زفراتٌ من عِتابٍ إلى أهلِ الكتاب
علي عبد الله البسّامي - الجزائر
تَبَرَّمُوا ...
تَظَلَّمُوا ...
تَهَجَّمُوا...
ثمَّ اجعلُونا مِشْجَباً لِعوارِكُم كي تنقَموا
صُبُّوا علينا غَيظكمْ
وعدوُّكم فيكم مُطاعا يَحكمُ
صُبُّوا علينا غِلَّكمْ
من ساقكمْ كي تهدِموا أخلاقناَ ودِيارناَ
أمسى جِهارا في عُراكم يَهدمُ
كونُوا عبيداً او غُويماً لليهودِ فإنهمْ
لن يَشكروا – كِبرا – فضائلَ امَّة تَتَغَوَّمُ
كونوُا مطاياَ أو سلالِمَ بَغيِهمْ
إذا اعْتلوْا أولى ضحاياهُم غدا همْ أنتمو
عِرقُ العنادِ مع الالهِ وخلقهِ
لن يصدُقوا ...لن يرفُقوا ...لن يرحمُوا
أوَ قد نسيتمْ أنهمْ قذفوا المسيحَ وأمَّه ؟
أوَ مَا زعمتم انَّهم صلبُوا المسيحَ وأعدمُوا
غلبُوا الاله؟ وأعدموه؟ فويحكم
ما شانكمْ من شانهمْ ؟ ما انتموا ؟
حقًّا فما انتم سوى عيرٌ تقادُ وتُخطَمُ
امضوا...ولكن اعلموا
من خبثهم لن تسلموا
غَرَزوا خناجرَ غدرهمْ بظهوركمْ
ثم استخفُّوا بالخداع ِعقولكمْ
أوحوا لكم أن اهْجُموا
ثم اكسِروا طوقَ الهلالِ وشيِّدُوا
في قدسهِ عرشَ الإله ليحكمُوا
كي تنحنوا يا قادةَ الفكر الغبيِّ لجنسهمْ
فالرَّب دجَّالٌ لئيمٌ منهمُو
************************
يا قادةَالحبِّ الإلهي الذي أشقى الورَى
كسرَ العظامَ بِضَمِّه
أدمى القلوبَ بلثمِهِ
لا تكذبوا ... لا تظلموا
من ذا الذي زرعَ المحبَّة في الدُّنا
بين الأنام بهديِهِ
فاستأمنوه مُجاورا أو أسلمُوا
من ذا الذي نجَّا المسيح وأمّه
من تهمةٍ عند اليهودِ تَرَجَّمُ ؟
فطهارة العذراء فيه عقيدةٌ
والطَّعن في عيسى النَّبي
كفرمضلٌّ مُعتِمُ
أبدا فلا يجني على بيت الطّهارة والنُّبوة مسلم
من ذا الذي بعَث المعارفَ في الورى ؟
حثَّ البصائرَ كي ترى ؟
قال انظرُوا ... ثمَّ افحصُوا... كي تعلموا
من ذا الذي صان العلوم وأهلها ؟
أعلى العقولَ وفِعلها ؟
هو ذا يعزُّ العالِمين ويُلهمُ
أهم القساوسة ُالذين تحجَّروا ؟
من حطُّوا من شان العقول وقزَّمُوا ؟
من ارهبوا أهل العلومِ وأعدمُوا ؟
من أحرقوا الرّاس الذّكيَ وهشَّموا ؟
من في قراطيس المعارف ألهبوا
نار العداء وأضرموا
أم أنّكم لفظاعة الجُرمِ المَشينِ نسيتمو؟
*************************
من ذا الذي عَدَّ الأنام دوابَه ؟
الفتك والبغي الجلِيْ
شرع ٌحلالٌ فيهِمُو
من ذا الذي عجنَ الفطائرَ بالدماء تديُّنا ؟
أم ذاك سرٌّ يُكتَمُ ؟
من ذا الذي أذكى الضَّغائن والعدا ؟
بثَّ المآسي والرَّدى ؟
في أرضنا ... في أرضكم
أم أنكم لجهالة لم تعلموا ؟
من ذا الذي بعلومه وفنونه
نزع الفضيلة منكمُو ؟
زرع الرَّذيلة فيكمو ؟
أم أنكم لغباوة لم تفهموا ؟
*******************
يا قادةَ الحقد الصّليبي الذين تَغوَّمُوا
عبدوا اليهود لجهلهم
رهنوا الرِّقاب لخصمهم
أضحوا دوابا تُعتلى وتُصرَّمُ
إن همَّكم كيف النَّجا من مكرهم
فاستفسروا القرآن عن سوآتهم
أي اسلموا
يا امّة النّهج الحضاري الذي أشقى الورى
من ذا الذي اغْتال شعبا آمنا في أرضه؟
أبكى الدّنا من هتك صيِّن عرضه ؟
فسلوا الهنود النّاقمين لتعلموا
من ذا الذي أشقى الزُّنوج بِرِقِّه ؟
أدمى البريء بسوطه ؟
استنطقوا التاّريخ يا أهل الحجا ثم احكموا
كم أوقدوا نار الحروب الطّاحنات ليظلموا
كم صادروا بصلافة رزق الشّعوب لينعموا
فسلوا المآسيَ في الشّعوب فإنها
يدمى لها الصَّخر الأصمُّ ويُصدمُ
**********************
يا امَّة الحبِّ الإلهي التي تعنى بنا
فلضرِّنا تتألمُ
تزجي الجنود ليرحموا
لعلاجنا من جهلنا حَزُّوا الرؤوس وهشَّموا
لشفائنا من ضعفنا زرعوا الشِّقاق وقسَّمُوا
كي ينشلونا من تخلُّفنا العَصِيْ
نهبُوا البلاد وهدَّموا
كي يغرسوا حرِّية التَّعبير في أعرافنا
كسروا اليَرَاع وكمَّمُوا
كي يرفعوا شان العدالة عندنا
قلبوا العروش ولغَّمُوا
خطفوا الرِّجال وسمَّموا
فرضوا الذُّيول على الشُّعوب وأرغموا
كي يفهمونا الحقَّ في عيشِ الكرامة
عذَّبوا.. أو هتَّكوا .. أو شرَّدوا.. أو يتَّموا
************************
يا امة الحبِّ الكراهيِّ التي تُعنى بنا
إنَّا لحبِّكِ يا لدودة نفهمُ
فدعي الطَّريح لمرَّة يتكلَّم
ودعيه يا نَبعَ الأسى يتبسَّمُ
ودعيه في أوطانه يتلاحمُ
ودعيه في ثرواته يتحكَّمُ
ودعيه في هذا الورى يتقدَّم
ودعيه من حبٍّ يُذلُّ ويقصِمُ
إن كان ضرُّ الواقعين مصيبةً
فمصيبة ُالحبِّ المُلغَّمِ أعظمُ