غزة تتألقُ في موتها نصرا
غزة تتألقُ في موتها نصرا
خضر محمد أبو جحجوح
مخيم النصيرات/ غزة
عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
عضو رابطة أدباء الشام
لماذا تطلُّ من الموت فوق الرُّكام لتبكي...
ونصلك في مقلتيها؟!
وهذي أصابع كفيك تشهدْ
وبحر الدماء يحنِّي جبين الليالي
لتصعدَ (لفني) عليها
ألفني الزنيمةُ أغلى من القدس
حتى تمرغ وجهك بين يديها
وتبكي على قدميها؟!
فقبّل...
وطأطئ ...
تبسَّم
وقبِّل...
لعلك تحظى بدفء الأفاعي
إذا قربتك إليها!
...
تقول الصحارى : امتشقني حساما
حقولا فساحا
وحرر ربوعكَ ساحا فَساحا
وأنت تؤلبُ رمل الصحارى عليها!!
تقول البحار: ارتجلني غماما، خيولا، سلاحا
وأنت تصب مياه البحار على شفتيها
وهذي الشواطئ تبكي على ضفتيها
فمدِّد جبينك للنحر قبل المجيء إليها
فإنك لن تعبر اليوم مهما تلون وجه الغمام بدم
ومهما تمزق لحم
ومهما تطاير بين الأزقة عظم
هنيئا لك العار والذلُّ دهرا
هنيئا لها الموت يزهو صباح مساءَ
هنيئا لغزةَ
هذا العذاب الجميلُ الوسيم
وأنت تراود حُلمك فوقَ السريرِ
ونار الفناء تَصُب عليها حميما!
ويحنو عليها أخوها الحميم
بذبح الكرامة جهرا وسرا
وموت الضميرِ
...
هنيئا لها ما لديها:
صهيلُ الأنين على شفتيها
وشلال مسكٍ يحنِّي الفضاءَ
وقصفٌ وموتٌ وقتلٌ وصبرٌ وتقوى
وفيضُ يقينْ
وشكوى
وصرخات طفل بريء
يغطِّيه طنٌّ من الصخر والنارِ تحت الدمارْ
ونظراتُ طفلٍ رضيع
يمزِّق طائرتين بلحم طري وعظم مفتتْ
ويهدي الدمار إليها دمارا
هنيئا لها الكبرياءُ
نجومٌ تلألأ بين الركام
وأنتَ وسربك تحلم أن تستبيح حماها
وتبسط ملك الأفاعي عليها
هنيئا لها لأَمةُ الحرب عزا ونصرا
وأشلاؤها بينَ الدمارِ تسيلُ
وهذا العذابُ يلون بين الأزقةِ مجدا
هنيئا لغزة
هنيئا لقلبِك بحرُ الدماءِ
يحنِّي جبينَ الذرا بالضياء
فمدي جبينك فوق المعالي
لنغرسَ في الأفق وعد السماءِ