الصبر آخى الشكر
07أيار2015
د. حيدر الغدير
الصبر آخى الشكر
د. حيدر الغدير
كان نموذجاً بديعاً للمسلم الراضي المتوكل،
فلما فتك به الداء صار بالصبر والشكر نموذجاً أبدع وأروع
أكبرتُ صبرك أن يكون وعزيمةً سكن اليقين شعارها قد زانها الإيمان فهي نقية جمعتْ إلى الصبر الذي عزت به والصبر منزلةٌ مداها في الذرا كانا معاً سمتاً ظفرت بحسنه ووقاك خوف الجازعين من الردى أفضاله كانت بشائرَ جمةً تحمي الكرام الصيد أنى يمموا والأكرمون هم الهداية تجتلى عزوا بما صنعوا فكانوا في الورى وهم إذا صحُّوا تواضعُ قادرٍ وإذا ابتلوا وجدوا البلاء طهارة يرضون أقدار الإله بمهجة الصبر آخى الشكر في أخلاقهم ولذاك قلتُ ولن أمل مقالتي إني أعد الصابرين فوارساً * * * ما أنس لا أنس الذي عانيتَه الروح فيك بهية مسكونة والجسم يذوي والجراح مواثل نازلتها مستبشراً متوكلاً دِنْت الشكاةَ فما رأيتك شاكياً غالبتها فغلبتها فإذا بها لكنها قد أكبرتك فأسرعت وسألتُ دمعك أين أنت أجابني هل أبصر العنقاءَ منهم واحدٌ * * * ورأيتُ بسمتك التي أدمنتها فكأنما الأدواء كانت نعمة ولقد رأيتك حامداً فعليهما إذ شِمْت بالإيمان في كفيهما أما النعيم فعفوُ ربك سابغاً يمحو الذنوب فتتقي بسهامه فالداء من قدر الإله وطالما وتدافعُ الأقدارِ سنة خالق * * * وشهادتي أني رأيتكَ مؤمناً ولجأتَ للرحمن ترجو عونه فحباك ما ترجو فطبت بعونه وصنعت من زرد التوكل أدرعاً وكذا المعادن جوهراً ونفاسةً * * * قالوا تعزَّ بما أصيب به الورى سيهوِّنُ الآلامَ فيك مصابُهم ظفر أصبت جلاله وجماله | رياءَورأيتُ فيه بشاشة ودثارها، والمهجة الغراء لا تشتكي البلوى ولا الإعياء شكراً يطول وفرحة ورجاء والشكرُ أعلى في مداه لواء فحباك من أفضاله العلياء وكساك أعلى ما تود رُواء تمتد فيك طيوبهن وِضاء مما يشين الصيد والكرماء وهم العفاف ترفعاً وإباء أكرومة وقلادة حسناء لا يعرفون الظلم والخيلاء ورأوا أشد جنوده بُشَراء لم ترض إلا للإله قضاء واللين آخى العزة القعساء وشواهدي تترى صباحَ مساء والشاكرون أعدهم شهداء * * * ورأيتك الصقرَ الذي ما ناء بالزائنات يزدنك استعلاء هبت عليك عواصفاً هوجاء وجعلت من لفحاتها أنداء إذ رزتها فوجدتها استخذاء من تشتكيك دموعُها سحَّاء تهديك إعجابا لها وثناء لا تسألنِّي واسألِ البُصراء سترونني إن تبصروا العنقاء * * * تكسو محياك الوضيء سناء أهدتك من ضرائها السراء وتراهما كالتوأمين سواء قدراً يضمُّ مع النعيم بلاء أما البلاء فقد أتاك وِقاء ما كان من لمم ومن فحشاء كان الكرام يرونه نعماء أدرى بنا والسعد فيما شاء * * * ألف الحياة مشقةً ورخاء وأضفتَ للصبر الجميل دعاء فلبست منه زينة ورداء ومن الشجاعة صعدة سمراء وكذا الرجولة همةً ومضاء * * * ممن عرفت أراجلاً ونساء فأبيت إلا المحكمات عزاء وبلغت في أمدائه الجوزاء | ورضاءَ