صباحُكِ سُكَّرْ

د. محمد عبد المطلب جاد

صباحُكِ سُكَّرْ

د. محمد عبد المطلب جاد

[email protected]

أستاذ سيكولوجيا الإبداع

جامعة طنطا-جمهورية مصر العربية

صباحُكِ سُكَّرْ ، مَسَاؤكِ سُكَّرْ

وظُهْرُكِ سُكَّْرْ وعَصْرُكِ سُكَّرْ

وكُلُّ أوانٍ يَمُرُّ عليكِ

يَنَالُ الرحيقَ فيغدو مُعَطَّرْ

ويَنْشُرُ مِنْ نُورِ وجْهِكِ نُوراً

على مَنْ بِقُرْبِ بَهَائِكِ يَظْفَرْ

ويأخُذُ مِنْ فَيْضِ عَطْفِكِ عَطْفَاً

يُدَاوِى حَيَارَى الفؤادِ المُكَسَّرْ

ويَحْمِلُ مِنْ هَمْسِ صُوتِكِ وَعْدَاً

لِكُلِّ سجينٍ  بِبُشْرَى التَّحَرُّرْ

ويملأُ نفسَاً ضَنَاهَا القُنُوتُ

بِفَجْرٍ سيأتي وصبحٍ سيظهرْ

وكُلُّ أوانٍ يَمُرُّ عليكِ

يَزِيدُ جمالاً ويَنْدَى ويُزْهِرْ

فمِنْ عِطْرِ ذاتِ الكَمَالِ تَبَخَّرْ

صَبَاحُكِ سُكَّرْ

**

ننامُ نُفَكِّرْ ونصحو نُفَكِّرْ

وننسى بأنَّ هناكَ مُدَبِّرْ

يُقَلِّبُ تلكَ القلوبَ ويَأْمُرْ

ويَخُلقُ ما كان فى الغيبِ قدَّرْ

فلا تَحْمِلِى الهَمَّ يا نورَ عينى

فللهِ عينٌ من الغيبِ تَنْظُرْ

دَعِيهِ يُدَاوِى دَعِيهِ يقرر

دَعِيهِ يُضَمِّدُ قلبَكِ حتى

تُدَاوَى جراحاتُ عُمْرٍ تَبَعْثَرْ

يَدُ اللهِ تُشْفِى وتُرْضِى وتَجْبُرْ

وتَخْلُقُ ما نحن لا نَتَصَوَّرْ

غداً سوف تُزْهِرُ كُلُّ الفيافى

ويَسْطَعُ نُورُ فؤادِكِ أكْثَرْ

صباحُكِ سُكَّرْ

**

إذا ما جَمَعْتِ جميعَ الكلامِ

الذى كانَ مِنْكِ إلىَّ سَيُحْصَرْ

ويُصْبِحُ يا نورَ عينِ أبيكِ

سطوراً تُعَدُّ بِبِضْعَةِ أسْطُرْ

رواها الإلهُ بِنُورِ الإخاءِ

وعِطْرِ التَّرَاُحِم صَفْوَاً مُقَطَّرْ

إذا ما جمعنا لقاءَ الوُجُوهِ

على بُعْدِ ما بينها مِنْ تَكَرُّرْ

ستُصْبِحُ يا نورَ عينِ أبيكِ

ثلاثاً ومَرَّتْ كَلَمْحَةِ مَنْظَرْ

**

أنا يا ملاكى وحيداً أُغَنِّى

أُدَاوِى جِرَاحِى وأدْعُو وأَشْكُرْ

وفى الغَيبِْ أطْرَحُ نِعْمَةَ رَبِّى

وأبْقَى بِحِكْمَتِهَا أَتَفَكَّرْ

أُعَالِجُهَا بين نفسى ونفسى

وأَطْرَحُهَا فى غِنَاءٍ يُعَبِّرْ

لأنْشُرُ هذا المثالَ الفَرِيدَ

الذى أبدعَ اللهُ صُنْعَاً وَقَدَّرْ

وكُلُّ مناى هو أنْ أراكِ

بِعَرْشِ السماءِ كَبَدْرٍ مُنَوَّرْ

وأسْمَعُ عَنْكِ صباحَ مساءٍ

بأنَّكِ فى رَوْضَةٍ لا تُصَوِّرْ

وأنَّكِ فى صحةٍ وبهاءٍ

وعِطْرِ السماءِ ببيتِكِ يُمْطِرْ

**

صباحُكِ سُكَّرْ ، مساؤكِ سُكَّرْ

دعينى أُغَنِّى بِفَضْلِكِ أكثر

وأجْمَعُ كُلَّ بديعِ المعانى

لِتَصْنَعَ تاجاً بَهِيَّاً مُعَطَّرْ

على رأسِ مَنْ وهبتنى الحياةَ

وأعْطَتْ لِذِكْرِى بَقَاءً يُعَمِّرْ

وَسَاقَتْ لِنَفْسِى أَرَقَّ المعانى

ولا غَيْرَ أنَّ لِسَانِى يُعَبِّرْ

صَبَاحُكِ سُكَّرْ