حوار شبحي

حوار شبحي

شعر : لقمان اسكندر 

(- أبكيتها ..؟

أجثوت فوق ترابها؟

أتحس بالوجع الأليم لموتها ؟

تنهار من انهائه روحكْ؟

مترنحٌ ثَقُلَ اليسارُ بكاهلكْ؟

لكأنه غيركْ؟)


لكأنه غيري سوى هذا الشقاء

أنِسَتْ وحوش الارض في الدنيا

ولي قلب عوى

من وحشتي

أولم تكن

أم ان رأسا قد حواها ساعة

رأسا على كتفي حواها ساعة

ومضت على عبث

كخاطرة هوت من فوق هذا الرأس

أو حلم أفقت عليه أبكي

 ثم قلت : كأنها كانت هنا .

لكأنه غيري سوى وجع يطاردني

ودوني هذه الدنيا

تدافعني فادفعها لتمضي عن سبيلي : "امض دنيا"

ثم لا تمضي

وأدفعها إليّ

فتحتمي بي عن عيوني ..

واذا انتبهت

وجدتني ملقا على وجهي

وكل الناس تمضي من امامي

 من ورائي، عن يميني، عن شمالي

فوق هذا العري

تحذر ان تلامسني

كأني جيفةُ

مشغولةً، حتى بنظرة شاردٍ ..

(- حتى كلاب البر يدهسها ابن ادم

ثم يرميها بعيدا .)

أما أنا

فيمر عني الناسُ

حتى كائنات الليل

اضواء المدينة

إذ تكسّر فوق جدران البيوتْ

تمضي علي بلا اكتراث

وتطير اوراق على وقع الرياح الباردةْ

ترتد اصوات هنا وهناك

أنظر ..

لا احدْ

(- ام انهم من رسم ظنك ؟؟ )

 

أم انني وحدي أراني

أم انهم من رسم ظني

يا ناس أمي وحدها

هي وحدها كانت تراني

حيران – يا قلبي – زماني

من حيث لا ادري نعاني

حيران مطرود طريد

قد هام بي وجع عماني

(- حيران يسكنك العماء كأنه

ظل على الجدران غيبه المساءُ

حيران تبحث في الحواري "اينها؟"

ظُلَلٌ توالت فوقها ظُلَلٌ ..

وتعيش في حفر الحياة مكبلا ..)

كانت هنا ..

أبكي عليها أم على نفسي بكائي

أم انني من رسم ظني

يا وحشتي

ِ