آيل للرسم
آيل للرسم
محمد الحريري
ليل على الأمواج أسند قاربهْ
والبحر فوق الرمل ألقى غاربه
وهناك في مرمى الرياح حكاية
ووراءها صنم يقود أقاربه
بشراعها وطن ينوء بحلمه
بحر وفي المرسى يزج عواقبه
بحطام مئذنة يغيب وراءها
ناي سمعت أنين صوت الراهبة
واللاجئ الأدبي خلف قصيدة
يجري وقد بلغ السكوت وعاتبه
هذا أنا أم أنت في جسدي استوى
طيفا ولم يعرف سواي متاعبه
ومضى إلى الورق المقوى طالبا
قلقي جناحا كي يمد كواكبه
في الحالتين أرى النوارس غادرت
والشمس عن مدني الحزينة غائبة
لا الحقل يفرش للأصيل حكاية
أو طارحت قصص المساء ملاعبه
نصف الجهات على الرصيف تناولت
خبرا، وغيرت البقية صاحبه
وأنا اعتمدت على الرسوم بدفتري
وإذا الزوارق بالدفاتر هاربة
جرحي أنا، وملامحي لم تحتمل
شبها وإن بالصلب تشبه نائبه
وملوحة الأمل المخثر في دمي
وصلت لأطراف الهموم السائبةْ
الليل نازعني الدخول إلى غد
ويداي في وضع تُخيِّبُ حاجبه
حولي الزمان تبدلت أوقاته
أم عطَّلَ الزمنُ الجديدُ عقاربه ؟
مجداف أمنية الوصول إلى الضحى
مازال يجمع للشروق مراكبه
الذكريات تعلقت بسفينة
ويدي تعود من الدفاتر خائبة
كيف العثور على ابتسامة موجة
والملح ينهش كل ثغر واكبه ؟
****
جنحت إلى الأوراق ممحاتي، ولم
تأسف على حرف يفارق كاتبه
لا وقت للرسام ينقل صورتي
عبر الفضاء بريشة متثائبة
أنا من هنالك، بعدما افتقد المدى
صوتي، أتيت لكي أرمم جانبه
البحر آخر من أتاني طالبا
رقما ليحملَ للمنافي صاحبه
يا بحر إني قد أتيتك لاجئا
والويل في وطني يسن مخالبه
حطمت أرقام الخيام، وزدتها
رقما يضيف إلى المخيم طالبه
لا شيء يُثبِتُ غيرُ جرحي أن لي
جسدا يحاول أن يحطم قالبه