز فاحذر النفس واردع وهم حرسي صحوي وإن جئت مخدعي لـتـغـدو رمـيـمـاً في رجام وبلقع فـهـم جـنـة فاعبث إذا شئت أو دع * * * بـفـوديـك لا تخبو وعمرك قد نُعي رقـابـة أحـفـادٍ عـفـاريـتَ طُلَّع صـغار فلا ندري إذا ضل في السعي فـأصـبـح يـلهو في جديب وممرع بـأن أخـا الـسـبعين إن هَمَّ يصنع فـهـنَّ صِـلال مـن فـظيع وأفظع وعـزت وجـلـت أنـهـا ذات برقع فـإنـي حَـصـان كالسُّها في تمنعي أرى فـيـك سؤراً من حصافة ألمعي أحـب الـمـهـا مـن ساكنات ورُتَّع على أي جنب كان في العشق مصرعي فـأصـبـح كـالمأخوذ يحيا ولا يعي عـذرت، ولـكـن مـن حبيب مقنع هـوىً كـاسر سهمي وقوسي وأضلعي فـظـلَّ مـعـنَّـى بين يأس ومطمع بـدل الـغـوانـي والـصَّبابات مولع وإن الـهـوى صبحي وليلى ومهجعي * * * إلـى الرشد فانهلت من الخوف أدمعي وعـدت لـصحبي من أصول وأفرع سـآوي إلـى قـوم مـيـامين خُشَّع فـيـا نـيـتي طيبي وللخير أسرعي ويـا قـلـب لا تيأس ويا نفس أجمعي قـفـا نـبـكِ مـن ماضٍ أثيم مروِّع كـمـا يـطـفئ المنجادُ خوف المفزَّع وأسـتـقـبل الآتي وقد طاب مشرعي تـكـون شـفيعي يوم أسكن مضجعي شـدت فـي عـشيب بالرياحين مترع * * * كـأن نـديـمـي البدر أو أخت يوشع تـجـمع فيها الصحب من كل لوذعي وعـفٍ أخـي تـقـوى وهادٍ ومبدع وفـتـيـانِ صـدق كالسيوف وأقطع حـبـتـهـم سجايا كالصباح وأنصع وهـم أسـيـف للحق في كل موضع وهـم زيـنـة الأقـوام في كل مجمع * * * أتـتـهـا وفـود الشعر من كل مهيع يـقـود الـقـوافـي من شرود وطَيِّع تـسـابـق عـيني واللسان ومِسمعي وهـذي وفـود الـشعر قد بايعت معي وقـد صـغـته مثل الجمان المرصَّع وأكـرمْ بـه مـن شـافـع ومـشفَّع وجـاريـة حـسـنـاء ذاتَ تـصنُّع ومـا شـئـت من نعمى وجود ونوَّع ولم ترض عن شعري وخيبت مَنْجعي لأدفـنـه فـي مـقـفـر مـتـصدع وأشـكـوك في ليلي الحزين ومطلعي وإجـهـاش مـخـذول وحزنِ مشيِّع أيـا نـفـس صـبـراً إن لله مرجعي * * * وقـد خـمـدت نـاري وغوّر منبعي أجـرُّ هـمـومـي جـرَّ غـادٍ مودِّع وثـوب مـن الإمـلاق بـالٍ مـرقَّع وشـمـعـة لـيـل قد تثاءب موجِع بـكـاء سـلـيـب ضـائع ومضيَّع يـجـود وصَـدٌّ مـن لَـكـاعٍ وأَلْكع وإن كـنـتُ ذا عـجـز فذاك تطبُّعي | أعي