شُغِفتُ بها

سامي العامري*

[email protected]

شُغِفتُ بها فكانت لي وِثاقا

ولستُ بطالبٍ منهُ انعتاقا

ومَوتي كالسلافة فيكِ دوماً

وأحرى بالسلافة أنْ تُذاقا !

وأحرى بالمسافة أنْ تُداني

وأحرى بالعوائق أنْ تُعاقا

فلولا الرافدان أكنتُ أهوى ؟

ولولا الحبُّ هل وتَرٌ أفاقا ؟

وهل ضَجَّتْ الى ( المأمون )(*) سُوحٌ ؟

ألا كلا ولم تقطرْ رِفاقا !

مُعلِّمتي , وقد جَمَّعتُ عِلمي

وحيداً بل وأستبقًُ استباقا

نَهِلتُ الحبَّ بحراً منك لكنْ

عَطِشتُ كأنَّ في بحري نِياقا !

مَزيداً من مدارات التغنَّي

ومَجداً للذي غنَّى وشاقا

تراقبني الجميلةُ خوفَ ضَعفي ,

شباباً بَعدُ أملكُ وانطلاقا !

سَويَّاً قد وُلِدتُ وحزتُ عقلاً

وإني مُزمِعٌ عنهُ افتراقا !

ويشكو القلبُ مِن بُعدٍ وتشكو

فما أدراكَ ما لاقتْ ولاقى !

وقد رامَ الحبيبُ دمي مُراقاً

فقلتُ : فِداكَ أفرحُ أنْ يُراقا

فإني كوكبٌ أبقى مُضيئاً

كذاكَ دماءُ مَن عشِقوا العراقا !

              

(*) شاعر وكاتب عراقي .

 كولونيا – مايس

( * ) المأمون : إحدى ضواحي بغداد .