أنقذوا غزَّة
03كانون22009
شيماء الحداد
1
شيماء محمد توفيق الحداد
تـهـادى بـدربـيَ نورٌ أضـاءَ الـدَّيـاجـي وَليلاً بهيماً وَكـنـتُ أسـيـرُ الهوينى هنا يـداعـبُ خـدَّيَّ مـاءُ السَّماءِ أفـكِّـرُ مـا بـالُ هـمِّـي غدا وَيـا لـيتَ شيطانَ شعري يغنِّـ وَإذْ بـالـسَّـوادِ الحزينِ انجلى وَقـالَ بـلـطـفٍ: لماذا البُكَاءُ أتـبـكـي وَأنـتَ صبيٌّ صغيرٌ أجـابـتْـهُ عـيني بدمعٍ سخيٍّ وَأرسـلْـتُ نـظـرةَ حزنٍ بليغٍ فـواجـهـنـي قال لي: يا فتى أمـا تـجـدُ الإنـسَ في عيشهمْ فـأومـأتُ رأسـي وَقـلتُ: بلى وَكـيـفَ الـبشاشةُ تعرفُ درباً أديـنـي - وَديـني رفيعٌ كريمٌ يـعـانـي يـكابد منْ غيرِ ذنبٍ وَمـا ذنـبُ ديـنـي وَما جُرْمُهُ وَأعـداؤُهُ مـثـلَ أقـوامِ لـوطٍ يـقـولـونَـ: بُعْداً أيا مسلمينا! فـمـا ذبَّ عـنْ موطني أصيدٌ وَصـارَ الأنـامُ نـيـامـاً وَهلْ تـرانـا نـسـيـرُ بغيرِ الهدى لـمـاذا غـدا شـعـبُـنا هكذا إذا مـا نـصـحـنـا تراهمْ لنا كـذبـتُـمْ فـهذي ذنوبُ الهوى أيـا أمَّـتـي إنَّ ربِّـي يـرى يـرانـا وَيـسـمـعُ أنـاتِـنا جـهـاداً هـلـمُّوا بصبرٍ جميلٍ إذا أنــتـمُ كـنـتـمُ أهـلَـهُ وَربِّـي مـجـيـبٌ دُعـانا إذا فـإنَّ الـجـهـادَ قـرينُ الدُّعاءِ لـمـاذا الـسُّـكوتُ أيا إخوتي وَيـعـدُوْنَ حـقـداً عـلى ديننا وَحـتَّـى الـهـواءُ غـدا ملكَهمْ وَحـتًّـى الـبلادُ[3] لهمْ سجِّلَتْ لـمـاذا؟! هـلِ الذُّلُّ منْ طبعنا وَلـكـنْ أيـسـمـعُ منْ قدْ سها وَأنَّ لـهُ رحـمـةً مـعَ حِـلْـمٍ لـهـذا تـرانـي حـزيناً كئيباً وَلـكـنَّني لستُ أرضى خضوعاً سـأمـضـي لأنفخَ روحَ الحِمى إذا مـا انـتـصرتُ فذاكَ المنى وَلـنْ يـفرحوا إنْ قُتِلْتُ فإنْ... عـقـائـدُ شـرعـيَّـةٌ، منهلٌ، أنا سوفَ أغدو – وَلو بعدَ حينٍ - لـمـاذا إذاً لا نـمـوتُ بـعزٍّ ألـسـنـا سـنجني إذا ما فعلنا فـأومـأَ لـي صـائحاً: أي بلى لِـتـثـبـتْ بـعـونِ الإلهِ ألا | عظيمٌتـألَّـقَ طـهـراً، صـفاءً وَحـاكـى نـقـاءَ الغيومِ الفريدْ أفـكِّـرُ حـزنـاً بـهـمٍّ عـنيدْ وَيـصـفعُ وجهي صقيعُ الجليدْ بـقـلـبي كبيراً، بنفسي قعيدْ؟! ي فـيذهبَ حزني بعزفِ القصيدْ بـنـورٍ عـظـيـمٍ وَوهْجٍ شديدْ لـمـاذا الأنـينُ لماذا الشُّرودْ؟! تـحـاكي سنينُكَ عُمْرَ الورودْ؟! يـمـزِّقُ قـلـبـي بحدِّ الحديدْ تـجـسِّـدُ آلامَ طـفـلٍ حـقودْ رويـدكَ لـستَ الحزينَ الوحيدْ يـعـانونَ منْ كربةٍ، منْ سدودْ؟ وَلـكنَّني – صاحِ - لستُ السَّعيدْ لـوجهي، وَديني غدا كالشَّريدْ؟! يواسي الحزانى وَيُؤوي الطَّريدْ - وَيُـلـقـى بـأبـنائه للقيودْ؟!! سـوى أنَّـهُ مـسـتـقيمٌ حميدْ يـنـادُونَ بالفُحْشِ ما منْ رشيدْ فـأنـتـمْ أنـامٌ طـهوراً تريدْ! وَلا قـالَـ: إنَّـا سـلامـاً نريدْ يـنـامُ الـيـتيمُ وَيغفو الشَّريدْ؟! إلـى شـهـوةٍ لـيسَ فيها مفيدْ جـبـاناً وضيعاً يخافُ القرودْ؟! يـقولونَ: هذا بذنبِ[2] الأسودْ! تـمـاشـونَهُ دونَ خوفِ الوعيدْ أسـانـا وَإنَّ إلـهـي شـهـيدْ يـنـاديـ: أطـيعوا إلهَ العبيدْ وَنـصـري سـيأتي وَلكنْ مجيدْ وَإلَّا سـيـأتـي لـجـيلٍ جديدْ دعـونـا وَسِـرْنا بعزمِ الأسودْ وَذروةُ ديـنـي وَدربُ الـجُدودْ لأعـدائنا - منْ يخونوا العهودْ - وَأوطـانـنـا دونَ أدنى حدودْ؟! فـلا يـأْتِـنـا دونَ إذنِ اليهودْ! وَأقـوالُـهـمْ أصبحتْ كالبنودْ! أمِ الـجُـبْـنُ وَالانكسارُ البليدْ؟! بــأنَّ الإلـهَ قـويٌّ مـجـيـدْ وَأنَّ لـهُ غـضـبـاً لا يحيدْ؟! لـذلـكَ أكـرهُ كـلَّ الـيـهودْ! وَمـعـصـيـةً لـلإلـهِ المجيدْ وَنُـبْـلَ الـفـداءِ وَسرَّ الصُّمودْ إذا مـا قُـتِـلْـتُ غدوتُ الشَّهيدْ ...نَ ديـانـةَ ديـني قُرانٌ مجيدْ وَفِـكْـرٌ سـيبقى وَيفنى الوجودْ رفـاتـاً، وَهـذا مـصيرُ العبيدْ وَنـمـضي ثباتاً بديني الحميدْ؟! ثـمـارَ الـفلاحِ وَمجداً مجيدْ؟! وَإسـلامُنا - يا صغيري – يعودْ مـسـارُكَ دربٌ سـلـيمٌ سديدْ | مديدْ
الوزن: بحر الكامل.
[1] ألَّفتُها في السَّادسة عشرة من عمري، بتاريخ: 30/12/1429ه.
[2] الباء سببيَّة.
[3] البلاد: غزة وفلسطين وكل بلد محتل مغتَصب.